• «حماس» تعتقل 15 مشتبهاً بالتجسس  • قطر مستعدة لإعادة الإعمار

Ad

في أول أيام وقف إطلاق النار الدائم الذي تم التوصل إليه أمس بوساطة مصرية بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، عادت بوادر الحياة الطبيعية إلى قطاع غزة، أمس، حيث فتحت المحال أبوابها وخرج الصيادون بقواربهم إلى البحر، بعد خمسين يوما من حرب مدمرة، في الوقت الذي واجه فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انتقادات قوية في إسرائيل، بسبب الحرب باهظة الكلفة التي لم تسفر عن منتصر واضح.

وأمضى الفلسطينيون في القطاع والإسرائيليون حوله ليلة هادئة بعد دخول الاتفاق حيز التنفيذ، إثر حرب أدت إلى مقتل 2143 فلسطينيا معظمهم من المدنيين، ومن بينهم 490 طفلا، و70 إسرائيليا معظمهم من العسكريين.

وبينما وقف عمال من بلدية غزة لتنظيف الشوارع وإزالة الركام، بدأت شركة الكهرباء بإصلاح خطوط الكهرباء الرئيسية بين غزة وإسرائيل التي دمرت خلال الحرب، وعاد آلاف ممن فروا من المعارك ولجأوا إلى الإقامة في المدارس أو مع أقاربهم إلى منازلهم، لكن البعض لم يجد سوى حطام.

إلى ذلك، اعتقلت حركة حماس 15 شخصا في غزة للاشتباه في أنهم عملاء لإسرائيل.

وفي إسرائيل صمتت صفارات الإنذار التي تحذّر من الصواريخ القادمة من غزة، لكن معلقين إسرائيليين أبدوا خيبة أملهم إزاء قيادة نتنياهو لأطول جولة قتال بين إسرائيل والفلسطينيين خلال 10 سنوات.

وكتب المحلل شيمون شيفر في صحيفة يديعوت أحرونوت، أكبر الصحف الإسرائيلية مبيعاً، «بعد 50 يوما من الحرب التي قتل فيها تنظيم إرهابي عشرات الجنود والمدنيين وقضى على الروتين اليومي، ووضع البلاد في محنة اقتصادية، كنا نتوقع أكثر من إعلان وقف إطلاق النار، كنا نتوقع أن يذهب رئيس الوزراء إلى مقر الرئيس ويبلغه بقرار الاستقالة من منصبه». وقال عوزي لانداو الوزير في حكومة نتنياهو، وهو من حزب إسرائيل بيتنا في أقصى اليمين، لراديو إسرائيل «إنهم يحتفلون في غزة»، مضيفا أن «نتائج الحرب بالنسبة لإسرائيل قاتمة للغاية».

ولم يصدر تعليق فوري من نتنياهو على اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه مصر وبدأ سريانه مساء أمس الأول.

وسيضطر كل من الإسرائيليين والفلسطينيين للعودة إلى محادثات سلام جديدة في القاهرة في غضون شهر للاتفاق بشأن القضايا الخلافية المعقدة.

ودعا اتفاق وقف إطلاق النار الأخير إلى وقف أعمال القتال لأجل غير مسمى، وفتح معابر غزة مع إسرائيل ومصر على الفور، وتوسيع المنطقة المخصصة للصيد في مياه البحر المتوسط قبالة القطاع.

ومن المقرر أن يتم دفع رواتب موظفي «حماس» في غزة مستقبلا عبر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وذلك بعد أن كان تحويل الأموال إلى غزة أحد أهم النقاط الخلافية بين إسرائيل و«حماس».

في السياق، رحبت قطر باتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين وعبّرت عن استعدادها للمشاركة في إعادة إعمار القطاع المدمر.