«ودمرناها تدميراً»
تقارير البنك الدولي و«الإيكونوميست» تنذر بعجز قادم، وتقارير النفط حول تنبؤات صادرات العراق وإيران، واكتشافات النفط في أستراليا وزيادة الإنتاج في الولايات المتحدة تدق أجراس الخطر، «فدمرناها تدميرا»، والله يستر، وكل عام والكويت وأهلها بخير.
جميلة هي تلك الأعلام التي ترفرف فوق بيوت المواطنين، وجميلة هي تلك المبادرات الفردية للمواطنين ببذل اليسير من الجهد والمال لإبراز مظاهر الفرح في شهر فبراير، لكن خلف تلك الأعلام تختفي الكثير من النفوس السوداء التي لو انعكس ظلامها على ألوان الزينة لأطفأها، وإن كان لوركا قال إن ظلام العالم كله لا يستطيع إطفاء نور شمعة فأنا أقول إن الغل في قلوبنا وسواد أعمالنا ليطفئ مشاعل آمالنا ونبراس أمنياتنا. لأن الحكومات المتعاقبة دفعتنا دفعا لنكون سطحيين، متحاملين، بعيداً عن الإنتاجية، ولأن نوابنا الأشاوس دفعونا دفعا لنعتقد أن الديمقراطية هي وصول أبناء مذهبنا وقبيلتنا وعائلتنا، ولأننا عودنا الناس والناس عودونا أن مناصبنا هي ضرع بقرة يجب أن يحلب وأن "الله كريم" و"يحلها ألف حلال"، أصبحنا نقاطاً على قشرة البصلة، رقيقة ولا فائدة منها، نشم رائحة الفساد من تحتنا ولا نبالي، أصبحت حياتنا مجرد قشرة، وفرحنا مجرد قشرة، ومشاكلنا كلها قشور، ولا يهم أين بنا الدنيا تسير، ولا على أي مدار دولابنا يدور، لنرفع العلم، ولنفرح، ولنضحك ونرقص، ولنعد بعدها كما كنا قشوراً ليس لنا لما تحتها من لب سبيل.يقول تعالى "وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها"، كثيراً ما خطرت هذه الآية الكريمة على تفكيري بالأيام السابقة، آلاف زجاجات الخمور مفقودة، مناقصات بالجملة تدفع ولا تنجز، "واسطات" في الدراسة والعمل، وعود زائفة، طرق لا تصلح لاستخدام السيارات ولا الحيوانات، مبان متهالكة رغم الميزانيات، مرضى من غير الكويتيين يعاملون ليس كالبشر، وكويتيون يعاملون كالبشر ويعالجون كـ...، مليارات التنمية، وقضايا الرأي، ففسقوا فيها.تقارير البنك الدولي و"الإيكونوميست" تنذر بعجز قادم، وتقارير النفط حول تنبؤات صادرات العراق وإيران، واكتشافات النفط في أستراليا وزيادة الإنتاج في الولايات المتحدة تدق أجراس الخطر، "فدمرناها تدميرا"، والله يستر، وكل عام والكويت وأهلها بخير.