سمعت أحد القياديين الفلسطينيين يطالب العرب بمشروع مارشال لإعادة إعمار غزة، ويبدو لي أن هذا خطأ سياسي فادح ومكافأة لإسرائيل على عدوانها وتشجيعها على تكرار العدوان ما دام هناك مال عربي لبناء كل ما تدمره.

Ad

إعمار غزة يجب أن يأتي من الدول التي أسست هذا الكيان في فلسطين، والتي شجعته على العدوان وقتل العرب وفي مقدمتهم الفلسطينيون، أو تغاضت عن عدوانه أكثر من ستين عاماً، ولا بد أن تحس هذه الدول بفداحة مواقفها، وتكفّر عن ذنوبها بإعادة إعمار غزة، وتعويض خسائرها وتحمّل تبعات خسارة العائلات لمعيليها.

لا بد من موقف عربي رسمي وشعبي لتحميل الدول المساندة لإسرائيل ثمن عربدتها، وعلى الحكومات العربية البدء باتخاذ مواقف ضد هذه الدول إن تمنعت من تحمّل تبعات هذا الإرهاب الصهيوني.

يجب أن توجه الدول العربية والإسلامية الدعوة لمؤتمر للدول الغربية والولايات المتحدة وروسيا لمناقشة خطة لإعادة إعمار غزة، وتحميل هذه الدول تبعات أي أعمال عدوانية تقوم بها إسرائيل، وعلى الغرب إرسال الأطباء والأدوية والأغذية بصفة عاجلة.

 إن تأكيد العرب هذه الحقيقة ربما يمكّن الحكومات الداعمة لإسرائيل من إعادة حساباتها وإيقاف الإرهاب الصهيوني، وإن الشعب الفلسطيني بحاجة للشعور أن العرب معه، وأن إسرائيل لن يمر عملها بدون عقاب، وفي المقابل فإن العقاب الذي يجب أن تقوم به الدول العربية، في حال فشل المؤتمر، هو دعم المقاومة ومد كل القوى القادرة على مواجهة الإسرائيليين بالسلاح والتدريب للقيام بعمليات داخل إسرائيل.

شعوب العالم ضجّت وملّت من أفعال إسرائيل والصهيونية العالمية، شعوب العالم وعت ولم يعد بإمكانها السكوت على ما تفعله إسرائيل ودعم حكوماتها لها، ولم يعد يمر على العالم، وبالذات في أوروبا وأميركا، أن يقوم حاخام بحرق علم إسرائيل لكي يبرئ الصهيونية العالمية مما تقوم به إسرائيل. مهزلة تتكرر كلما قامت إسرائيل بعدوان وتدمير وتقتيل للشعب المقهور والمستلبة أرضه.

أعتقد أن تحركاً عربياً وإسلامياً رسمياً وشعبياً وضغطاً على الأمم المتحدة لا بد أن يتما لكي نقول للعالم إننا لم نعد نقبل بضعفنا ولا بسكوتهم.

هذه المرة تجاوزت إسرائيل كل الحدود، وهدفها نزوح أهل غزة إلى خارجها، معتقدة أن شعب غزة سيغادرها ليتم الاستيلاء على القطاع كما تم الاستيلاء على بقية فلسطين، ولكن شعب غزة ومعه شعوب العالم وقفوا بصلابة ضد هذا المخطط، وبقي دور الحكومات العربية والإسلامية. لا نريد حلاً تخديرياً يضخ المال إلى غزة لتهدئة أهلها وعلاجهم، إنما نريد موقفا عربيا يلقي بتبعية عربدة إسرائيل على من أنشأها ومن دعمها

وما زال يدعمها.