دفعت العوامل الاقتصادية والاستقرار السياسي في الإمارات والإقليم الخليجي الأسعار، وجذبت مزيدا من السيولة الأجنبية لتعمل على خلق جو إيجابي في سوقي الإمارات، ليحقق دبي منذ عام 2013 ارتفاعا بنسبة 129 في المئة، منها 4.3% في الأسبوع الماضي ليخترق مستوى 4 آلاف نقطة ويقفل على 4098.67 لأول مرة منذ أكثر من خمسة أعوام.

Ad

استمرت مؤشرات اسواق المال الخليجية في تسجيل مكاسب، للاسبوع السادس على التوالي هذا العام، بل إن بعضها واصل مشوار مكاسبه، التي استأنفها مجددا منذ شهر نوفمبر الماضي، حتى نهاية الاسبوع الماضي دون تسجيل اي عمليات جني ارباح وتراجع.

وكان سوقا الإمارات كالعادة في المقدمة ليواصلا صعودهما الصاروخي، الذي يعد أحد أكبر انطلاقاتها التاريخية، وكان دبي قد انهى الاسبوع الماضي بمكاسب بلغت 4.3 في المئة، وهي ذات مكاسب الاسبوع الاول من فبراير الجاري، بينما ارتفعت وتيرة ارتفاعات ابوظبي ليحقق 3.6 في المئة.

وعاد مؤشر الدوحة سريعا ليلحق بدبي وأبوظبي، محققا نحو 3 في المئة، وجاء السعودي خلفه محققا 1.6 في المئة، واكتفى المنامة بنسبة 1.1 في المئة، ومسقط بنحو نقطة مئوية، بينما استقر «الكويتي» على ادنى مكاسب خليجية على مستوى مؤشره «السعري» التي لم تتجاوز نسبة 0.14 في المئة فقط.

معرض إكسبو

وجاءت مكاسب سوقي الامارات بهذا الشكل الصاروخي مدعومة بأكثر من عامل، أهمها التخلص من تبعات الأزمة المالية العالمية، وتغير الدورة الاقتصادية من الركود الى الانتعاش، الذي دعم كذلك بعوامل اخرى عملت على انهاء فترة الركود، والبدء بدورة اقتصادية جديدة جل العوامل المحركة لها ايجابية بدءا من قوانين منظمة واهتمام حكومي وانتهاء بترقية سوقي الامارات من مبتدئة الى ناشئة على مؤشر ستانلي، وفوز دبي بمعرض اكسبو 2020، فضلا عن نتائج أعمال الشركات المدرجة التي حقق بعضها نموا تاريخيا بالارباح تعدت 100 في المئة.

وعملت هذه العوامل الاقتصادية المهمة والاستقرار السياسي في الامارات والاقليم الخليجي على الدفع بالأسعار وجذب مزيد من السيولة الاجنبية لتعمل على خلق جو ايجابي في السوقين الاماراتيين ليحقق دبي منذ عام 2013 ارتفاعا بنسبة 129 في المئة، منها 4.3 في الاسبوع الماضي تعادل 167.23 نقطة، ليخترق مستوى 4 آلاف نقطة بقوة، ويقفل على مستوى 4098.67 نقطة خلال بداية الاسبوع الماضي لاول مرة منذ اكثر من خمسة اعوام.

وعاد مؤشر أبوظبي كذلك إلى تسجيل ارتفاعات كبيرة، بعد ان تقلصت مكاسبه خلال الاسبوع الماضي الى نسبة 1 في المئة، حيث حقق الاسبوع الماضي 3.6 في المئة، رابحا للاسبوع الثالث عشر على التوالي في اكبر سلسلة مكاسب اسبوعية له على الاطلاق، محققا 17.69 نقطة خضراء، مقفلا على مستوى 4892.41 نقطة، مقتربا من مستوى 5 آلاف نقطة الذي قد يخترقه خلال الاسابيع المقبلة، قبل الانضمام رسميا الى الاسواق الناشئة خلال مايو المقبل.

كأس العالم 2022

ينتظر مؤشر سوق الدوحة شهر مايو المقبل للانضمام الى مؤشر ستانلي للاسواق الناشئة جنبا الى جنب مع سوقي الامارات كأول الاسواق الخليجية التي رقيت الى مرتبة ناشئة من جهة، وكذلك فوز قطر بتنظيم كأس العالم 2022 يعد أحد اهم اسباب نمو مؤشر السوق القطري خلال هذه الفترة، بل إن مجرد ادارة ملف المنافسة والفوز به يعد مفخرة ادارية لقطر، فضلا عن تنظيم حدث عالمي بهذا الحجم ينظم في دولة خليجية صغيرة العدد بالسكان ذائعة الصيت عالميا.

وبعد إعلان النتائج السنوية لمجموعة كبيرة من مكونات مؤشر الدوحة، والتي جاء اغلبها ايجابيا وبنمو راق للمستثمرين تفاعل المؤشر وعاد لمواصلة انطلاقته التي بدأها خلال عام 2012، واستمر في الاتجاه الصاعد ليخترق مستوى 11500 نقطة الاسبوع الماضي، ويقفل على مستوى 11515.50 نقطة، مضيفا 323.29 نقطة تعادل نحو 3 في المئة.

أداء السوق السعودي

تطور اداء السوق السعودي كثيرا بعد الانتهاء من اعلانات شركاته المدرجة، والتي دائما ما تكون سباقة خليجيا الى الانتهاء من اعلاناتها وتوزيعاتها نصف السنوية، والتي جاءت مرضية نسبيا لتدعم الاداء، ويعد استقرار اسعار النفط بمستويات فوق 106 دولارات لمزيج برنت رافدا مهما لسياسات الانفاق الحكومي السعودية، والتي اعلنت بنهاية العام الماضي، حيث يرجح ان تنعكس آثارها على اداء الشركات المدرجة بنهاية هذا العام، واستطاع مؤشر «تداول» ان يحقق نسبة 1.6 في المئة تعادل 136.8 نقطة ليقفل على مستوى 8929.60 نقطة.

مكاسب متقاربة

اقفل سوقا مسقط والمنامة على مكاسب متقاربة، دارت حول نسبة 1 في المئة، حيث ربح مؤشر سوق المنامة 1.1 في المئة، ليقفل على مستوى 1317.94 نقطة، مضيفا 13.76 نقطة، مستفيدا من تداولات سوق دبي على بعض السلع المشتركة الادراج بين السوقين، حيث الزخم الشرائي القوي في دبي ينعكس ايجابا على تداولات الاسهم المدرجة في اسواق اخرى خصوصا في البحرين والكويت.

وحقق سوق مسقط ارتفاعا بنسبة قاربت 1 في المئة، تعادل 66.74 نقطة، ليقفل على مستوى 7173.24 نقطة، بعد إنهاء شركاته المدرجة إعلاناتها السنوية ليأتي كأفضل سوق خليجي شفافية بعد السوق السعودي الذي دائما ما يتصدر المعلنين خليجيا.

كويت 15

سجلت مؤشرات سوق الكويت للاوراق المالية تفاوتا كبيرا في مكاسبها، حيث ربح السعري نسبة 0.14 في المئة، وكان الافقر خليجيا، مضيفا 10.62 نقاط فقط، ليقفل على مستوى 7842.62 نقطة، بينما سجل «الوزني» 0.7 في المئة، تعادل 3.42 نقاط، ليقفل على مستوى 464.36 نقطة، وكانت المكاسب الأكبر من نصيب مؤشر كويت 15 بنسبة 1.3 في المئة تعادل 14.49 نقطة ليقفل على مستوى 189.63 نقطة.

وكانت المفارقة بتراجع النشاط والسيولة، حيث انخفض النشاط مقارنة بالاسبوع الاسبق بنسبة 17.8 في المئة، بينما كان انخفاض السيولة بنسبة اقل استقرت على 6.7 في المئة فقط، وارتفع عدد الصفقات بنسبة 2 في المئة، وكان تغير سلوك متداولي السوق واضحا بعد اعلان التوزيعات السنوية.

ونشطت الاسهم المعلنة عن توزيعات جيدة ومرضية لمساهميها ليكونوا مراكز جديدة حول اسعارها، بينما على الطرف الآخر كان تأخر اعلانات الاسهم الصغرى عامل ضغط على مضاربيها الذين توفر لهم بدائل عبر الاسهم القيادية او الاسهم ذات التوزيعات السنوية الجيدة، فتراجعت المضاربة وتراجع نشاط الاسهم التي لم تكن تستحوذ على نسب عالية من نشاط السوق الاجمالي.

ويبقى انتظار اعلانات الشركات الصغرى او المتوسطة خلال الاسابيع المقبلة مسيطرا على تعاملاتها وعامل تأثير مباشر على ادائها فمن يعلن سينتقل النشاط اليه، بينما يتم التخلص من الاسهم التي تؤخر اعلاناتها السنوية نتيجة ضعفها او سوء ادارتها او لاي اسباب اخرى تحجب معلومات مهمة لمتعاملي السوق ومساهميها.