أكد وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الصحة الشيخ محمد العبدالله أن معدلات السمنة في الكويت تزداد بصورة مقلقة، لافتاً إلى أن السمنة تعد أحد عوامل الخطورة الرئيسية لانتشار الأمراض المزمنة غير المعدية، وفي مقدمتها أمراض القلب والدورة الدموية والسكري والسرطان، مؤكدا أن انتشار الأمراض المزمنة غير المعدية يعرقل مسيرة التنمية.

Ad

وأعلن العبد الله، في تصريح للصحافيين عصر أمس على هامش افتتاحه ورعايته المؤتمر الخليجي الأول لجراحة السمنة وأمراض الأيض، أن قرار تنظيم جراحات السمنة، والذي مضى على إصداره ستة أشهر، يهدف إلى تنظيم إجراء تلك العمليات في البلاد.

 وكشف أنه سيجتمع مع فريق عمل متخصص قريبا لتقييم العمل بهذا القرار منذ إصداره، حيث سيتم اتخاذ إجراءات محددة، إما بتغيير ضوابط وشروط العمليات إذا استوجب الأمر، أو استئنافها كما كانت في السابق، مشيرا إلى وجود اجتماع مقبل مع الأطباء المتخصصين للاستماع لوجهات نظرهم حول القرار المتعلق بعمليات السمنة. وأضاف أن السمنة تلعب دورا رئيسيا في الإصابة بالأمراض المزمنة غير المعدية، وفي مقدمتها السكري وارتفاع ضغط الدم، مشددا على أن الوزارة تدعم مثل هذه المؤتمرات من أجل سلامة المرضى.

التصدي للمشكلة

 

وأكد العبدالله أن المؤتمر يرمز إلى إصرار الأطباء على التصدي لمشكلة السمنة، مؤكدا أن الوزارة لن تتأخر عن مواصلة تخصيص الموارد والإمكانات اللازمة لتحديث أقسام العمليات والعناية المركزة وتزويدها بأحدث التقنيات، والتوسع ببرنامج البعثات والزمالة بالتخصصات الطبية المختلفة.

وشدد على ضرورة التصدي للأمراض المزمنة غير المعدية من خلال جميع التخصصات الطبية والاستراتيجيات والسياسات متعددة القطاعات، والتي تحتاج إلى تعاون وتكاتف والتزام من الجميع بالتصدي لهذه المشكلة الصحية الهامة.

 

‏801 جراحة سمنة 

 

من جانبها، كشفت مديرة مستشفى الأميري د. أفراح الصراف عن إجراء المستشفى 801 عملية جراحة سمنة خلال العام الحالي، منها 587 للإناث, بنسبة 73% من إجمالي الحالات، والباقي للرجال، مشيرة إلى أن هذا المؤتمر يهدف إلى تبادل الخبرات في مجال جراحة السمنة ومواكبة آخر التطورات لمواجهة مرض السمنة الذي يشكل وباءً جديدا في العالم، حيث إن معدلات السمنة المفرطة في تزايد عاما بعد عام، وبالأخص في الكويت، ما جعلها تحتل مراكز متقدمة في عدد السكان المصابين بهذا المرض من بين دول العالم. 

وكشفت الصراف عن تفعيل جهاز صرف الأدوية في قسم الحوادث، وهو ما يساعد على تنظيم العمل والتحكم بالجرعات المصروفة لكل مريض، مؤكدة أن الخطة المستقبلية, ستشمل تفعيل نفس الجهاز في كل من الأجنحة والعناية المركزة والصيدلية الرئيسية, وربطها جميعا بالجهاز الرئيسي لصرف الأدوية بالصيدلية المركزية، مما يساهم في توفير الجهد والوقت وزيادة الكفاءة في القسم والتقليل من هدر الدواء. 

وأوضحت أن المستشفى سيقوم قريباً بإعادة هيكلة قسم الحوادث عبر دمج حوادث الجراحة والباطنية سوياً، وذلك بهدف زيادة الطاقة الاستيعابية للقسم، وتقليلاً لفترات انتظار المراجعين للحصول على الخدمة الصحية المطلوبة.

 

تغيير المسار 

 

من جهته، كشف رئيس الجمعية الطبية الخليجية لجراحة السمنة د. محمد الجارالله أن عملية تغيير المسار لا تزال العملية المثالية أو الذهبية في العالم، بالإضافة إلى أنها الأكثر انتشاراً في الخليج، مؤكدا أن نحو 20% من عمليات السمنة لا تحقق النزول المطلوب في الوزن.

وأشار إلى أن السمنة تعتبر وباء حقيقيا يهدد الخليج بسبب نمط الحياة الاجتماعية وقلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة، مؤكدا أن هذه المشكلة تحتاج إلى مواجهة حقيقية من قبل السلطات الصحية في دول مجلس التعاون، لافتاً إلى أن اللجنة العلمية تقوم بمراجعة اللوائح المنظمة لجراحة السمنة، بما يخص المريض والجراح والمستشفى والسعي لعمل قاعدة بيانات للمستشفيات التي تجري عمليات السمنة الجراحية ونوعية العمليات، بالإضافة إلى إصدار دورية علمية ونشرات لجراحة السمنة وإبداء الرأي في العمليات الجديدة والوسائل غير التداخلية المتطورة، والتي تطرح تباعا في المنتديات الصحية العالمية.