زيد أشكناني لـ الجريدة.: أطمح إلى المحافظة على لقب بطولة «بورشه» الموسم المقبل
«المشاركة في الفورمولا 1 حلم يراودني أتمنى تحقيقه»
زيد أشكناني أصغر متسابق كويتي يحلق في عالم سباق السيارات، تمكّن من انتزاع لقب تحدي كأس "بورشه" جي تي 3 للشرق الأوسط للمرة الأولى في تاريخه، خاطفاً إياه من حامله النمساوي كليمنس شميد، بفارق نقطة واحدة، بعد مشاركة فعالة اختتم بها موسمه الثاني في هذا العالم المثير، وتحدى خلاله أفضل السائقين في المنطقة.بدأ أشكناني، البطل الكويتي الموهوب الذي فرض اسم الكويت عالياً وكتب اسمه شخصياً بأحرف من نور ستظل مضيئة فترة طويلة، خطواته الأولى متابعاً لهذه الرياضة مع والده عبدالمجيد أشكناني الذي يعتبر راعيه الأول وداعمه الأساسي منذ عدة أعوام، ثم شارك للمرة الأولى في الموسم الماضي في البطولة المذكورة، وحقق نتائج جيدة، لكن المفاجأة كانت حصوله على اللقب في موسمه الثاني فقط ببطولة الشرق الأوسط بين عمالقة السباق.
قيادة مميزة رغم خبرته القليلة بالنسبة إلى عالم سباقات السيارات، لكنه كان كبيراً جداً بحجم إنجازه الذي تحقق بفضل الإصرار والعزيمة الفولاذية، له طموحات أكبر بكثير من سنه، فهل سيتمكن من تحقيقها قريباً ليواصل فرض اسم الكويت على الساحة العالمية في سباقات السيارات؟"الجريدة" التقت أشكناني للوقوف على خطوات نجاحه وخطة عمله خلال المراحل المقبلة للاستمرار على درب الانتصارات، سواء في سباقات "بورشه"، أو حلم الصعود إلى سباقات أخرى أكثر إثارة وصعوبة، فكان معه هذا الحوار.• حدثنا عن معرفتك بعالم سباقات السيارات؟- أولاً يجب أن يعرف الجميع أن هذه البطولة هي أول علاقة لي كمتسابق مع عالم سباقات السيارات وكنت المتسابق الأصغر سناً في سباق تحدي كأس بورشه جي تي 3 الشرق الأوسط، الذي حصلت فيه على المركز الأول في ثاني مشاركة لي في هذه البطولة.أما عن معرفتي بعالم سباقات السيارات فقد جاءت عن طريق والدي فهو من فتح لي أبواب هذا العالم المشوق، ففي السابق كنت أذهب معه لمتابعة سباقات السيارات في حلبة البحرين، فهو من اشد متابعي هذه الرياضة منذ فترة طويلة، وعندما بلغ سني 16 عاماً كانت أولى خطواتي في هذا العالم وقمت بالتجربة الأولى في حلبة البحرين، والحمد لله لاقت استحسان المدربين والمتابعين فجاءت الانطلاقة.• متى كانت البداية الحقيقية لك كمتسابق؟- بعد التجربة الجيدة في حلبة البحرين طلبت من والدي خوض غمار المنافسة في هذه الرياضة، فكانت البداية من خلال بطولة بورشه العام الماضي، وكنت متخوفاً كثيراً، لكن دعمه لي دفعني لخوض المغامرة خلال مشاركتي الأولى موسم 2012 -2013 في بطولة الشرق الأوسط، والتي اشتملت على ست جولات كل منها تشمل سباقين يقامان على يومين وأقيمت في عدة دول عربية هي البحرين والإمارات، في دبي وأبوظبي، والسعودية وقطر، والحمد لله حققت بداية ايجابية بالترتيب العام دفعتني إلى الاستمرار في هذه الرياضة.• ما هي نتائجك في الموسم الأول؟- حصلت على المركز السادس في الترتيب العام للسباق والمركز الثالث للفئة "الفضية" "الدرجة الثانية" في أول مشاركة لي في سباقات البورشه، مما أهلني للمشاركة في الدرجة الأولى "الذهبية" في الموسم الحالي الذي أحرزت فيه لقب البطولة وأصبحت أصغر متسابق يتوج باللقب في عالم سباقات البورشه جي تي 3.• وكيف كانت استعداداتك للموسم الثاني الذي حصلت فيه على اللقب؟- قبل انطلاق الموسم قمت باستعدادات جيدة ساهمت في نجاحي وحصولي على اللقب، فبعد انتهاء الموسم الأول، أعد لي والدي خطة إعداد جيدة عبارة عن جولة تدريبية في عدد من البلدان الأوروبية لخوض عدد من السباقات والتجارب بهدف الصقل والخبرة، وشاركت في سباقات لفئات متنوعة من السيارات وكان جميعها مفيدا، ففي بريطانيا شاركت في تجارب على سيارة "الفورمولا فورد" سباق واحد، ثم خضت سباق فورمولا "ADAC" في النمسا، إضافة لبعض السباقات الاخرى مما صقل خبرتي كثيراً قبل منافسات الموسم الثاني.• هل لديك مشاركات في بطولات أخرى هذا الموسم؟- بالنسبة لبطولات الشرق الأوسط انتهت، وأنا دائما اطمح إلى المزيد من الانجازات لذلك أستعد حالياً لخوض تجربة جديدة في قيادة السيارة "فورمولا 3"، وهناك اختبار أسعى إلى المشاركة فيه بإسبانيا، وذلك للوقوف على مدى قدراتي على قيادة مثل هذه النوع من السيارات والمشاركة في سباقاتها، بالإضافة لبعض السباقات الأخرى سيتم تحديدها وفق خطة مقننة لدعم مشاركتي في الموسم المقبل.• سباقات السيارات رياضة مكلفة جداً فما مصادر تمويلك؟- الموسم الماضي حصلت على رعاية من شركة زين للاتصالات في آخر سباقين بالإضافة إلى متحف الكويت للسيارات التاريخية، وهذا يعتبر أفضل بكثير من الموسم الأول الذي تكبد فيه والدي تكاليف كبيرة وتحمل كافة المصاريف من جيبه الخاص، وغالباً ستستمر رعاية زين لي في الموسم المقبل، لاسيما بعد النتائج الجيدة التي تحققت، كما أن هناك عقود رعاية أخرى سيتم الكشف عنها قريباً.• ما حكاية تكوينك فريقاً مع المتسابقة الدنماركية كرستينا؟- هناك نوعان من البطولات، أحدهما للسائقين والآخر للفرق، لذلك طرحت فكرة تكوين فريق لتجميع نقاط في هذه البطولة، واستقر الاختيار على السائقة الدنماركية كرستينا وذلك لمعرفتي السابقة بها، وأيضا لأننا نتعامل مع مدير فريق واحد وميكانيكي واحد أيضاً، ونجحنا في ذلك وقدمنا مستوى جيداً، لكننا لم نتمكن من المنافسة على لقب بطولة الفرق، نظراً لأننا بدأنا متأخرين، ولم تحسب لنا نقاط من البداية، لكن التجربة، في المجمل، كانت مفيدة جداً لي، ومن المفترض أن أكمل الموسم المقبل مع نفس الفريق على أمل تحقيق نتيجة أفضل في بطولة الفرق.• حدثنا قليلاً عن المنافسة مع حامل اللقب السابق النمساوي شميد؟- بدأت المنافسة مع شميد من أول سباق في الموسم باعتباري كنت أقرب منافس له في البطولة، ففي أول سباقين حقق شميد المركز أول وأنا حصلت على المركز الثاني، ومع بداية الجولة الثانية في دبي تعرضت لحادث وخرجت من السباق الأول، إلا أنني تمكنت من الحصول على المركز الأول في السباق الثاني وهذه كانت انطلاقتي للفوز بالبطولة، والتي أعطتني ثقة كبيرة بقدراتي على تحقيق الانتصارات، عندها بدأت معركة شرسة مع شميد على لقب البطولة الذي كان يحمله من الموسم قبل الماضي، والحمد لله تمكنت من الفوز باللقب بفارق نقطة واحدة عنه وهذا إنجاز آخر يحسب لي.• صف لنا شعورك عند صعودك إلى منصة التتويج لأول مرة؟- هذا الانجاز لم أكن أتصوره أو أتوقع أن أحصل على لقب البطولة في ثاني مشاركة لي، في البداية لم أتوقع أن يكون أدائي بهذا المستوى، وتصورت أنني ربما أصعد المنصة مرة أو مرتين خلال مراحل السباق، لكن أن أتوج باللقب في النهاية هذا شعور مختلف لم أتوقعه، وأنا أحمد الله كثيراً على توفيقه لي في الحصول على لقب البطولة، وهذا زاد شغفي بهذه الرياضة وحبي لها، ووضع على عاتقي مسؤولية كبيرة في المستقبل لانني أشارك باسم الكويت واطمح دائماً إلى رفع علمها في المحافل الدولية. • هل هناك خطط مستقبلية للمشاركة في سباقات أخرى غير بورشه؟- إن شاء الله سأدافع عن لقبي في تحدي كأس بورشه جي تي 3 الشرق الأوسط الموسم المقبل، وهناك خطة تعد حالياً للمشاركة في عدد من السباقات في أوروبا أيضا، وهي "السنغل استيرت" وهي مثل سباقات الفورمولا 1 لكن لفئات أقل، وهي تمنحني الفرصة للتعرف على قدراتي بخوض مثل هذه السباقات "الفورمولا 1" مستقبلاً، لأنه حلم يراودني كثيراً وأتمنى أن أحققه في يوم ما، ورغم صعوبته فإنني سأحاول تحقيقه وأتمنى التوفيق فيه.• في النهاية ما طموحك الموسم المقبل؟- أطمح إلى المحافظة على لقب بطولة بورشه في الموسم الجديد، وأسعى للمشاركة في بطولات أخرى في أوروبا، لكن ذلك سيحدده بعض التجارب التي سأقوم بها خلال الجولة الأوروبية في الصيف المقبل.... ووالده: وزارة «الشباب» تتعامل مع الرياضيين كأنها «الشؤون»للتعرف على باقي جوانب الانجاز الذي حققه المتسابق الكويتي زيد أشكناني في بطولة تحدي كأس بورشه جي تي 3 الشرق الأوسط هذا الموسم، كان لابد من أن تلتقي "الجريدة" الداعم الأول والراعي الأساسي له، وهو والده عبدالمجيد أشكناني للتعرف على مصادر التمويل والخطط المستقبلية لزيد خلال مشاركته في الموسم الجديد فكان معه هذا اللقاء.• ما شعورك بعد حصول زيد على بطولة تحدي كأس بورشه جي تي 3 الشرق الأوسط؟- أنا في غاية السعادة ويتملكني شعور عظيم بعدما حقق زيد هذا الانجاز الكبير، فهو بذلك أول متسابق كويتي يصل إلى هذا المرتبة الرفيعة في رياضة المحركات منذ اقتحام الكويتيين لها حتى الآن، وأحمد الله أن المجهود الذي بذلناه تكلل بالنجاح، وأطمح إلى أن يحقق زيد المزيد من البطولات والانجازات باسم الكويت مستقبلاً.• كيف كانت الخطة والرؤية لمشاركة زيد في البطولة؟- خطتنا قبل السباق كانت أن ينافس زيد على الصعود إلى منصة التتويج في أكبر عدد ممكن من السباقات، فهي 12 سباقا مقسمة على ست جولات، لكن بعد مشاركته في أول سباق وضح أن مستواه يؤهله للمنافسة على لقب البطولة، وهذا نتيجة للعمل الجيد الذي قمنا به خلال فترة الصيف خلال الجولة الأوروبية، ما أدى إلى ارتفاع مستواه بشكل ملحوظ، وزيادة خبرة ومعرفته بفنون هذه الرياضة.• ما هي حجم مصروفات زيد في الموسم الواحد؟- تكلفة مشاركة زيد في الموسم الواحد نصف مليون دولار، وهذا يعني أن زيد صرف مليون دولار على مدار موسمين، هذا بخلاف نصف مليون دولار آخر تم صرفه خلال الجولة الأوروبية التي سبقت الموسم الحالي من أجل التدريب والاستعداد، حيث شارك في 3 سباقات بانكلترا ومثلها في النمسا و4 سباقات في ابوظبي، بخلاف التدريبات.• وما مصادر تمويل المشاركة في هذه السباقات؟- في الموسم قبل الماضي تحملت كل المصاريف من جيبي الخاص، سواء تكاليف المشاركة في البطولة أو فترة الإعداد التي جرت في أوروبا، واستمر ذلك في الموسم الماضي، حتى حصلنا على رعاية من شركة "زين" للاتصالات في آخر سباقين فقط، وغالباً ستستمر رعاية زين لمشاركة زيد في الموسم الجديد بناء على التزام أدبي بين الطرفين.• هل هناك عقود رعاية أخرى في الطريق؟- نعم هناك عقود رعاية للموسم الجديد، وهي الآن قيد الدراسة والبحث من الطرفين، وفور الانتهاء منها سيتم إعلان كل التفاصيل لجميع وسائل الإعلام، أمامنا فترة طويلة على بداية الموسم الذي ينطلق في ابريل المقبل، وعلينا دراسة كافة الأمور للمحافظة على الانجاز الذي تحقق من اجل رفع اسم الكويت في المحافل الدولية.• ما دور الدولة في دعم وتمويل مشاركة زيد في رياضة السيارات؟- أولا مشاركة زيد في مثل هذه البطولات ورفع اسم الكويت في هذه المحافل الدولية شيء جديد بالنسبة للكويت، فهذه البطولات مكلفة جداً، والحكومة متمثلة في وزارة الشباب والهيئة العامة للشباب والرياضة تتعامل مع الرياضيين على أنها وزارة شؤون اجتماعية وعمل، لأن مساهمتها في الغالب تكون في هيئة مهرجانات "الرياضة للجميع" بهدف مشاركة أكبر عدد ممكن من الشباب، لا لرعاية المميزين رياضياً، واعتقد أن هذا مخالف تماماً لدورها الأساسي، وهو دعم الرياضة والرياضيين، وعلى سبيل المثل فإن تكلفة سباق واحد تبلغ 100 ألف دينار، ووفقاً لرؤيتهم فإنهم يفضلون أن يصرف هذا المبلغ على نحو 2000 شاب بدلاً من دعم متسابق واحد مثل زيد الذي يساهم في رفع اسم الكويت خارجياً.وأردف: "دعاني وكيل وزارة الشباب فواز الحصينان وذهبت إليه، وشرحت له مقدار المصاريف التي أتكبدها من أجل مشاركة زيد في هذه البطولة، عندها ذهل وصدم من حجم المبلغ، وقال لي حرفياً: "هذا المبلغ اكبر من ميزانيتنا"، وهذا النقاش ذكر على مواقع التواصل الاجتماعي ولم يقم القائمون على وزارة الشباب بنفيه.فهل يعقل أنني مواطن أتمكن من الصرف على ابني لتنمية هوايته ورفع اسم بلدي في المحافل الدولية، وميزانية دولة لن تستطيع أن تتحمل هذه المصاريف؟ ومع هذا فأنا لا أنتظر منهم شيئا، إذ إن لدينا أهدافاً وخططاً نسعى إلى تحقيقها بدون النظر إلى الخلف.• ما الخطط المستقبلية لزيد في عالم السيارات؟- حالياً زيد أصبح من المعدودين على مستوى العالم في قيادة السيارات البورشه "الصالون" واثبت جدارة في ذلك، والآن علينا التقدم، ولو خطوة واحدة إلى الأمام، لدينا خطة سنحاول تنفيذها هذا الصيف لمعرفة قدرته على قيادة السيارات "السنجل استيرت" الفورمولا، ففي الصيف الماضي جرب الفورمولا فورد، وهذا الموسم سيجرب السيارات الفورمولا 3 و2، على أمل نجاحه في هذه التجارب تمهيداً لمشاركته في مثل هذه السباقات مستقبلاً.