انتقل الوضع في أوكرانيا أمس إلى مستوى جديد من التعقيد، مهدداً باندلاع أزمة عالمية غير مسبوقة منذ سنوات، بعد أن واجهت موسكو مواقف غربية حازمة ضد تدخلها العسكري في أوكرانيا المتمثل حتى الآن بوجودها العسكري في جمهورية القرم الأوكرانية.

Ad

وكان الموقف الأقوى للاتحاد الأوروبي الذي هدد وزراء خارجيته بعد اجتماعهم في بروكسل أمس بإعادة النظر في العلاقات الأوروبية-الروسية في حال لم يتم "نزع فتيل الأزمة" في أوكرانيا بحلول بعد غد الخميس، حيث ستعقد قمة أوروبية مخصصة لهذا الموضوع.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عقب الاجتماع: "إذا لم يتم اتخاذ إجراءات سريعة وملموسة لنزع فتيل التصعيد، فإن سلسلة من الاتصالات سيتم قطعها فوراً"، مشيراً إلى "تعليق المشاورات حول التأشيرات والاتفاقات الاقتصادية"، وموضحاً أن المطلوب الآن هو "انسحاب القوات" الروسية من القرم.

وجاء هذا الموقف الأوروبي الحازم بعد كلمة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف دافع فيها عن التدخل العسكري لبلاده في أوكرانيا، واصفاً إياه بأنه "دفاع عن النفس"، ومؤكداً أن هدفه "حماية الأقلية الروسية، وضمان حقوق الإنسان وردع الراديكاليين".

ورغم معارضة لافروف للتهديدات الأميركية بإجراءات اقتصادية عقابية واعتباره أن التهديد غير مقبول، فإن وزارة الخارجية الأميركية أكدت على لسان المتحدثة باسمها جين ساكي أن "واشنطن لا تكتفي في هذه المرحلة ببحث مسألة العقوبات فحسب بالنظر إلى الإجراءات التي تتخذها روسيا، وإنما من المرجح أن نفرضها ونحن نجهز ذلك".

في غضون ذلك، أرسلت موسكو إشارات متضاربة بشأن نيتها توسيع تدخلها العسكري، فرغم تمسك لافروف بالعمل العسكري، اعتبر رئيس مجلس النواب الروسي (الدوما) سيرغي ناريشكين أمس أن تدخل الجيش الروسي في أوكرانيا ليس "ضرورياً حتى الآن"، مضيفاً أن "القرار الذي اتخذه المجلس الاتحادي يمنحنا هذا الحق، ويمكننا استخدامه عند الضرورة، لكنه ليس ضرورياً حتى الآن".

وبينما تحدثت السلطات الأوكرانية عن تعزيزات روسية عسكرية ضخمة تتضمن مدرعات إلى القرم، نفى أسطول البحر الأسود الروسي أمس تصريحات نسبت إلى قائده بأنه يعتزم مهاجمة الجنود الأوكرانيين في القرم إذا لم يستسلموا خلال ساعات.

وأصدرت وزارة الخارجية الروسية بياناً قالت فيه إن "أسطول البحر الأسود المرابط في شبه جزيرة القرم لا يتدخّل في الشؤون الداخلية الأوكرانية، وجميع تحركات وحداته هدفها تأمين سلامة الأسطول والحد من إمكانية وقوع هجمات من قبل المتطرفين ضد المواطنين الروس".

 بروكسل، كييف، واشنطن، موسكو، جنيف ـ أ ف ب، رويترز،

د ب أ، يو بي أي