مصر كانت وستظل إلى الأبد مصدر الأمان للأمة العربية ما دام حكمها وطنياً عربياً خالصاً، وقد حاول الاستعمار بكل أشكاله إخضاع هذا البلد بكل الطرق، وتم احتلاله من الفرنسيين والإنكليز وتناوبت عليه قوى كان هدفها الأول ليس مصر وحدها إنما التحكم في كل أرجاء الوطن العربي.

Ad

فسقوط مصر تحت أي قوى سيئة ضرب لكل الوطن العربي وسيطرة على مقدراته ونجاح مصر في تشكيل نظام وطني عربي فيه رفع لشأن الأمة وحماية لمستقبلها. ولذلك نهتم بمصر وندعمها لكي تتخلص من الإنكليز في الخمسينيات وللتخلص من الصهيونية سابقاً ولاحقاً من قوى الظلام التي تمثلت بتولي "الإخوان المسلمين" إدارتها.

و"الإخوان المسلمون" ثبت الآن بالدليل القاطع أن قياداتهم لا يقلون سوءاً عن الإنكليز، وأنهم منفذون الآن لسياسات الدول الغربية للسيطرة والهيمنة على مقدرات الأمة. وانكشقت ادعاءاتهم التي خدعوا بها الناس أنهم دعاة دين وصلاح، واتضح أنهم دعاة سلطة ومال ومنفذون لخطط استعمارية تسعى إلى تفتيت الأمة العربية إلى دويلات أصغر مما تم تقسيمه في نهاية الحرب العالمية الثانية وقبلها بقليل.

ومصر تمر الآن بمحنة بعد أن قرر الغرب أن وجودها موحدة وقوية سيجهض خطط التفتيت المطلوبة لإشغال الشعوب العربية في حروب طائفية وترك الفرصة لإسرائيل تلعب في المنطقة كما تشاء. وعلينا أن نساند الشعب العربي المصري بكل إمكاناتنا ليقوم بها نظام وطني يحفظ مصر من السقوط والتجزئة، ويقيم فيها العدل والأمان وكرامة العيش.

علينا أن نسعى وبكل الوسائل إلى دعم مصر مالياً وسياسياً واجتماعياً وفي كل المحافل الدولية حتى يرى العالم أهميتها بالنسبة إلى كل الشعوب العربية وليس لمصر وحدها. ويجب على حكوماتنا أن تنتبه لمؤامرات الغرب وتقف سداً منيعاً أمام سقوط مصر وتواجه الضغوط الأجنبية وتبريراتها. حتى هذه اللحظة فإن معظم حكومات مجلس التعاون اتخذت الخطوات السليمة بهذا الاتجاه ونأمل ألا تتراجع أو تتخاذل أمام الضغوط.

ولعل الخطوة الأولى التي يجب على الناس اتخاذها هو الامتناع عن دفع زكواتهم وصدقاتهم وتبرعاتهم عن طريق الأحزاب الإسلامية ممثلة في جمعياتها الخيرية، فقد اتضح مدى الغش الذي تم خلال السنوات الطويلة، وأن هذه الأموال ما كان يصل إلى المحتاجين منها إلا اليسير ولخدمة أغراض هذه الأحزاب وسياساتها وأهدافها، وأن مجمل التبرعات كانت تصب في بناء قوة هذه الأحزاب السياسية والعسكرية وإعداد جحافل الإرهاب في كل مكان.

بل يتضح الآن أننا كنا نمول منظمات إرهابية تنفذ خططاً تخريبية لمصلحة الغرب والطامع الأجنبي. علينا وقف التبرعات لهؤلاء وقد يكون من المفيد إعادة تشكيل اللجنة الشعبية العليا لجمع التبرعات التي بدأت لدعم ثورة الجزائر وقتها ووضع نظام يكفل عدم توجيه هذه التبرعات لغير مصلحة الأمة العربية، أو التبرع المباشر لمصر عبر الصناديق التي تم إنشاؤها لهذا الغرض.

أما الشباب، فإن عليهم مواجهة ادعاءات القوى الفاسدة من الإسلاميين وأسيادهم الغربيين بالحجة، وكشف المستور عبر أجهزة التواصل الاجتماعي ليرى الناس في الداخل والخارج خطورة الدور الذي تقوم به الدول الطامعة في وطننا العربي ودور أتباعهم من الأحزاب الدينية في تمزيق أوصال الأمة.

مصير مصر مصيرنا ويجب ألا نبخل بأي جهد لحمايتها وحمايتنا.