دخل مقاتلو المعارضة السورية معركة مصيرية في حلب، مع تقدم عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على حسابهم في شمال المحافظة، واقتراب قوات النظام من معاقلهم في المحافظة ذاتها، بالتزامن مع قيام الطيران السوري بقصف جوي هو "الأكثر كثافة" على الرقة.

Ad

واكتسح التنظيم الجهادي خلال الشهرين الماضيين، معتمداً أسلوب الترهيب والتخويف، مناطق واسعة، وبات يسيطر بشكل شبه كامل على محافظتي دير الزور والرقة في شرق سورية وشمالها، وتقدم مؤخراً في حلب، وسيطر خلال ثلاثة أيام على عشر قرى وبلدات كانت تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.

ويواصل التنظيم تقدمه نحو معقلين أساسيين للمعارضين، هما بلدة مارع ومدينة اعزاز، ما يهدد بقطع إمداداتهم من تركيا المجاورة.

وأعلن التنظيم، في بيان مساء أمس الأول، عزمه "تحرير مناطق الريف الشمالي لـ(حلب)، وطرد الصحوات منها"، وهي التسمية التي بات "تنظيم الدولة" يستخدمها للإشارة الى كل التشكيلات المسلحة المناوئة له.

في المقابل، تضيق القوات النظامية السورية الطوق حول مناطق في شمال وشمال شرقي حلب، ما يهدد أحياء سيطرة المعارضين في المدينة.

وأمام الخطر المتنامي، دق الائتلاف السوري المعارض ناقوس الخطر، داعياً الولايات المتحدة بطريقة غير مباشرة إلى شن ضربات جوية ضد التنظيم الجهادي ونظام الرئيس بشار الأسد.

وقال رئيس الائتلاف هادي البحرة مساء أمس الأول إنه على الغرب، لاسيما واشنطن، "التدخل السريع ضد الدولة الإسلامية والنظام"، وأن "يتعاملوا مع الوضع في سورية كما تعاملوا مع الوضع في كردستان العراق، فالمسببات واحدة والعدو واحد، ولا يجوز الكيل بمكيالين".

إلى ذلك، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل "ما لا يقل عن 31 عنصراً وقيادياً من الدولة الإسلامية، وإصابة العشرات بجروح، من جراء تنفيذ طائرات النظام الحربية 25 غارة جوية على الأقل"، بينها 14 في مدينة الرقة، معاقل التنظيم.

وأوضح المرصد أن 14 غارة استهدفت "مباني القضاء العسكري والرقابة والتفتيش وفرع الأمن السياسي"، التي يتخذها التنظيم مراكز له في مدينة الرقة، بينما استهدفت 11 غارة مناطق في مدينة الطبقة ومحيطها بريف الرقة، مضيفاً أن الغارات أدت إلى جرح "ما لا يقل عن 18 مدنياً".