نجت ضاحية بيروت الجنوبية من مجزرة محققة بعد أن فجر انتحاري سيارة مفخخة قرب حاجز للجيش ومقهى كان مكتظاً بالرواد في منطقة الطيونة، دون أن يتمكن من الوصول إلى هدفه، بينما تصاعدت المخاوف من تصعيد أمني وعودة مسلسل التفجيرات مع اقتراب شهر رمضان المبارك.
عاد مسلسل التفجيرات ليرعب اللبنانيين على أبواب موسم صيف كان يُنتظر منه أن يعوّض اللبنانيّين ما فاتهم في العامين المنصرمين، وتصاعدت المخاوف الأمنية مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك.وبعد انفجار ضهر البيدر، اهتزت ضاحية بيروت الجنوبية معقل «حزب الله» قرابة منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء بانفجار انتحاري عند مستديرة شاتيلا في الطيونة، حيث يقع حاجز للجيش اللبناني ومقهى «أبوعساف» الذي كان مكتظاً بالرواد، ما أدى إلى استشهاد المفتش الثاني في الأمن العام عبدالكريم حدرج وجرح 30 شخصا.ونجت الضاحية من مجزرة محققة، بعد أن فشل الانتحاري في الوصول الى هدفه.وبحسب المعلومات، فإن شابا ثلاثينياً يشتبه في أنه سوري الجنسية قاد السيارة المفخخة بنحو 25 كيلوغراما من المواد المتفجرة. وأفاد شهود عيان انهم شاهدوا سيارة بيضاء تخترق الشارع عكس السير، ولم تمتثل لإشارة التوقف عند حاجز الجيش قبل تفجيرها.«حزب الله»وأدان «حزب الله» في بيان أمس التفجير، مشيداً بـ»الانجازات الأخيرة للمؤسسات العسكرية والأمنية المعنية»، وداعيا إلى «الاستمرار في جهودها المباركة من أجل إفشال المؤامرات والمخططات الإجرامية ضد لبنان واللبنانيين». كما أهاب باللبنانيين «التحلي بأعلى درجات الوعي والمسؤولية لتفويت الفرصة على المتربصين بالوطن وأهله شراً».سلامبدوره، استنكر رئيس الحكومة تمام سلام في تصريحٍ التفجيرَ، ووصفه بأنه «عمل ارهابي بشع»، داعياً اللبنانيين الى «اليقظة والوعي لقطع الطريق على العابثين بأمن البلاد ومحاولات زرع بذور الشقاق بين اللبنانيين».وقال إن «هذا العمل الإجرامي الذي استهدف مدنيين أبرياء في منطقة سكنية آمنة، هو محاولة مكشوفة لزعزعة استقرار لبنان وضرب وحدته الوطنية، بل والعبث بأسس الكيان، عبر استيراد الفتنة المذهبية التي تدور رحاها للأسف في جوارنا الإقليمي».وأضاف أن «لبنان ليس صندوق بريد لأحد، ولن يكون ساحة للعبث الطائفي أو المذهبي، وهذه المخططات ستبوء حتما بالفشل بفضل حكمة اللبنانيين وقواهم الفاعلة».وتابع: «هذه القوى مطالبة اليوم بأن ترتقي الى مستوى المرحلة الراهنة، وما تطرحه من تحديات متعددة الاشكال، عبر تحصين البلاد بخطوات سياسية أولاها تفعيل عمل المؤسسات الدستورية لتمكينها من القيام بعملها، وعدم التلكؤ تحت أي ذريعة كانت في انتخاب رئيس للجمهورية».وختم الرئيس سلام بدعوة اللبنانيين إلى «عدم الاستسلام للمخاوف»، قائلا: «إذا كانت أجهزتنا الأمنية، بل وأقوى الأجهزة في العالم، غير قادرة على إقفال كل المسارب التي يمكن أن يتسلل عبرها الإرهاب الأسود، فإنها قادرة بالتأكيد على إحباط خطط هذا الإرهاب وإفشال استهدافاته، وضمان مستوى عال من الحصانة الوطنية بما يطمئن اللبنانيين الى حاضرهم وسلامة عيشهم».وأكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أن «الأمن مازال ممسوكاً، والدليل الارباك في التفجيرين الأخيرين».وقال المشنوق بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري: «لا يمكن ان يستقر الوضع الأمني طالما لا يزال الانغماس اللبناني في النيران السورية ان كان مع النظام او ضده»، مضيفا: « اذا استمر ارتباطنا بالجو السوري فإن الحريق سيستمر».العمل الحكوميفي سياق منفصل، ومع انقضاء شهر على شغور موقع الرئاسة الأولى، نجحت المشاورات والاتصالات التي جرت الأسبوع الماضي في حصد توافق سياسي على إحياء العمل الحكومي.وتم التوافق على آلية للعمل الحكومي تقضي بأن تمارس مجموعة من الوزراء صلاحية الرئيس في التوقيع على المراسيم الصادرة عن مجلس الوزراء، تتغير تبعاً لوتيرة الجلسات وجدول أعمالها بحيث لا تحتكر المجموعة عينها سلطة تسيير عمل الحكومة. ويقضي الاتفاق بالمداورة بين اعضاء المجموعة الوزارية وفقاً لتمثيلها السياسي والطائفي. وينتظر أن تكون جلسة الخميس أول اختبار للتضامن الحكومي في هذا الشأن.
دوليات
لبنان: «الضاحية» تنجو من مجزرة ومخاوف من تصعيد في رمضان
25-06-2014