«النصرة» تصفي «أمير داعش» على حلب  

Ad

معارك ضارية في حماة واستهداف مطار دير الزور

وجّه النظام السوري ضربة شديدة إلى كتائب المعارضة المسلحة بسيطرته التامة أمس على مدينة يبرود الاستراتيجية في خطوة كبيرة نحو إغلاق الحدود اللبنانية بشكل كامل، وبذلك ينعدم أي دور لبلدة عرسال المزعجة لعناصر حليفه «حزب الله»، ويتفرغ النظام للدفاع عن جنوب دمشق المهدد على الدوام بهجمات المعارضين.

بعد معارك طاحنة وقصف متواصل، سيطرت قوات النظام السوري يدعمها مقاتلو حزب الله اللبناني أمس على مدينة يبرود الاستراتيجية في ريف دمشق، مسجلة تقدماً ميدانياً مهماً في حربها مع مقاتلي المعارضة.

وأعلنت وسائل الاعلام السورية الرسمية السيطرة على هذه المدينة، التي تشكل آخر معاقل المعارضة في منطقة القلمون الاستراتيجية التي تبعد 75 كلم شمال دمشق والتي تجاور الحدود اللبنانية. وسيتيح هذا الأمر منع أي تسلل لمقاتلي المعارضة الى لبنان وخصوصاً الى بلدة عرسال (شرق) ذات الغالبية السنية التي تدعم المعارضة السورية.

كذلك، فإن السيطرة على يبرود أمر حيوي بالنسبة الى «حزب الله» الذي يقول ان السيارات المفخخة التي استخدمت في الهجمات الدامية التي ضربت مناطق نفوذه في الأشهر الاخيرة كان مصدرها هذه المدينة.

قتل وتمشيط

وقال التلفزيون السوري، نقلاً عن مصدر عسكري، «أنجزت وحدات من جيشنا الباسل سيطرتها الكاملة على مدينة يبرود في ريف دمشق، وتقوم الآن بتمشيط المدينة وإزالة المفخخات والعبوات الناسفة التي زرعها الارهابيون».

وأضاف التلفزيون أن الجيش النظامي قتل عددا كبيرا من «الإرهابيين» واعتقل آخرين خلال «تمشيطه» المدينة. وبث مشاهد لمقاتلين قتلى ولدبابات وآليات مدرعة تدخل المدينة. ولفت أيضاً الى ان الجنود السوريين يطاردون مقاتلين فروا في اتجاه عرسال.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن ان الجيش السوري وحزب الله باتا يسيطران على «قسم كبير من المدينة»، لكن المعارك فيها لاتزال متواصلة.

وكانت القوات النظامية السورية سيطرت في الاسابيع الاخيرة بدعم من مقاتلي حزب الله اللبناني على المرتفعات المحيطة بيبرود. وجرت أمس الأول معارك شديدة. وقال المرصد السوري إن «معارك طاحنة تدور بين القوات النظامية وحزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني على أطراف مدينة يبرود ترافقت مع قصف القوات النظامية مناطق في المدينة».

فرار مدنيين

وقالت مصادر المعارضة إن مدنيين وناشطين في المدينة فروا عبر الحدود اللبنانية ليلا قبل سقوط يبرود. وكان الخبير في سورية فابريس بالانش أوضح أخيراً أن «يبرود تقع على بعد أقل من عشرة كلم من طريق دمشق- حمص وهي تمثل تهديدا لأمن هذا المحور»، مضيفاً أن مقاتلي المعارضة كانوا يشنون من هذه المدينة «هجمات على القرى» الموالية للنظام وصولا الى تهديد دمشق من جهة الشمال.

وتابع الخبير: «باستعادة السيطرة على يبرود، يستعد الجيش السوري لإغلاق الحدود اللبنانية في شكل كامل بحيث ينعدم اي دور لبلدة عرسال، وهذا الامر يريح حزب الله»، معتبراً أن النظام «يستطيع بذلك التركيز على الدفاع عن جنوب دمشق المهدد على الدوام بهجمات» المعارضين.

وفي السنوات الثلاث الأخيرة قتل أكثر من 146 ألف شخص في سورية وهجر أكثر من تسعة ملايين آخرين من بيوتهم، ليشكلوا أكبر تجمع للاجئين والنازحين في العالم، بحسب الأمم المتحدة.

حلب و«النصرة»

وفي حلب، أفاد المرصد السوري عن اشتباكات عنيفة دارت أمس بين القوات النظامية ومقاتلي جبهة النصرة وعدة كتائب إسلامية في محيط منطقة المجبل بريف حلب الشمالي الشرقي ، أسفرت عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، كما سمع دوي  انفجار عنيف  في مدينة الباب التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام.

وفي حلب أيضاً، أعلنت جبهة النصرة مساء أمس الأول تصفية «أمير داعش في المدينة». وقال الجماعة التابعة للقاعدة في نبأ نشر على صفحتها في تويتر إن «جبهة النصرة تقتل أمير داعش وهو في حلب شمال سورية، أبو أسامة المغرب «.

 واعترفت التنظيم، الذي نشر صورة لأميره وهو ميت، بالعملية وقال في بيان لـ»ولاية حلب» نشر على «تويتر»، «تزف لكم الدولة الإسلامية في العراق والشام نبأ استشهاد القائد العسكري أبو أسامة المغربي تقبله الله»، غير إنها لم تشر إلى المهام التي يتولاها.

اشتباكات وقصف

وفي دير الزور، استهدفت الكتائب المقاتلة صباح أمس مطار المحافظة العسكري بقذائف الهاون، وسط أنباء عن قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية، بحسب المرصد، الذي أشار إلى اشتباكات عنيفة على الجهة الجنوبية من بلدة مورك في حماة، ترافق مع قصف القوات النظامية مناطق في البلدة كما نفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في بلدة كفرزيتا.

سياسياً، أكّد وزير الخارجية المصري نبيل فهمي ثبات موقف بلاده من ضرورة حل الأزمة السورية حلاً سياسياً يحفظ وحدة هذا البلد أرضاً وشعباً، داعياً إلى استئناف مفاوضات جنيف لحل الأزمة. وأعرب فهمي، في بيان صحافي أصدره بمناسبة مرور 3 سنوات على أحداث العنف الدائرة في سورية، عن «تضامن مصر مع الشعب السوري في معاناته اليومية بسبب الصراع الجاري على الأرض منذ ثلاث سنوات».

(دمشق، القاهرة- أ ف ب، زويترز، يو بي آي)