أبدت مستشارة الرئيس المصري لشؤون المرأة سكينة فؤاد، استغرابها حديث البعض عن مصالحة بين النظام الحالي وجماعة الإخوان المحظورة، مؤكدة لـ»الجريدة» أن «لا تصالح مع من ينتهج العنف»، وأشارت فؤاد إلى أن «الكلمة في النهاية ستكون للشعب»، إذا ترشح وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي للرئاسة، مشددة على أن الرئيس المعزول محمد مرسي كان يستمع فقط لجماعة «الإخوان» التي ينتمي إليها، وفيما يلي نص الحوار:

Ad

• كيف تقيمين دعوات البعض لـ"مصالحة" بين نظام الحكم المؤقت في مصر وجماعة الإخوان المحظورة؟

- أنا من أشد المؤمنين بتجمع شمل القوى المصرية ولكنني أتساءل؛ هل من الحصافة أن نأتمن مرة أخرى من استقووا بالغرب ودعوا القوات الأجنبية لاحتلال البلاد، فقبل أن نتكلم عن المصالحة يجب أن نعرف هوية من نتصالح معه.

والحديث عن المصالحة حديث غريب جداً لأننا في هذه الحالة نعرض أمن الوطن للمخاطر، وكأننا نعيد تسليم رقاب المصريين إلى جماعة "الإخوان"، التي كانت تنفذ المخطط الذي رسمته أميركا لتقسيم المنطقة.

• لكن بعض من يهاجم المصالحة الآن كان يدافع عنها سابقاً؟

- كلمة المصالحة في الماضي كانت جميلة، لكن ما حدث من تهديدات ومخاطر يفرض قبل الحديث عن المصالحة، أن نجد إجابات لم نعثر عليها حتى الآن حول جرائم العنف، فالإخوان لديهم تاريخ مليء بالصراع والدم منذ تأسيس الجماعة.

 •ما رأيكِ في مطالبة الكثيرين لوزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي بالترشح للرئاسة؟  

- إرادة صنع القرار بعد ثورة 25 يناير 2011؛ ومدها العظيم في 30 يونيو 2013 باتت في يد الشعب، ومن حق الشعب صانع الثورة أن يختار بإرادته الحرة من يراه مناسباً، وفي النهاية الفريق السيسي مواطن، والجيش جزء من نسيج الوطن، والكلمة في النهاية ستكون للشعب في انتخابات حرة نزيهة.

•هل  هناك فارق بين دورك كمستشارة للرئيس في عهد مرسي وشغلك لنفس المنصب حالياً؟

- الفارق كبير؛ حيث إنني وجدت استجابة واحتراما بلا حدود لكل الأفكار التي تقدمت بها إلى الرئيس عدلي منصور لدعم حقوق المرأة دستورياً وحل مشاكلها، فالرئاسة تستجيب الآن لكل المقترحات، وذلك عكس ما كان يحدث في السابق، فالرئيس المعزول كان مستمعاً جيداً، ولكنه كان يستمع فقط إلى جماعته وتأكد خلال فترة حكم مرسي خطورة أن يحكم مصر رئيس لديه انتماء إلى تنظيم دولي، فرئيس مصر يجب أن تكون هويته معروفة، فالولاء هنا للدولة ولابد أن يعلو على أي ولاء، لكن الإخوان لا قيمة للأوطان لديهم.

• بصفتك مستشارة الرئيس لشؤون المرأة، ما المقترحات التي تقدمتم بها إلى "لجنة الخمسين" لدعم حقوق المرأة في الدستور؟

 طالبت وزميلاتي في المنظمات النسائية بتمييز إيجابي للمرأة لدورتين برلمانيتين، وبأن يكون من حق المرأة المشاركة بنسبة 30% سواء في المجالس النيابية أو المحليات، ولابد من إقرار مبدأ المساواة دون تفرقة لأي سبب لأنها في النهاية مواطنة والدولة ملتزمة بحماية حقوقها.

• ماذا عن تقييمك لأداء حكومة حازم الببلاوي؟

 في الحقيقة؛ الأداء لم يكن على مستوى الطموحات والآمال المعلقة على حكومة حازم الببلاوي، فالأداء يجب أن يكون أكثر حسماً وحزماً، وأكثر قدرة على الاستجابة لمطالب الجماهير وحل مشاكلها الأكثر إلحاحاً، لكن يجب أن نأخذ في الاعتبار الموروث المثقل بالأزمات الذي يقع على كاهل هذه الحكومة والظروف الصعبة التي تمر بها البلاد من أجل حكم أكثر إنصافاً.