العائدون من «جحيم ليبيا» يروون لـ الجريدة• أهوال الحرب

نشر في 04-08-2014 | 00:01
آخر تحديث 04-08-2014 | 00:01
No Image Caption
• مصريون ينزفون وآخرون يفرّون من القصف • الجيش يقيم مخيمين قرب السلوم
روى مصريون عائدون من جحيم الاشتباكات المسلحة بين الفصائل والجبهات في ليبيا، قصصاً دامية، تحكي أجواء انهيار الدولة في ليبيا على أيدي عصابات مسلحة، واستهداف مصريين من العاملين على الأراضي الليبية، والذين كانوا في الأصل خرجوا من بلادهم بحثاً عن لقمة العيش، فإذا هم عائدون يجرون أذيال الخيبة، بعدما تعرضوا للقصف بالصواريخ والرصاص الحي.

«الجريدة» التقت عدداً من العائدين، واستمعت إلى قصصهم المؤلمة، ومنهم سامح ابن محافظة أسيوط الذي رفض الإفصاح عن اسمه كاملاً، ورفض التصوير، نظراً إلى امتلاء وجهه بالجروح وبقع الدم المُتجّلط، من جراء تعرضه للقصف، خلال إقامته في طرابلس، يقول سامح متألماً من جروح

 لاتزال حديثة في وجهه: «أصبت بشظية من صاروخ نزلت بالقرب من عملي في أحد مطاعم طرابلس، وأحمد الله لأن إصابتي مقارنة بمصريين آخرين تركناهم خلفنا وفررنا تعتبر هينة وبسيطة».

أعداد كبيرة من المصريين العائدين تتوافد طوال اليوم على منفذ السلوم البري، على الحدود بين مصر وليبيا، كلهم جاءوا فراراً من الحرب الأهلية، بينهم محمد علي، ابن مركز إطسا التابع لمحافظة الفيوم شمال الصعيد، والذي كان يعمل في بني غازي منذ عام ونصف العام، يقول محمد: «لم أتحمل الحياة تحت القصف العشوائي بالصواريخ، كنا ننام تحت أصوات القصف ونصحو عليها وذات مساء، قررت أن أترك كل شيء أملكه وأهرب من الجحيم، لدرجة أنني وصلت إلى منفذ السلوم البري، وأنا لا أحمل سوى جواز السفر».

قصة الحرب الأهلية الليبية رأتها «الجريدة» في دموع حمادة ابن المنشاة بمحافظة سوهاج، والذي كان يعمل سائقاً في ليبيا منذ أربعة أشهر في مدينة تاجورا، يقول حمادة مغالباً دموعه: «لما اشتدت الحرب بين الجماعات المسلحة، أغلقت كثير من المحال التجارية، لدرجة أن الحصول على الطعام بات أمراً عسيراً وصعباً، لأن الليبيين أنهوا المخزون من المواد الغذائية، وبات الغرباء معرضين للموت جوعاً، كما أن عملي كسائق كان يدفعني للمرور في شوارع خطرة لا يتوقف فيها القتال، بين المتناحرين من الشباب الليبي المسلح»، مضيفاً «وزادت مخاوفنا بعدما اشتعل مخزن البترول في طرابلس لأنه ما بقاش فيه عقل، دول مش خايفين على عيالهم، هيخافوا على عيال غيرهم..؟!».

في المقابل، استمرت الحكومة المصرية في إرسال طائرات إلى تونس لإجلاء المزيد من الرعايا المصريين الفارين عن طريق الحدود الليبية - التونسية، في وقت قال مدير منفذ السلوم العميد حسن المعبدي إنه «يتم تذليل جميع العقبات أمام المصريين العائدين من ليبيا، وتسهيل إجراءات دخولهم إلى الأراضي المصرية».

وقال مصدر أمني في منفذ السلوم البري، إن «القوات المسلحة أقامت مخيمين اثنين، لاستقبال العمالة المصرية القادمة من ليبيا، نظراً لوجود أعداد كبيرة منهم قرب المنفذ، مشيراً إلى أن «جهات سيادية تقوم بمراجعة أوراق المصريين أمنياً، وبمجرد انتهاء الفحص يبدأ العمل على سرعة إنهاء إجراءات الجمارك والجوازات حتى يتم إدخالهم بأمان إلى الأراضي المصرية»، وأضاف المصدر: «نحاول تأمين المنفذ من دخول عناصر جهادية تكفيرية أو تابعة لجماعة الإخوان، الذين يمكن أن يندسوا داخل المجاميع الكبيرة للعمالة المصرية».

يُذكر أن العمالة المصرية في ليبيا التي تربو على المليون، تأثرت إلى حد كبير، منذ سقوط نظام العقيد الليبي معمر القذافي في أكتوبر 2012.

back to top