أوكرانيا على أعتاب «فراغ» والمعارضة ماضية في التصعيد

● يانوكوفيتش يبدأ «إجازة مرضية»... وحزبه يهدد بحكومة أحادية
● واشنطن تجهز عقوبات... وبوتين يلوح بقطع المساعدات

نشر في 31-01-2014
آخر تحديث 31-01-2014 | 00:05
تتصاعد الأزمة في أوكرانيا بشكل متسارع، فبعد استقالة الحكومة ورفض المعارضة عرضا لرئاسة حكومة جديدة، دخل الرئيس فيكتور يانوكوفيتش إجازة مرضية، واضعا البلاد على أعتاب فراغ سياسي، بينما تتواصل الاحتجاجات في الشارع.
بدت أوكرانيا أمس على أعتاب فراغ سياسي، بعد أن ذهب الرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش في إجازة مرضية، بينما تستمر الحكومة الحالية في تصريف الأعمال بعد استقالتها، بعد رفض المعارضة المبدئي عرض يانوكوفيتش لها لرئاسة الحكومة.  

ورفض المتظاهرون المؤيدون للشراكة مع الاتحاد الاوروبي أمس مغادرة الحواجز التي اقيمت في وسط كييف، رغم تنازلات كبيرة قدمها يانوكوفيتش، معلنين انهم ماضون في الاحتجاجات المتمركزة في ميدان الاستقلال وسط العاصمة حتى تنحي يانوكوفيتش عن الرئاسة.

«الأقاليم»

ودعا حزب الأقاليم الحاكم، الذي يتزعمه يانوكوفيتش أمس أحزاب المعارضة إلى الإسراع باتخاذ قرار بشأن مشاركتها في الحكومة الجديدة، محذرا من أن ما يتمتع به الحزب من أغلبية في البرلمان، كافية لتشكيل الحكومة بمفرده.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن النائب عن حزب الأقاليم أناتولي بليزنيوك قوله إن «الحكومة الأوكرانية كلها مع رئيس الوزراء، استقالت. ويلزم القانون الرئيس بطرح مرشح لتولي منصب رئيس الوزراء للتصويت عليه في البرلمان في غضون 60 يوما».

وذكر بليزنيوك انه «كلما حددت المعارضة موقفها أسرع، تشكلت الحكومة أسرع»، مضيفا: «أنا واثق من أن المماطلة في تشكيل حكومة جديدة في أوكرانيا لن تستمر إلا حتى نهاية الأسبوع المقبل كحد أقصى»، مذكرا بأن الحزب الحاكم يتمتع بأغلبية في البرلمان، وبالتالي فهو قادر على تشكيل الحكومة بمفرده.

وكان رئيس الوزراء الاوكراني ميكولا ازاروف قد استقال الثلاثاء الماضي بعد الاضطرابات الحاشدة في الشوارع، ولم يعين الرئيس بعد خليفة له.

العفو

وأقر البرلمان الاوكراني أمس، بعد ساعات من النقاشات الحادة، عفوا عن المحتجين الذين اعتقلوا خلال مصادمات مع الشرطة، ورفضت المعارضة دعم قانون العفو، بسبب ارفاقه بشروط قالت المعارضة انها غير مقبولة، مثل إخلاء بعض المباني العامة التي مازالت محتلة، إذ إنها تخشى مناورة من قبل الرئيس لكسر حركة الاحتجاج، كما لم يوقع يانوكوفيتش القانون لكي يصبح سارياً.

عقوبات

دوليا، قال مساعدون في الكونغرس الأميركي إن إدارة الرئيس باراك اوباما «تجهز عقوبات مالية قد تفرض على مسؤولين اوكرانيين وزعماء الاحتجاجات إذا تصاعد العنف في الازمة السياسية التي تحكم بخناق اوكرانيا».

واضاف مساعدو الكونغرس، الذين طلبوا عدم الكشف عن اسمائهم بسبب حساسية الموضوع، أنهم ناقشوا ترتيبات العقوبات مع مسؤولين بالادارة.

وزاد بوتين الضغوط على اوكرانيا أمس الأول بالقول إن روسيا ستنتظر الى ان تشكل اوكرانيا حكومة جديدة قبل ان تنفذ بشكل كامل اتفاقا لمساعدات بقيمة 15 مليار دولار تحتاجها كييف بشدة.

تحذير

وحذرت الخارجية الألمانية أمس الرئاسة الأوكرانية من اللعب على عامل الوقت، مطالبة اياها بالإيفاء بالوعود التي قدمتها للمعارضة والحركة الشعبية الاحتجاجية.

وطالب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، في تصريح صحافي عقب لقاء نظم بمقر الخارجية الألمانية مع السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون، الرئاسة الأوكرانية «بأخذ الامور على محمل الجد والوفاء بالتعهدات والوعود التي قدمتها الرئاسة الاوكرانية للمعارضة».

واضاف شتاينماير انه «حتى الآن مازلنا نرى فجوة بين الاتفاقيات التي وقعت بين الحكومة والمعارضة من جهة وما تم تطبيقه على أرض الواقع من جهة أخرى».

وصرح رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك أمس، بعد اجتماع مشترك لرؤساء وزراء دول وسط اوروبا بالعاصمة المجرية بودابست، بأنه «يجب على اوروبا ألا تدير ظهرها لاوكرانيا التي تعاني أزمة، وينبغي ان تقدم مقترحات تؤدي الى حل جيد لمشاكلها».

يذكر أن العاصمة الأوكرانية كييف تشهد منذ نوفمبر الماضي احتجاجات ضد الحكومة، على خلفية رفض الرئاسة الأوكرانية توقيع اتفاقية شراكة مع الاتحاد الاوروبي، كما شهدت كييف قبل اسبوعين اعمال عنف إثر إعلان يانوكوفيش توقيع مشروع قرار سيتم بموجبه تشديد قوانين التظاهر.

back to top