سورية: النظام و«حزب الله» يصعدان تمهيداً لمعركة القلمون

نشر في 17-11-2013 | 00:01
آخر تحديث 17-11-2013 | 00:01
No Image Caption
الآلاف يفرون إلى لبنان... ولافروف يدعو المعارضة إلى عدم تفويت «اجتماع موسكو»
فرّ آلاف السوريين إلى لبنان بسبب التصعيد الميداني الذي قامت به القوات الموالية للنظام وقوات «حزب الله» الموجودة في سورية، في إطار التحضير لمعركة القلمون، التي من المتوقع أن تكون طاحنة بين النظام والمعارضة.

بعد حديث متواصل منذ شهور عن معركة «القلمون»، شهدت هذه المنطقة الواقعة شمال دمشق والممتدة إلى الحدود اللبنانية أمس تصعيداً ملحوظاً في العمليات العسكرية من قبل القوات السورية الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد وآلاف المقاتلين من «حزب الله» اللبناني، الأمر الذي أسفر عن نزوح آلاف السوريين إلى بلدة عرسال اللبنانية، حيث يواجهون صعوبة بالغة في إيجاد مأوى.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بريد إلكتروني أمس أن «الاشتباكات العنيفة» مستمرة منذ أمس الأول في محيط مدينة قارة في القلمون، على طريق حمص- دمشق الدولي، مشيراً إلى حركة نزوح كثيفة مستمرة لسكان قارة.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس إن «العمليات الجارية في القلمون تشكل تمهيداً لمعركة كبيرة»، وأشار إلى «استقدام القوات النظامية والكتائب المقاتلة تعزيزات إلى المنطقة»، موضحا أن «حزب الله حشد الاف المقاتلين على الجانب اللبناني من الحدود مع القلمون، في إطار مشاركته في القتال الى جانب قوات النظام»، وإلى حشد أيضاً لـ»جبهة النصرة» والكتائب المقاتلة بالآلاف.

وفي حين قام الطيران الحربي السوري بقصف على محيط مدينة قارة، قال مصدر أمني في دمشق رداً على سؤال لـ»فرانس برس» إن المواجهات في قارة ناتجة «عن عمليات يقوم بها الجيش السوري لمطاردة بعض الفلول الهاربة من مهين» في ريف حمص الجنوبي الشرقي. وتبعد مهين 20 كيلومتراً شرق قارة. وكان مقاتلو المعارضة استولوا خلال الأسبوع الماضي على جزء من مستودعات أسلحة موجودة على أطرافها ومناطق محيطة، لكن استرجعتها قوات النظام أمس الأول بعد معارك طاحنة.

ونزح آلاف السوريين خلال الساعات الماضية من قارة إلى مدينة دير عطية القريبة الواقعة تحت سيطرة النظام، خصوصاً إلى بلدة عرسال في شرق لبنان الحدودية مع سورية. وقال عضو المجلس البلدي في عرسال أحمد الحجيري في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس «وصلت نحو ألف عائلة إلى عرسال منذ الجمعة»، وأضاف «نحاول تأمين إقامتهم في منازل بعض سكان البلدة وفي خيم، لكن من المستحيل تأمين كل حاجاتهم»، وتابع «نحتاج إلى مساعدة طارئة وملحة من المجتمع الدولي لتأمين المساعدات». وأشار إلى أن العائلات تعبر الحدود في سيارات أو على دراجات نارية أو سيراً على الأقدام، متوقعاً «وصول المزيد خلال الأيام القادمة مع تصعيد المعارك في القلمون».

على صعيد آخر، قتلت امرأة في وسط دمشق أمس نتيجة سقوط قذائف هاون على حيي القصاع والعباسيين. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الاعتداءات بالهاون تسببت أيضاً في أضرار مادية، وان منفذيها «ارهابيون».

وفي محافظة حلب (شمال)، أفاد المرصد بسيطرة القوات النظامية «مدعمة بضباط من حزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني ومقاتلين من لواء أبوالفضل العباس، الذي يضم شيعة من جنسيات سورية وأجنبية» على كل الطريق الواصل بين مطار حلب الدولي ومعامل الدفاع قرب السفيرة (شرق حلب)، باستثناء منطقة صغيرة معروفة بـ»معامل البطاريات والكابلات تسيطر عليها الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)» بحسب المرصد. 

ويندرج ذلك في إطار سلسلة إنجازات حققتها قوات النظام على الأرض خلال الأسابيع الماضية في ريف حلب، لا سيما إلى شرق مدينة حلب.

 

لافروف 

 

إلى ذلك، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس المعارضة السورية إلى عدم تفويت الفرصة في إجراء مشاورات غير رسمية مع ممثلي السلطات السورية في موسكو. وقال لافروف في تصريح نقلته وكالة (إنترفاكس) الروسية للانباء، إن موسكو «على اتصال دائم مع الفصائل الأساسية للمعارضة السورية، وان هذه الصلات لم تنقطع بتاتاً»، وأضاف أن روسيا عرضت إجراء مشاورات غير رسمية وغير ملزمة بين المعارضة السورية على اختلاف توجهاتها وممثلي السلطات السورية، بمشاركة ممثلي المبعوث الدولي والعربي الأخضر الابراهيمي والولايات المتحدة في موسكو. وأوضح أن هدف هذه المشاورات يكمن في مساعدة المعارضين السوريين على بلورة نهج مشترك للمفاوضات مع النظام في سورية.

 

«الكيماوي» 

 

في غضون ذلك، أقرت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في وقت متأخر من مساء أمس الأول خطة تدمير الترسانة الكيماوية السورية بحلول منتصف 2014، في وقت أعلنت ألبانيا رفضها إتلاف هذه الترسانة على أراضيها. ولاتزال توجد نقاط عالقة عدة في مسألة تدمير الأسلحة الكيماوية، أبرزها خلاف حول تزويد سورية 

بـ»تكنولوجيات مزدوجة الاستعمال» وهي مواد يمكن استخدامها للتدمير، وكذلك لأغراض عسكرية. كما لم يعرف بعد في أي دولة ستتم عملية التدمير بعد أن أعلنت ألبانيا رفضها الطلب الأميركي في هذا الشأن.

(دمشق، بيروت، موسكو، لاهاي - أ ف ب، رويترز،

د ب أ، يو بي آي، كونا)

back to top