الإسلام يُحصِّن المشتري من الفتنة
الإسلام وضع ضوابط محددة للمشتري، أثناء تسوقه في حياته اليومية، ولم يغفل كبيرة ولا صغيرة إلا حدَّد لها ضوابط معاملاتية، خاصة لدى المشتري والشروط التي يجب أن يلتزم بها المسلم أثناء شرائه في الأسواق.تقول أستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر د. سعاد صالح: الإسلام طالب المسلم أينما ذهب أن يفشي السلام، خاصة في الأسواق، كما يجب أن يتحلى أثناء شرائه بالأخلاق، والالتزام، وعدم تجاوز الدور، إذا كان يقف في طابور ما، وألا يكون صوته عالياً، بحيث لا يصنع ضجيجاً في المتجر أو السوق، وهذه هي أهم الصفات العامة التي طالب بها الشرع المشتري أثناء تعاملاته.
كما أن الفقهاء وضعوا فقه الشراء في أولويات المعاملات الإسلامية، لأنه يختبر مكامن المسلم الصحيح ومدى التزامه بالمعاملات، ومن بينها ألا يبخس المشتري سلعة ما عند شرائه لها، خاصة في حالات الركود، وحتى لا يقع المسلم تحت وصف "المُستغل"، كما يجب على المسلم أثناء عملية الشراء ألا يبعثر محتويات المتجر، حتى يحصل على أجودها، دون رضا البائع، وعلى المسلم ألا ينشغل بالشراء عن ذكر الله، أو إقامة الصلاة، ومن غير المستحب أن يأكل المسلم في طرقات المتاجر أو الأسواق، وأن يشتري أشياء نافعة لها قيمة، وأن يحفظ بصره كما يقول الله سبحانه وتعالى: "قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ" (النور: الآية 30).وتؤكد د. سعاد أن الإسلام طالب المرأة بالتقليل من الشراء حتى لا تقع في المحظور، لأن المرأة معروف عنها نهمها الشديد للتسوق، لذا فإن الإسلام وضع للمرأة عدة شروط أثناء الشراء أهمها، ألا تذهب إلى الأسواق وهي في كامل زينتها، حتى لا تحدث فتنة وتثير الناظرين إليها، كما يجب أن تحاول الذهاب إلى الأسواق والمتاجر في أوقات غير أوقات الزحام، ولا تطيل الحديث مع البائع حتى لا يطمع من في قلبه مرض امتثالاً للأمر الالهي بعدم الخضوع بالقول.