هشام سليم: رغبتي في تقديم فن جيد أبعدتني عن الشاشة

نشر في 15-05-2014 | 00:02
آخر تحديث 15-05-2014 | 00:02
هشام سليم فنان له تاريخ من الأعمال المتميزة، سواء في السينما أو التلفزيون أو المسرح، غاب عن الجمهور ثلاث سنوات ويعود في مسلسل «أهل إسكندرية».
عن المسلسل الجديد وأسباب غيابه وقضايا فنية كان الحوار التالي معه.
حدثنا عن {أهل إسكندرية}.

يلقي المسلسل الضوء على الواقع المصري ويطرح مشاكل اجتماعية وسياسية ومشاكل الأسرة المصرية في إطار خاص وحالة جديدة على الدراما المصرية، لن أخوض في التفاصيل لتكون مفاجأة للجمهور.

كيف تقيّمه؟

عمل جيد أعود من خلاله إلى الدراما، بعد غياب ثلاث  سنوات، وهو من تأليف بلال فضل، إخراج خيري بشارة، يشارك في البطولة: بسمة، عمرو واكد، نهال عنبر، إنجي شرف واللبنانية دارين حمزة.

ما سبب رفضك الأعمال دوماً؟

يبدو أن حرصي على تقديم فن جيد ومحترم لم يعجب البعض فاستبعدني، تعرض عليّ حلقتان فقط من العمل، وحينما أطالب بقراءته كاملا قبل الموافقة أبدو غريباً ويُرفض طلبي، أيضاً لا أقبل تخفيض أجري المنخفض أصلا في حين لا يُخفض أجر من يحصل على أضعاف ما أتقاضاه، وحينما أتكلم أو أعترض يقال إنني رفضت العمل وأنا مغرور وأمور  كثيرة غير حقيقية. لا أرفض عملا جيداً، بل السيئ والأوضاع الخطأ، ويبدو أن هذا غريب الآن.

ما الذي يجعلك توافق على عمل ما؟

النص الجيد ثم المخرج لأنه الأساس، بعد ذلك فريق العمل، لا بد من أن يكون العمل الجيد متكاملا، من نص ومخرج وطاقم متميز.

برأيك هل المستقبل للبطولات الجماعية أم البطولات الفردية؟

البطولات الجماعية، أنا أحد أشد المتحمسين للعمل الجماعي، فقد ملّ المشاهد البطل الأوحد محور الأحداث على مدار 30 حلقة، ولا يخرج في المشاهد من الكادر، لذا معظم الأعمال التي شاركت فيها بطولات جماعية.

ما تفسيرك لانتشار الدراما حول الفساد وتجارة السلاح على حساب الدراما الاجتماعية؟

تغير المجتمع وتغيرت مشاكله مع زيادة البلطجة والانفلات الأمني، وظهرت مشاكل وظواهر لم تكن موجودة، ثم رغبة المنتجين في الربح دفعتهم إلى تقديم  ما هو سائد ورائج، وأصبح الفن عبارة عن موجات... فإذا نجح عمل تُقدم أعمال كثيرة مشابهة له، هكذا اختفت مشاكل الأسرة والأعمال الرومنسية.

برأيك، ما سبب انتشار أعمال الـ 150 حلقة؟

التقليد ليس إلا، بعد انتشار الأعمال التركية ونجاحها، قلدها المنتجون لتحقق النجاح نفسه، ولا أعرف، حتى الآن، سبب زيادة كمّ الحلقات إلى هذا الحد، مع العلم أنها  مملة ومليئة بالتطويل،  فقط لمجرد أن تكون مثل الأعمال التركية.

هل عرض عليك مسلسل من هذا النوع؟

 عُرض عليّ مسلسل مكون من 80 حلقة، رفضته لأنني لم أرَ أحداثاً تستحق هذا الكم.

إلامَ تعزو انتشار الأعمال التركية على الشاشات المصرية والعربية؟

لا أرى مبرراً في عرضها من الأساس، الدراما التلفزيونية هي دراما الأسرة وتدخل كل بيت، كيف أعرض أعمالا تنتمي إلى مجتمع وبيئة وعادات مختلفة عن الأسرة العربية؟ نحن نجيد التقليد من دون تفكير، وبالتالي تدخل إلينا ثقافات وأفكار غريبة من خلال هذه الأعمال.

هل مقبول عرض دراما تحت شعار «للكبار فقط»؟

 

على القيمين على الدراما التلفزيونية مراعاة أنها تدخل كل بيت ويتابعها أفراد الأسرة، كباراً وصغاراً، والتزام حدود الأخلاق. ليس منطقياً أن تتناول موضوعات وألفاظاً سيئة، بعدها تطالبني بمراقبة البيت ومن فيه في كل مرة يعرض فيها العمل على اختلاف مواعيد عرضه وعلى أكثر من قناة، بحجة الحرية في المعالجة. في أميركا عندما يظهر لفظ غير لائق في عمل تلفزيوني يُحجب الصوت مراعاة لمن يتابعه  من الأطفال، فهل نحن أكثر حرية وانفتاحاً من أميركا؟  نحن أكثر عشوائية وفوضى، يتحجج القيمون على هذه الأعمال بأن الريموت معك، وأنت حر في مشاهدتها أو لا أو في منع  الأطفال من مشاهدتها... أي منطق هذا!! لا بد من محاسبة من يخالف قواعد العرض التلفزيوني.

ألم يقلقك تقديم عمل من إنتاج القطاع العام «مدينة الإنتاج الإعلامي» في ظل الأزمة المالية التي يعانيها؟

إطلاقاً، العمل مع القطاع العام يضمن لي الحصول على أجري حتى وإن تأخر قليلا، واجه الجميع أزمة مالية بمن فيهم القنوات الفضائية ومنتجو القطاع الخاص، وثمة  من لم يحصل على أجر من القطاع الخاص، عن عمل شارك فيه، منذ سنوات

لماذا فشلت الدولة في الإنتاج؟

فشلت في القطاعات كافة، المرور والزراعة وكل شيء، غياب التخطيط وانتشار الفوضى والعشوائية وتغلب أهل الثقة على أهل الكفاءة... كلها  أمور أدت إلى ما نحن فيه الآن، سواء في الفن أو غيره، عندما تتغير المنظومة ونعمل وفق نظام وخطط، تتحسن الأحوال على المستويات كافة منها الفن.

 

ما السبيل للخروج من موسم رمضان الأوحد؟

للأسف، تحكمنا العشوائية والفوضى وغياب التخطيط وغلبة المصلحة الفردية من دون النظر إلى الباقي، لا بد للمنظومة من أن تتغير، والتنسيق بين القنوات القضائية وشركات الإعلان والمنتجين، لأن المنتج يخشى ألا تستقطب المواسم خارج شهر رمضان نسبة مشاهدة عالية والإعلانات.

ما الدور المطلوب من الفن في المرحلة المقبلة؟

دور الفن، في كل وقت، الارتقاء بالمجتمع وأخلاقه وقيمه، وليس نشر القيم السلبية والانحدار بأخلاق المجتمع عبر تقديم أعمال تزخر بألفاظ سيئة وإيحاءات خارجة وترويج للبلطجة ولكل ما هو سلبي... فهي تسيء للفن وللدولة ولنا كمجتمع.  

back to top