اعتبر نقيب المحامين المصريين سامح عاشور أن دفاع الرئيس الأسبق حسني مبارك ابتعد عن المرافعة القانونية إلى توجيه خطاب سياسي، مستغرباً الهجوم المتكرر على ثورة يناير. ووصف عاشور، في مقابلة مع «الجريدة»، الحفر الجديد لقناة السويس بالقرار الجريء المشابه لقرار الزعيم الراحل جمال عبدالناصر... وفي ما يلي نص الحوار:

Ad

• كيف ترى الوضع حالياً في مصر؟

- مصر في حالة مخاض، ويجب أن ندفع جميعاً فاتورة تلك المرحلة حتى نضع خططا تنموية، نستطيع من خلالها انتشال مصر من تلك الأوضاع الاقتصادية المتردية، وأغلب الظن حالياً أن الدولة أقدمت على اتخاذ قرارات تخفيض الدعم لتقليص عجز الموازنة، ورغم اتخاذ مثل هذه القرارات فإن الدولة تنحاز بشدة إلى الفقراء، في الوقت الذي تقف فيه على الحياد مع رجال الأعمال، وتحثهم على البذل لمصلحة الوطن، لكن على الدولة أن تتخذ هي الأخرى قرارات من شأنها تقليص عجز الموازنة، مثل حصر أموال الصناديق الخاصة وترشيد الاستهلاك الحكومي.

• ماذا عن تقييمك لجلسات محاكمة الرئيس الأسبق حسني مبارك؟

- لا تعليق على جلسات المحاكمة، لكن الغريب هو الهجوم المتكرر لفريد الديب محامي الرئيس الأسبق حسني مبارك على ثورة 25 يناير، ووصفها بـ«المؤامرة» وهي خطبة سياسية، لن تؤثر في القضاء، كما يجب التنويه أن إخلاء سبيل رموز نظام مبارك لا يعني انتهاء القضية، أو أنه بريء، فهو إجراء تتخذه المحكمة، على أن تستدعي المتهم في أوقات محددة.

• ماذا عن حقيقة مشاركتك في تأسيس تحالف انتخابي للبرلمان المقبل؟

- بالفعل نسعى حالياً بمشاركة عدد من القوى السياسية لتأسيس تحالف انتخابي مدني قوي سيتم الإعلان عنه خلال أيام، ويضم التحالف الجديد عددا من الشخصيات العامة والأحزاب والنقابات لاستكمال أهداف الثورة، ولن يضم التحالف أحزاباً ذات مرجعية دينية، وللعلم فإن النقابات المهنية لن تخوض انتخابات النواب بقوائم محددة وخاصة بها.

• كيف ترى التقارير التي تزعم وجود انتهاكات حقوقية من الشرطة؟

- هناك الكثير من السلوكيات الخاطئة لدى بعض الضباط، خاصة مع من يعتقدون أن تعذيب المعتقل أو تلفيق القضايا له سيوقف الإرهاب، لكن وزارة الداخلية حالياً تضم عددا من القيادات الواعية التي تدرك خطورة استمرار تلك الممارسات، فضلاً عن أن استمرار الأوضاع على ذلك النحو يعود بنا إلى النقطة صفر، واستمرار توزيع الاتهامات على المعارضين للنظام الحالي، يُعيد إلى أذهاننا المكارسية التي كانت في أميركا في أعقاب الحرب العالمية الثانية، والتي كانت تتهم كل معارض بأنه «شيوعي» للقضاء عليه.

• برأيك، ما قدرة تنظيم «داعش» على الوصول إلى مصر؟

- «داعش» مستحيل أن يدخل مصر، وهو في النهاية صناعة أميركية مثل تنظيم «القاعدة»، والنظام الجديد في مصر على دراية تامة بالمخاطر التي تهدد الأمن القومي، خاصة فيما يتعلق بالمشروع الأميركي في المنطقة، وفيما يخص الصراع بين الدولة وجماعة «الإخوان» حالياً فمن المتوقع استمراره فترة ليست بالقصيرة.

• كيف نظرت إلى مشروع حفر مجرى جديد لقناة السويس؟

- المشروع منذ الوهلة الأولى قوي وجريء ويشبه قرار تأميم قناة السويس وبناء السد العالي اللذين اتخذهما الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، لكن نجاحه مرهون بسرعة الانتهاء منه.

• لماذا لم تنته حتى الآن الأزمة بين القضاة والمحامين؟

- استمرار الأزمة باختصار يعود إلى إصرار بعض القضاة وشبابهم على الإساءة للمحامين، تحت مزاعم حفظ هيبة المحكمة وكرامتها، وهذا فهم خاطئ، والأزمة تنتهي باحترام كل طرف منهما للآخر، وتوقيع العقوبات الرادعة على المخطئ من الطرفين.