في سابقة هي الأولى من نوعها، منذ افتتاحه قبل نحو نصف قرن، أغلق «برج القاهرة»؛ التحفة المعمارية الأكثر ارتفاعاً والمبنية على شكل «زهرة اللوتس» الفرعونية، أبوابَه أمام الزائرين، قبل أكثر من أسبوعين، مما يعني أن المبنى الذي بناه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، متحدياً الولايات المتحدة الأميركية، ووصِف بـ»شوكة عبدالناصر»، فقد جزءاً من قيمته المعنوية.
ورغم أن المبنى، الذي يتكوَّن من 16 طابقاً ويرتفع 187 متراً استقبل، منذ افتتاحه قبل 53 عاماً، ملايين الزوار من المصريين والعرب والأجانب، ليتمكَّنوا من رؤية أبرز معالم القاهرة، من أعلى نقطة فيها، فإن الخسائر التي يُسببها إغلاقه، تعني أيضاً تسريح 120 عاملاً، اعتصموا أمام البرج، رافعين لافتات احتجاج، رافضين قرار رجل الأعمال خالد أبوزهرة، صاحب حق الإدارة، إغلاق البرج، يوم 31 يناير الماضي، دون أي رد فعل من الحكومة.البرج، تم بناؤه بين عامي 1956 و1961، بتكلفة 6 ملايين جنيه مصري، على أيدي 500 عامل مصري، كانت الولايات المتحدة الأميركية أعطتها إلى مصر، بهدف التأثير على موقفها المؤيد للقضية الجزائرية، ضد الاحتلال الفرنسي. ووفقاً لمؤرخين، فقد سماه الأميركيون، «شوكة عبدالناصر»، أما المصريون فقد أطلقوا عليه اسم «وقف روزفلت»، واعتبروه أكبر وأطول «لا» في التاريخ، لأن الملايين الستة لم تخدع الرئيس عبدالناصر لتغيير موقفه تجاه القضايا العربية، رافضاً تخصيصه للإنفاق على البنية الأساسية في مصر، مُفضلاً أن يؤسس بها بناء يظل علماً بارزاً مع الزمن يعلِّم المصريين الكرامة.
أخر كلام
لوتس القاهرة وبرجها... خارج التغطية!
22-02-2014