أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن حكومته «اتخذت خطوات واسعة على طريق علاقاتها الخارجية»، مشدداً في مقابلة مع التلفزيون الإيراني مساء أمس الأول، على أن حكومته ترغب في إقامة علاقات طيبة مع كافة دول الجوار.
وبعد كشف وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن نظيره الإيراني محمد جواد ظريف أبلغه خلال لقائهما في ميونيخ قبل أيام أنه لا يملك سلطة الحديث أو التفاوض بخصوص ملف سورية، أكد روحاني أن «الخطوط العريضة للسياسة الخارجية ترسم من قبل قائد الثورة الإسلامية وان الحكومة منفذة لذلك»، في إشارة الى مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي.وعن السجال المتواصل مع الولايات المتحدة الأميركية بشأن تفسير اتفاق جنيف النووي المؤقت الذي تم التوصل إليه بين طهران والدول الست الكبرى في نوفمبر الماضي، قال روحاني: «الأميركيون يدلون كل يوم بتصريح بشأن الاتفاق النووي لأنهم معرضون لضغط الرأي العام الداخلي، الا اننا غير مجبرين على أن ندلي كل يوم بتصريحات في هذا المجال لأن شعبنا يعرف كل شيء، وان الاتفاق كان نجاحاً بالنسبة الينا»، لكنه أوضح أن الاتفاق جرى على قاعدة «ربح - ربح» وليس «ربح - خسارة».وعن زيارة وفود أجنبية اقتصادية لإيران، قال روحاني إن «هذا الأمر دلیل علی ان عظمة صوت الشعب الإیراني وصلت الی العالم أجمع»، مضيفاً أن حكومته «عملت علی التصدی لفکرة إیران فوبیا، التي حاول الأعداء تسویقها للعالم لیقولوا ان ایران خطر یهدد الجمیع»، وأنها «نجحت في استحصال حقوقها النووية واجهاض الحظر المفروض».وأعلن علي أكبر صالحي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية أن إيران مستعدة لطمأنة الغرب بشأن مفاعل آراك الذي يعمل بالمياه الثقيلة.وقال صالحي: «يمكننا القيام ببعض التعديلات في خطط المفاعل لانتاج كميات أقل من البلوتونيوم، وذلك سيخفف قلق الغربيين حيال احتمال استخدام البلوتونيوم في صنع سلاح ذري».رفسنجانيفي المقابل، وصف رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، الرئيس الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، السياسات النووية التي يسير عليها روحاني بأنها «شجاعة»، قائلاً: «كانت المقاطعات والعلاقات مع العالم سلبية بشكل كامل، لكن الحكومة الجديدة عملت على إزالة هذه القضايا، ودعمها مرشد الجمهورية».وقال رفسنجاني في مقابلة مع صحيفة «جمهوري إسلامي»، نشرت أمس الأول إن «مجلس الشورى والقضاء ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون لا تدعم روحاني». ويشكل التيار المحافظ غالبية في مجلس الشورى، الذي يرأسه علي لاريجاني.وأوضح رفسنجاني أنه «في الوقت الحاضر تتمركز معظم أدوات الحكم في تكتل لا يرغب بالأساليب التي تتبعها الحكومة الجديدة، ومنها السياسات الاقتصادية». وانتقد رفسنجاني بشدة أداء حكومة الرئيس الإيراني السابق، محمود أحمدي نجاد، قائلاً إنه «طرد الكثير من القوى الأصيلة»، وأن مجلس الشورى تبنى الصمت أمام تصرفاته، متهماً أحمدي نجاد بعرقلة أداء حكومة روحاني.على صعيد آخر، قال رفسنجاني ان بلاده «لم تحقق أهداف الثورة» بعد 35 عاماً من قيامها، وقال: «لم نصل إلى جميع أهدافنا، وما زلنا بعيدين جداً عنها».وفی رده على سؤال عن أسباب الفشل في تحقيق «أهداف الثورة» برأيه، قال: «هذه الأمور واضحة جداً ولا تحتاج إلى شرح مني. الجميع يعرفها ويعرف كيف تسير الأمور، وكيف ندير القضاء وقضايانا الاقتصادية، هذه تختلف عما يريده الإسلام»، وذكر أن ما كان «يطمح إليه الخميني كان إقامة حكم إسلامي كامل ليصبح قدوة للآخرين»، وأردف أن «الأوضاع الآن ليست كما كنا نأمل، لكن حققنا إنجازات كثيرة خلال السنوات الماضية».ونشرت صحيفة «الاندبندنت» البريطانية في تقرير لها نشرته أمس تحت عنوان «قوى في إيران تجازف بعرقلة الاتفاق بشأن برنامجها النووي»، اعتبرت فيه أنه «في الوقت الذي تقترب إيران والدول الكبرى الست من إبرام اتفاق طويل الأمد مع إيران، تسعى بعض القوى السياسية الداخلية في إيران الى التقليل من شأن هذا المسار الدبلوماسي، رغم تأكيد البيت الأبيض وحكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني أن هذا الاتفاق المؤقت هو «على الطريق الصحيح».وكان روحاني شن هجوماً لاذعاً على معارضي اتفاق جنيف ووصفهم بـ«الأميين»، وقال يوم الثلاثاء الماضي خلال استقباله لعدد من رؤساء الجامعات: «هل نترك المجال لعدد من الأميين الذين تحرضهم جهات خاصة للحديث عن النووي ويبقى الأكاديميون صامتين؟». وخاطب الحاضرين بقوله: «لماذا لا تصرخون؟ لماذا لا تخوضون الساحة؟ من شارك في اجتماعات جنيف هم منكم من أساتذة الجامعات». اما نائبه إسحاق جهانكيري فاعتبر ان الانتقادات الداخلية التي ترد بشأن اتفاق جنيف مصدرها «الحسد»، مشيراً الى أن معارضي الاتفاق يقولون «لماذا لم نقم نحن بهذه الخطوة؟».صفويفي غضون ذلك، اعتبر مستشار مرشد الثورة في إيران اللواء رحم صفوي، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) ان «العمق الاستراتجي للدفاع الإيراني يمتد بالقرب من الکيان الصهيوني أي حزب الله»، وأن «دعم إيران لسورية ولبنان، کشف العمق الاستراتجي للدفاع الإيراني». ورأى صفوي أنه «اذا نجح الأعداء في الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، حينها سيتوجهون الى لبنان ومن ثم إلى إيران»، ووصف الجنرال الإيراني ما حدث في سورية بأنه «مخطط أميركي مدعوم مالاً من قبل الصهيانة وبعض الدول العربية» التي لم يسمها.(طهران - أ ف ب، رويترز،د ب أ، يو بي آي، فارس، ارنا)
دوليات
روحاني: المرشد يقرر السياسات الخارجية... ومهتمون بالجوار
07-02-2014