صباح الخير يا قطر

نشر في 08-03-2014
آخر تحديث 08-03-2014 | 00:01
 يوسف عوض العازمي  دول مجلس التعاون ليست ساحة للمزايدات الرخيصة لمن يريد الاصطياد بالماء العكر، وأياً كانت الخلافات فهي بين إخوة وأهل، ولن تلبث إلا لتعود العلاقة أقوى وأمتن وأوثق.

لقد ساءني كما ساء أي خليجي ما حدث من سحب للسفراء بين تلك الدول العزيزة علينا، ولن أدخل في تفاصيل ما حدث أو دهاليزه، فلن يقدم ذلك عندي أو يؤخر، وكان واضحاً أن خطوط الخلاف العريضة تتمحور حول مصر، ومشاكل الشيعة في البحرين، ولعل استشهاد الضابط الشحي هو الذي أخرج ما في الصدور إلى العلن.

واضحٌ أن السعودية فيها وقفة نفس مع قطر، وواضحٌ أن الإمارات تنظر بعين الريبة إليها أيضاً في استشهاد الضابط الإماراتي، والبحرين عندها ما عندها من عتب و"شرهة".

 في المقابل أيضاً قطر لا تريد أن تترك ما يحدث في مصر من حيث دعمها للإخوان، فترى أن من حقها كدولة ذات سيادة أن تعمل ما تراه مناسباً لها ولمصالحها، ويعتقد الساسة القطريون أنهم يتعرضون لحملة ظالمة من أشقائهم في مجلس التعاون، وكلنا يتذكر في الأمس القريب ما حدث من تدخل محمود من أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد في محاولاته العديدة لرأب الصدع في جدران البيت الخليجي، حيث بذل جهوداً شتى لإصلاح الوضع، وأخذ معه الشيخ تميم بن حمد وجلسا مع خادم الحرمين الشريفين، والأمير سلمان ولي العهد، وتوقعنا خيراً، وبأن المياه عادت لمجاريها، ثم جاء الشيخ تميم إلى الكويت واجتمع بحضور الشيخ صباح بوزراء الخارجية، ويبدو أنه لا نتيجة!

لا ننسى توتر العلاقة بين الدوحة وأبوظبي أثناء تلك الاجتماعات، والعتب الإماراتي الشديد على قطر؛ لذلك فإن ما حصل من سحب للسفراء هو تحصيل حاصل.

"اشتدي يا أزمة تنفرجي"، هذا لسان حالي عندما علمت بطلب الشيخ صباح من أخيه السلطان قابوس التدخل بين الأشقاء، وكم كنت أتمنى أن يتدخل الشيخ صباح شخصياً، ولكن له العذر ولست مبالغاً إن قلت إن أنظار أهل الخليج تتجه نحوه لما يملكه من تقدير ومحبة وثقة بين كل الأطراف، أسأل الله أن يشافيه ولا بأس طهور يا أبا ناصر.

المزعج في الأمر هو المزايدات بين عدة وسائل إعلام خليجية، من كيل للاتهامات وتلميحات كل دولة ضد الأخرى، حيث انجرف قلة من المراهقين سياسيا وإعلاميا أو حتى بعض متكسبي ومتسولي السياسة بضرب شعب بشعب، ونسوا أننا وحدة واحدة. وهذا الخلاف سيكون عابراً، وسينتهي بمشيئة الله وجهود المخلصين، فالمحبة واحدة لكل هذه الدول الغالية والعزيزة على أنفسنا.

قرأت بعض التغريدات المؤسفة، وبعض المقالات المسيئة، ونسي البعض أن ارتباطنا بالدوحة هو نفسه ارتباطنا بالرياض وأبوظبي والمنامة، وأعجبني القرار القطري بعدم التعامل بالمثل بسحب سفراء قطر، وإن كنت آمل أن تنظر الدوحة بجدية إلى ما حدث، فهو ليس وليد اليوم، إنما هو فصل جديد من تراكمات سابقة، ولعلها فرصة لغسيل القلوب، والمصارحة قبل المصالحة، وبدء صفحة جديدة من الثقة والوفاق.

أسأل الله أن تعود العلاقات كما كانت وأفضل، وهذا خلاف الفائز فيه خاسر، قال تعالى "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا".

back to top