استئصال الفقر في أميركا أمل بعيد المنال

نشر في 11-01-2014 | 00:01
آخر تحديث 11-01-2014 | 00:01
No Image Caption
في عام 2012 شمل الفقر نحو 47 مليون أميركي، بينهم 13 مليون طفل بحسب مكتب الإحصاء. ويبقى ذلك "رقماً مرتفعاً جداً" في نظر جيمس بي زيلياك، الخبير الاقتصادي ومدير مركز الأبحاث بشأن الفقر في جامعة كنتاكي.
انخفضت نسبة الفقر بشكل ملموس في الولايات المتحدة في نصف قرن لتتراجع من 26 في المئة من التعداد السكاني في 1964 إلى 16 في المئة اليوم، وذلك يعود بشكل خاص إلى برامج المساعدة الغذائية المختلفة أو تخفيض الضرائب، لكن مع ذلك مازال استئصال آفة الفقر بعيد المنال.

وفي يناير 1964، قال الرئيس ليندون جونسون في أول خطاب له عن حالة الاتحاد بعد تنصيبه عقب اغتيال جون كينيدي "هذه الحكومة تشهر حربا شاملة على الفقر في أميركا، يجب ألا نستكين طالما لم نحقق النصر في هذه الحرب".

وقد تم تحقيق بعض التقدم منذ ذلك الحين، لكن التفاوت الاجتماعي لايزال صارخاً في أكبر اقتصاد عالمي.

السدس فقراء

وفي عام 2012 شمل الفقر نحو 47 مليون أميركي، بينهم 13 مليون طفل بحسب مكتب الإحصاء. ويبقى ذلك "رقما مرتفعا جدا" في نظر جيمس بي زيلياك، الخبير الاقتصادي ومدير مركز الأبحاث بشأن الفقر في جامعة كنتاكي.

وأقر زيلياك بكسب بعض المعارك مثل محاربة سوء التغذية الشديد أو بتحقيق "انتصارات جزئية"، مثلما حدث مع تأمين الضمان الصحي للفقراء (ميديكايد) أو المسنين (ميديكير).

وأوضح "لو لم تتوفر لدينا شبكات الحماية هذه فإن معدل الفقر سيتضاعف".

وأيا كان المعيار المعتمد فإن الفقر تراجع بشكل ملحوظ لدى المسنين، لأنهم يمثلون الشريحة الأكبر عدداً التي تحظى بتقاعد. كذلك انخفض الفقر في أوساط الأطفال أيضا في نصف القرن الماضي.

لكن مازال طفل من أصل خمسة في الولايات المتحدة يعيش في دائرة الفقر. ويعيش أكثر من طفل من أصل خمسة في نيويورك وسط عائلة لا تملك ما يكفي لسد رمقها، كما لفت الائتلاف لمكافحة الجوع في أواخر نوفمبر الماضي.

وأشارت 25 مدينة كبرى أميركية أيضاً إلى ارتفاع عدد الطلبات للحصول على المساعدة الغذائية أو عدد الأشخاص الذين هم بدون مأوى منذ سنة بسبب تباطؤ الانتعاش الاقتصادي.

وأثناء الأزمة المالية التي بدأت عام 2008، واجه أميركي من ثلاثة تقريباً الفقر خلال شهرين على الأقل، بحسب دراسة لمكتب الإحصاء نشرت يوم الثلاثاء الماضي.

تفاوت

أما في ما ما يتعلق بالهوة بين الأغنياء والفقراء فمازالت تتسع بشكل "خطر"، بحسب تعبير الرئيس الحالي باراك أوباما الذي ذكر مطلع في ديسمبر الماضي في خطاب جديد عن عدم المساواة "إن الـ10 في المئة الأكثر ثراء لم يعودوا يحصلون على ثلث عائداتنا، بل هم يحصلون على النصف".

كذلك انتخب رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلازيو في نوفمبر "لوضع حد للتفاوت الاجتماعي" في المدينة التي تضم أكبر عدد من أصحاب المليارات في العالم، لكن 21 في المئة من سكانها يعيشون تحت عتبة الفقر.

وفي خطابه في يناير 1964 عبر الرئيس جونسون عن أمله أيضا بإزالة "كل أشكال التمييز العنصري". لكن بعد نصف قرن على ذلك الخطاب مازال هناك "هوة كبيرة" اقتصادية بين أسر البيض والسود، بحسب مركز الميزانية والأولويات السياسية.

ويبقى الوضع في نهاية المطاف هشاً، لأن المشرعين يختلفون بشأن الحلول.

وقد أدت إعادة تنظيم بعض برامج المساعدات في 1996 إلى تقدم في تحسن وضع "الفقر المدقع"، بحسب دراسة لجامعة مشيغان نشرت في مايو الماضي.

لكن رون هاسكينز من مركز الدراسات بروكينغز يرى من جانبه أن إنفاق المزيد من المال ليس سوى "حل جزئي". لأنه من أجل شن "حرب فعالة" على الفقر لابد من التركيز برأيه على ثلاثة عوامل وفي مقدمتها التربية، إذ إن "من الصعب التخلص من الفقر بدون تعليم جيد"، ثم العمل، لأن غياب العمل "هو الطريق الأكيد نحو الفقر"، والأسرة، لأن الأطفال المولودين في أسر ذات معيل واحد يواجهون "خطر أن يصبحوا فقراء أكثر بخمس مرات" من الآخرين.

(الفرنسية)

back to top