شددت منظمة الصحة العالمية على الأطباء والعاملين في المستشفيات وجميع المرافق الصحية في العالم على أهمية العناية بغسل وتطهير الأيدي لحماية المرضى من مخاطر العدوى التي تنتقل عن طريق أيدي الأطباء ومقدمي الرعاية الصحية في المرافق الصحية.

Ad

وقالت المنظمة في بيان أمس، بمناسبة اليوم العالمي لغسل وتطهير الأيدي الموافق غدا الاثنين (5 مايو من كل عام) أن نحو 7 من كل 100 مريض يدخلون المستشفيات في الدول مرتفعة الدخل، إلى جانب 10 من كل مريض في الدول ذات الموارد المحدودة وتحدث لهم عدوى بالمستشفيات، وقد تودي هذه العدوى بحياتهم أو تؤدي إلى زيادة مدة مكوثهم في المستشفى.

وأضافت المنظمة أن معدلات العدوى التي تحدث للمرضى الذين يعانون حالات حرجة قد تصل إلى 30% في بعض وحدات العناية المركزة، داعية إلى اتخاذ إجراءات مشددة بتطبيق إرشادات منع العدوى بغسل وتطهير الأيدي داخل المرافق الصحية، مشيرة إلى الارتفاع الكبير في الجراثيم المضادة للمضادات الحيوية التي تتسبب في حدوث وفيات ومضاعفات وزيادة مدة المكوث في المستشفى.

وأضافت المنظمة في بيانها أن الأطباء والهيئة التمريضية والعاملين في المستشفيات يتعين عليهم تطهير الأيدي بمطهر كحولي أو غسلها بماء وصابون ومطهرات قبل فحص المريض وقبل إعطاء أي إجراءات للمريض مثل تركيب الإبر أو القسطرة وبعد ملامسة المرضى أو أي إفرازات أو حتى بعد ملامسة الأسطح القريبة من المرضى. وشددت على ضرورة التصدي لظاهرة الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية التي أدت إلى حدوث مقاومة للجراثيم لتلك المضادات وظهور فصائل وأنواع من الجراثيم متعددة المقاومة للمضادات الحيوية ويصعب علاجها ويستحيل في بعض الأوقات.

وأضافت أن عدم الاستخدام الرشيد لبعض المضادات مثل الأدوية المضادة لجرثومة السل والأدوية المضادة لفيروس الإيدز تسبب، حسب البيان، في حدوث سلالات جديدة من الإيدز ومن الدرن متعددة المقاومة للمضادات ويصعب علاجها وتؤدي إلى تأخر الشفاء وحدوث مضاعفات قد تتسبب في الوفاة في بعض الأحيان. وأشارت إلى أن الاستعمال المكثف أو السيئ أو المفرط لمضادات الميكروبات في صحة الإنسان والحيوان أدى إلى ارتفاع متزايد في مستويات المقاومة للعديد من المضادات الحيوية والتي بلغت 4% في حالات السل الجديد و20% في حالات السل المشخصة من قبل و5% من حالات العدوى بالإيدز.

ودعت المنظمة إلى وضع خطة عمل عالمية بشأن مقاومة مضادات الميكروبات، ترتكز على دمج الوقاية في كل النظم والممارسات الصحية، وتقليل استعمال مضادات الميكروبات والتركيز على الوقاية من العدوى، وتقوية نظام ترصد مثل تلك الحالات التي تنتقل من مريض إلى آخر بسهولة داخل المستشفيات في حالة عدم التزام الأطباء والهيئة التمريضية بإجراءات وقواعد غسل الأيدي وتطهيرها.

منع العدوى

وتعليقا على الاحتفال باليوم العالمي لغسل وتطهير الأيدي، قال وكيل وزارة الصحة المساعد للشؤون الفنية والمشرف على إدارة منع العدوى د. جمال الحربي إن المستشفيات في الكويت تتبع النظام العالمي لمنع العدوى حسب إرشادات المراكز الصحية الدولية مثل مركز الوقاية والتحكم من الأمراض بالولايات المتحدة الأميركية وقرارات وإرشادات منظمة الصحة العالمية والتي تعتبر الكويت نموذجا متميزا في تطبيق إرشادات منع العدوى، لافتا إلى أن نظام منع العدوى في الكويت يطبق منذ بداية سبعينيات القرن الماضي، ويوجد نظام للترصد ومتابعة حالات الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية.

وأوضح الحربي في تصريح خاص لـ«الجريدة» أن إدارة منع العدوى تنظم حملات للتوعية بإجراءات منع العدوى، مشيرا إلى أنه في حالة اكتشاف حالات متعددة المقاومة للمضادات فإنه يتم عزلها، لافتا إلى وجود غرف عزل في جميع المستشفيات لضمان عدم انتقال العدوى للمرضى والمخالطين داخل المستشفيات. وشدد الحربي على أهمية وقف الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية والالتزام بتطبيق سياسات الاستخدام الأمثل للمضادات الحيوية والتي تقوم الوزارة بتطبيقها بصورة مستمرة وفقا لأحدث الدراسات العالمية، مؤكدا أن الوزارة تحرص على توفير مطهرات الأيدي المحتوية على الكحول حسب أحدث المواصفات العالمية في أماكن فحص المرضى في المستشفيات والعيادات وعيادات الأسنان والمختبرات، كما أنها تؤكد على ذلك في القطاع الخاص.