دعا التحالف الذي تقوده جماعة «الإخوان» في مصر إلى الحوار دون شروط للتوصل إلى «حل ديمقراطي» للأزمة التي تعيشها البلاد بعد أحداث 30 يونيو التي أفضت إلى عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي، واعتقال العشرات من قيادات «الإخوان». 

Ad

عرض "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" الذي تقوده جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر أمس إجراء مفاوضات لاخراج البلاد من الازمة التي اعقبت عزل الرئيس الإسلامي السابق محمد مرسي.

ودعا التحالف في بيان "جميع القوى الثورية والاحزاب السياسية والشخصيات الوطنية للدخول في حوار عميق حول كيفية الخروج من الأزمة الراهنة". وأكد التحالف الذي ينظم تظاهرات اسبوعية، رغم اعتقال الكثير من القيادات الاسلامية، ان "المعارضة السلمية هى السبيل الوحيد لإنهاء الانقلاب وعودة المسار الديمقراطي"، واضاف: "رغم دعم التحالف لثورة الشعب فإنه لا يرفض أي جهود جادة ومخلصة تستهدف حوارا سياسيا جادا للخروج بمصر من أزمتها وفقا للقيم الحاكمة السابقة ومن خلال التوافق لتحقيق الصالح العام للبلاد".

 

عرض غير مشروط

 

وهذا العرض من الاسلاميين يعتبر الاكثر مرونة الذي يطرح علنا حتى الآن ويأتي "بدون شروط" كما قال مسؤول في التحالف. كما يأتي بعد مقتل اكثر من الف شخص معظمهم من مؤيدي مرسي في مواجهات مع الشرطة فيما تم اعتقال الآلاف.

ومنذ اغسطس الماضي حين فضت السلطات المصرية بالقوة اعتصامين للاسلاميين في القاهرة، اعتقل اكثر من 2000 من الاسلاميين على رأسهم قيادات الصف الاول والثاني لجماعة الاخوان المسلمين من بينهم مرشد الجماعة نفسه محمد بديع.

وقال المسؤول في حزب الاصالة السلفي المنتمي الى التحالف الاسلامي امام يوسف لوكالة "فرانس برس": "ليس لدينا شروط ويجب الا تكون لديهم شروط ايضا"، لكنه اضاف ان المحادثات يجب ان تؤدي الى حل "ديمقراطي" وان التحالف يريدها ان تبدأ في غضون اسبوعين. وقال ان التحالف مستعد لبحث "كل الحلول التي تؤدي الى الاستقرار". 

وتابع يوسف ان الاسلاميين مستعدون لاحترام مطالب ملايين المتظاهرين الذين نزلوا الى الشوارع للمطالبة بعزل مرسي، وقال: "نريد حلا ديمقراطيا وهذا لا يعني بالضرورة انه يجب ان نكون في السلطة". وعرض بيان التحالف شروطا للدخول في حوار تشمل "وقف الاعتقالات والتلفيقات الامنية والافراج عن المعتقلين بعد 30 يونيو 2013 وعودة بث القنوات الفضائية المغلقة"، وخلافا للاقتراحات السابقة التي كانت كلها تشدد على عودة مرسي الى السلطة كشرط مسبق لاي مفاوضات، لم يشر البيان بشكل واضح الى هذه النقطة.

فقد طالب التحالف بـ"عودة الشرعية الدستورية والمسار الديمقراطي بمشاركة الاطراف السياسية كافة ودون احتكار من أي طرف ودون إقصاء لاي طرف".

 

توصية قضائية 

 

وجاء هذا القرار بالتزامن مع صدور تقرير هيئة المفوضين في المحكمة الإدارية العليا المصرية أمس الذي أوصى بإصدار حكم بحل حزب "الحرية والعدالة" الذي يمثل الجناح السياسي لجماعة الاخوان المسلمين المنحلة، وتصفية أمواله وضمها لخزينة الدولة. واشارت التوصية إلى أن الحزب "أصبح منقضيًا ولا قيام له في الواقع أو القانون، وذلك بحكم قيام ثورة 30 يونيو، التي يعد من آثارها الحتمية انقضاء ذلك الحزب، وأنه ينبغي على المحكمة أن تكشف عن ذلك الانقضاء في حكمها".

وأشار التقرير إلى أن حزب الحرية والعدالة هو "الأداة السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، التي تعبر عن إرادة مكتب إرشاد الجماعة تحت رئاسة المرشد العام الذي يتلقى البيعة على السمع والطاعة من أعضاء الجماعة".

وجاءت توصية هيئة المفوضين المصرية على ضوء الدعوى التي أقامها المنسق العام لتيار الاستقلال، أحمد الفضالي، التي طالب فيها بحل الحزب. وكان الفضالي طالب في دعواه بحل حزب الحرية والعدالة "استنادًا إلى قيامه على أساس ديني، وأنه تم إنشاؤه بناء على توجيه من جماعة الإخوان المسلمين، ويمثل ذراعها السياسية، وأنه حزب لا يعرف الديمقراطية بل يقوم على السمع والطاعة".

 

روسيا 

 

في غضون ذلك، وبعد زيارة وزيري الخارجية والدفاع الروسيين الى القاهرة أعلنت رئاسة الجمهورية المصرية أمس أن الرئيس المؤقت عدلي منصور، تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عبَّر خلاله عن دعم موسكو الكامل لمصر واهتمامها بتطوير العلاقات في شتى المجالات.

وقالت الرئاسة المصرية، في بيان إن بوتين عبر عن "دعم موسكو الكامل لمصر ولإدارتها الانتقالية التي تمثل إرادة الشعب المصري عقب ثورة 30 يونيو المجيدة وأكد اهتمام بلاده بتطوير العلاقات الثنائية في شتى المجالات بما في ذلك البنية التحتية والاقتصاد والاستثمار والتجارة والتصنيع والتعاون الأمني والعسكري".

وأضاف البيان أن "منصور أكد أن الحرص على الانفتاح في علاقاتنا الخارجية، بما في ذلك مع روسيا الاتحادية، لن يكون على حساب علاقات مصر مع أي أطراف أخرى".

كما أشاد منصور بـ"المواقف التاريخية الروسية المختلفة المساندة والداعمة لمصر وإرادة شعبها في لحظات فارقة من التاريخ المصري المعاصر، والإرث الإيجابي الذي تركه الاتحاد السوفياتي السابق لروسيا الاتحادية في نفوس المصريين". واشار البيان الى أن الرئيس المصري وجه الدعوة الى نظيره الروسي لزيارة مصر.