الأسد يتراجع عن تصريحات تؤكد رفضه تسليم السلطة

نشر في 20-01-2014 | 00:01
آخر تحديث 20-01-2014 | 00:01
No Image Caption
«الائتلاف» يسمي وفده إلى «جنيف2»... وترحيب غربي وروسي بقراره المشاركة في المؤتمر

قبل يومين من انطلاق مؤتمر "جنيف 2"، الذي حسم ائتلاف قوى المعارضة قرار المشاركة فيه بعد جدل طويل، بدا النظام السوري أكثر ارتباكاً، فبعد قليل من تأكيد الرئيس بشار الأسد لبرلمانيين روس استمراره في المعركة حتى النهاية، معتبراً تخليه عن السلطة أمراً مرفوضاً، رجعت رئاسة الجمهورية وكذبت هذه التصريحات التي نقلتها وكالة إنترفاكس الروسية أمس.

غداة موافقة الائتلاف الوطني السوري المعارض على المشاركة في محادثات السلام الدولية المقرر أن تبدأ في سويسرا هذا الأسبوع بحضور ثلاث من قوى المعارضة المسلحة لأول مرة، نفى المكتب الإعلامي في الرئاسة السورية أمس تصريحات نسبت إلى الرئيس بشار الأسد ونشرتها وكالة أنباء "انترفاكس" الروسية وأكد فيها أنه لا ينوي تسليم السلطة.

وذكر المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية، في بيان مقتضب نشر على صفحة الرئاسة على موقع فيسبوك، "كل ما يُنقل عن لسان الرئيس الأسد عبر وكالة انترفاكس الروسية غير دقيق"، مشدداً على أن الأسد "لم يجر أي مقابلة مع الوكالة".

وكانت الوكالة نقلت عن برلمانيين روس التقوا الرئيس السوري في دمشق تصريحات ترجمتها الى الروسية قولهم إن الأسد لا يعتزم التنازل عن السلطة وأن الأمر غير مطروح للنقاش، مشدداً بقوله: "لو أردنا الاستسلام، لكنا فعلنا ذلك منذ البداية لكننا نحن حماة وطننا". وتابع الأسد، بحسب الوكالة، "وحده الشعب السوري يمكنه أن يقرر من يشارك في الانتخابات".

وفد المعارضة

في المقابل، بدأ ائتلاف المعارضة أمس بحث تسمية وفد يضم 15 عضواً للمشاركة في مؤتمر جنيف الثاني المقرر في 22 يناير الجاري. وقال المتحدث باسمه لؤي الصافي: "هناك أوراق تم العمل عليها وتتضمن عدداً من الأسماء وسيتم إرسال الشكل النهائي إلى الأمم المتحدة مرفقة بقرار مشاركة الائتلاف مع أعضاء الوفد".

وأشار الصافي، بعد ترحيبه بطلب قدمته الجبهات الإسلامية بشأن تمثيلها ضمن الوفد، إلى مناقشات مع هذه الجبهات بشأن العدد المقترح لكل منها في الوفد، مبيناً أن "جماعة جند الشام وجبهة ثوار سورية وجيش المجاهدين" تريد أن يكون لها ممثلون ضمن الوفد في المحادثات التي تبدأ يوم الاربعاء.

وذكر مصدر دبلوماسي لوكالة "فرانس برس" أن ممثلين عن تركيا وقطر، وبتفويض من الدول الغربية والعربية الداعمة للمعارضة، التقوا على مدى يومين في انقرة أربع مجموعات مقاتلة من المعارضة المسلحة لإقناعها بفائدة المؤتمر، مبيناً أن ثلاث مجموعات وافقت على الانضمام الى وفد المعارضة الى سويسرا.

دعم عسكري

إلى ذلك، أعلنت هيئة الأركان العامة للقوى العسكرية السورية المعارضة دعمها التوصل إلى حل سلمي للازمة السورية. داعية المفاوضين عن المعارضة إلى التمسك بأهداف الثورة وعلى رأسها رحيل الأسد.

وقال رئيس الهيئة اللواء سليم ادريس، في بيان متلفز، إن الهيئة تؤكد أن الثورة السورية انطلقت سلمية وفرض عليها حمل السلاح، مؤكدا دعم أي حل يضمن "انتقالا سياسيا للسلطة بما يحقق أهداف ثورة الشعب وعلى رأسها رحيل الأسد وألا يكون له أي دور في مستقبل سورية بجانب رحيل قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية المتورطة في قتل السوريين وتدمير البلاد وتشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة تشمل الجيش والأمن".

إسقاط النظام

 وكان رئيس الائتلاف السوري أحمد الجربا أكد مساء أمس الأول أن الهدف الوحيد للمعارضة من المشاركة في "جنيف-2" هو تحقيق مطالب "الثورة كاملة"، وعلى رأسها إسقاط الرئيس السوري ومحاكمته.

وقال الجربا، في كلمة ألقاها، من اسطنبول بعد اجتماع للائتلاف استغرق يومين وحفل بالمناقشات الصعبة وانتهى بتصويت سري أيد فيه 58 عضواً المشاركة في المؤتمر وعارضها 14 وامتنع عضوان عن التصويت وآخر وضع بطاقة بيضاء، "الطاولة بالنسبة لنا ممر في اتجاه واحد الى تنفيذ كامل لمطالب الثوار بلا أدنى تعديل وعلى رأسها تعرية السفاح من سلطاته كاملة تمهيداً لسوقه إلى عدالة الله والتاريخ وقوانين البشر".

وأضاف الجربا أن الائتلاف يشارك في جنيف-2 واضعا نصب عينيه "الامانة الثقيلة الغالية" المتمثلة بـ"دماء شهدائنا وانين الجرحى وعذابات الاسرى والمهجرين في الارض"، ومتوعدا بالقضاء على "رأس الشر" و"محاكمة وملاحقة دولية لاخر مرتزق شحنه الى ارضنا"، في اشارة الى "المتشددين" ومقاتلي "حزب الله". ووصف الجربا المرحلة القادمة بأنها "محطة جديدة في ثورتنا" و"لحظة فاصلة"، مشدداً على عدم التخلي عن العمل العسكري، قائلاً: "سنترك اغصان الزيتون تعانق فوهات البنادق حتى النصر المبين".

الغرب يرحب

وفي تعليق على هذا التطور، رحبت الدول الغربية بقرار المشاركة في مؤتمر "جنيف-2"، حيث وصف وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الفرنسي لوران فابيوس "بالتصويت الشجاع" تصويت الائتلاف الوطني بالأكثرية على المشاركة الاربعاء المقبل في المؤتمر الدولي حول سورية في مونترو في سويسرا والذي ستليه مفاوضات ثنائية برعاية الموفد الدولي الخاص الاخضر الابراهيمي بين ممثلي النظام والمعارضة في جنيف.

قرار صائب

بدورها، رحبت روسيا أمس بقرار المعارضة، الذي اعتبره نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، "القرار الصائب، فقد قلنا على الدوام انه يجب المشاركة في هذا المؤتمر وبدء حوار مع الحكومة".

ودعت ايران الى مقاربة "واقعية" لحل الازمة السورية خلال مؤتمر السلام، الذي لم تتم دعوة طهران اليه. وقال نائب وزير الخارجية حسن أمير عبداللهيان إن "المؤتمر يمكن ان يمهد الطريق امام حل سياسي".

اليرموك

وغداة إدخال أول دفعة مساعدات غذائية لمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين المحاصر في دمشق، تمكن العشرات ممن يمثلون "حالات انسانية حرجة" من الخروج أمس من المخيم، بحسب ما أفاد مدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية السفير أنور عبدالهادي، مبيناً أنه سيتم العمل على إخراج اعداد اضافية يومياً حتى يصل العدد إلى 600 حالة.

(دمشق، واشنطن، موسكو، لندن، اسطنبول- أ ف ب، رويترز، يو بي آي، د ب أ، كونا)

back to top