على الرغم من مرور أقل من أسبوعين على توليه حكم البلاد، مازال المصريون يتحدثون عن الأداء النشيط للرئيس عبدالفتاح السيسي، خصوصا في ضوء حرصه على الاستيقاظ مبكراً، وبدء فعاليات أجندة أعماله اليومية مع انطلاق أول شعاع شمس.
عدوى "التبكير" الإيجابية، انتقلت من الرئيس إلى الحكومة، حين اجتمع بها للمرة الأولى أمس الأول في السابعة صباحاً، وأعلن رئيس الوزراء بعدها أنه تقرر أن يبدأ كل أعضاء حكومته العمل في السابعة صباحاً يومياً.وعلى خلاف الصورة الذهنية التي ترسخت أن المسؤولين يتسمون بالخمول ولا يبرحون مكاتبهم المكيفة؛ حيث تحوي ذاكرة المصريين صوراً ذهنية لسير وأنماط حياة ملوك ورؤساء مصريين يغلب عليها الترف، والاستيقاظ متأخراً، وغيرهم يبدأون يومهم بأنشطة لا تمت بصلة لأجندة العمل الرسمي، فإن السيسي أعاد إنتاج زمن الخليفة الفاطمي "الحاكم بأمر الله"، الذي كان يأمر وزراءه بالنوم مبكراً مع عموم المصريين، والاستيقاظ فجراً لبدء تسيير أحوال الرعية.الرئيس المعزول في 3 يوليو العام الماضي محمد مرسي، بعد حكم للبلاد دام سنة، كان هو الآخر يستيقظ فجراً، إلا أنه لم يُلزم الوزراء ببداية نشاطهم ومزاولة مهامهم في الصباح الباكر، بينما ظهر الرئيس السيسي بعد أيام من حلفه اليمن الدستورية رئيساً، في سباق للدراجات انطلق فجراً، وضم أغلب وزراء الحكومة."يعكس ذلك توجه الحكومة لبدء العمل والإنتاج مبكراً"، هكذا يرى المؤرخ عاصم الدسوقي، الذي يوضح أن هناك سمات مشتركة بين الحاكم بأمر الله، الذي يعتبره البعض آخر الخلفاء الفاطميين الأقوياء، والرئيس السيسي الذي يتقبل المصريون شخصيته الحازمة، مشيراً إلى أن توافد الوزراء عقب شروق الشمس إلى قصر "الاتحادية" الرئاسي خطوة غير مسبوقة في التاريخ المصري المعاصر، حيث اعتادت الحكومات السابقة أداء اليمين في الفترة بين العاشرة صباحاً حتى ساعات المساء.يتابع الدسوقي: "الشخصية العسكرية للسيسي تدفعه إلى بدء يومه مع بزوغ الفجر، وتكشف توجه الحكومة الجديد للعمل، ويأتي ذلك تنفيذاً لما دعا إليه خلال لقاءاته الانتخابية، قبل فوزه بمنصب الرئيس، حينما دعا المصريين للاستيقاظ يومياً في الخامسة صباحاً".
دوليات
«تبكير» السيسي ينتقل إلى الحكومة
19-06-2014