عاش لبنان أمس تحت وطأة التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا السفارة الإيرانية في بيروت أمس الأول، واللذين تبنتهما "كتائب عبدالله عزام - سرايا الحسين بن علي"، تحت عنوان "غزوة السفارة الإيرانية". 

Ad

وفي وقت وصل الى بيروت نائب وزير الخارجية الإيراني حسين عبداللهيان، والتقى المسؤولين اللبنانيين وفي مقدمتهم رئيس البلاد ميشال سليمان، سادت أجواء من الترقب والحذر بانتظار ارتدادات هذه الضربة القوية التي اعتبرت رسالة واضحة لإيران و"حزب الله" المدعوم منها. 

وكانت النتيجة الأولية لهذه الهجمات عودة "حزب الله" الى الانتشار في المناطق التي يسيطر عليها، حيث أفادت التقارير بأن حالة استنفار قصوى سادت في صفوف الحزب، وشوهد تواجد لمسلحين مدججين بالسلاح في محيط السفارة الإيرانية. 

وشيع اهالي الضحايا قتلاهم أمس، ويبدو أن عددا من القتلى الذين سقطوا كانوا ينتمون الى الجناح العسكري لحزب الله، حيث رفعت في إحدى الجنازات صور لمقاتلين بلباسهم العسكري، أفيد بأنهم من ضحايا التفجيرين.

وارتفع عدد ضحايا الهجوم إلى 26 قتيلا، بعد وفاة شخصين أمس متأثرين بجروحهما، بينما انكبت الاجهزة اللبنانية على متابعة تفاصيل الجريمة.

وذكرت مصادر أمنية أنه "يجري متابعة مسارين في التحقيق: الأول يتعلق بسيارة الجيب التي فجر الانتحاري الثاني نفسه داخلها، والثاني متصل بفحوص الحمض النووي (دي إن إيه) للأشلاء التي وجدت في منطقة الانفجارين". 

وكان مصدر إيراني أكد أمس أن السفير الإيراني لدى بيروت غضنفر ركن آبادي نجا أمس الأول من التفجيرين، بينما كان على وشك الخروج من السفارة.

وكان الرئيس سليمان بحث مع عبداللهيان، بحضور آبادي، موضوع التفجير والمعطيات والمعلومات المتوافرة حتى الآن عن الجريمة، مشددا على "تكثيف الجهود والتحريات والتحقيقات لكشف الفاعلين والمحرضين وتوقيفهم واحالتهم إلى القضاء". من ناحيته، قال عبداللهيان بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة إن "الأمن مفهوم متكامل غير قابل للتجزئة وأمن لبنان من أمن إيران".

وحذر بري من أن "التفجير المزدوج إجرامي، وليس مجرد تفجير أمني"، معتبرا أنه "رسالة خطيرة تستهدف أمن لبنان واستقراره واللبنانيين". ونقل النواب عن بري بعد "لقاء الأربعاء النيابي" أمس، تحذيره من "المخطط الإجرامي الهادف إلى عرقنة لبنان"، داعيا جميع الفرقاء إلى "التحلي بالمسؤولية العالية"، مؤكدا أن "الحوار هو السبيل الوحيد لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية".

إلى ذلك، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أمس أن "كلمات الإدانة والشجب لم تعد تكفي للتعبير عن فداحة ما حصل وهول الجريمة". وقال ميقاتي: "صحيح ان الناس سئمت سماع عبارات الاستهجان، لكن من الضروري تكرار الكلام في مثل هذه اللحظات العصيبة، لعل ذلك يكون حافزا إضافيا لوقفة ضمير من جميع القيادات اللبنانية لوقف التساجل وتخفيف الانقسامات التي تشكل قاعدة خصبة لكل من يتربص شرا بهذا الوطن، والسعي إلى تحقيق توافق على الحد الأدنى من سبل إدارة شأن الوطن في هذه المرحلة الخطيرة".