سلمت دولة الكويت المعهد الثقافي الاسلامي في سويسرا اليوم تبرعا بقيمة نحو 604 ألاف دولار لتغطية مشروعين يرعاهما المعهد في مدينة (لا شو دو فون) غربي البلاد.

Ad

وقال مندوب دولة الكويت الدائم لدى الامم المتحدة السفير جمال الغنيم في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان "هذا التبرع هو ترجمة لما جبل عليه اهل الكويت في نشر الاسلام الوسطي بما يخدم الدين الحنيف والجاليات المسلمة في مختلف دول العالم".

واضاف ان "دولة الكويت تحرص دوما على المساهمة في المشروعات ذات الاهداف الاسلامية في مختلف بقاع العالم التي توضح الى مختلف المجتمعات تعاليم الاسلام السمحة ودوره في الحضارة الانسانية ومختلف مناحي العلوم والثقافات".

من ناحيته اشاد الامين العام للمعهد الثقافي الاسلامي في سويسرا الدكتور محمد كرموس في تصريح ل(كونا) بالمساعدات الكويتية الموجهة الى المؤسسات الإسلامية في

أوروبا بشكل عام وسويسرا بصفة خاصة مؤكدا أنها "تراعي احتياجات الجالية المسلمة وتحرص على دعم الاسلام الوسطي".

واوضح كرموس "ان المبلغ سيتم انفاقه على مشروعين الاول يعنى بالتعريف بالإسلام في سويسرا من خلال انشاء متحف الحضارات والاخر بشراء ارض لاقامة مسجد ومدرسة مع ملحقاتهما ووقف خيري ملحق بهما".

واوضح "ان المشروع الاول يهدف الى إقامة مؤسسة حضارية للتعريف بالإسلام والحضارة الإسلامية وقيمتها وإنجازاتها العلمية الى جانب التعريف بالثقافة العربية من أدب وشعر والفنون الإسلامية المختلفة".

كما يسعى المشروع الى "بناء قنوات الحوار مع الأخر وتعزيز التعاون والتنسيق وبث القيم المشتركة واحترام الرأي والفكر كأسس للتعايش السلمي بين الشعوب والثقافات لاسيما في الوقت الراهن الذي تسود فيه الصور النمطية السلبية حول الاسلام والمسلمين".

في الوقت ذاته لفت الى ان المشروع سيواصل مهام المعهد الثقافي كحاضن للمسلمين وأبنائهم ومرجعية إسلامية يمكن الاعتماد عليها في المسائل المتعلقة بالمسلمين على الصعد الاجتماعية والبحثية الاكاديمية.

ويأمل الدكتور كرموس في ان "يتحول إنجاز مشروع المركز السويسري للتعريف بالإسلام الى وسيلة متميزة لعرض الإسلام بصورته الوسطية السمحة مستعينا بالتقنيات الحديثة في التواصل مثل الوسائط المتعددة والكتب والشبكات التفاعلية".

واضاف كرموس "ان مسؤولية المعهد تتضمن إماطة اللثام عن حقائق الإسلام والمساهمة في كشف الشبهات والأباطيل والافتراءات التي ألحقت به عبر تاريخ من التزييف والتضليل والتي تكاد تتحول الى امر واقع في اذهان الرأي العام في الغرب".

وشرح "ان من مسؤولياتنا كمسلمين اوروبيين إيجاد نقاط التقاء وبناء جسور للتواصل بين الحضارات في زمن العولمة والاتصالات لاسيما ان هناك من يجهل مثلا وجود إعجاز علمي للقرآن الكريم أو لا يعرف مساهمات علماء المسلمين في مسيرة التطور العلمي".

وقال "اننا نود ايضا ان يعرف المجتمع الاوروبي ان الاسلام بني على العقل والمنطق فكانت اول آياته اقرأ فضلا عن الدعوة الى التأمل والتدبر واعمال اعقل الى جانب هذا صوحب انتشار الاسلام بتجلي عبقربته في التعددية الثقافية فأثرى الحضارة الانسانية في كل بقعة".

واعرب كرموس عن امله في ان تواصل الكويت دعمها للمؤسسات الاسلامية في الغرب نظرا لما يقدمه هذا الدعم الى الجاليات المسلمة من خدمات متعددة التي لم تعد قاصرة على المهاجرين فقط بل امتدت الى اجيال ثانية وثالثة فضلا عن الاقبال الكبير على اعتناق الاسلام بحمد الله.

ويحرص المعهد منذ ان تأسس عام 1999 على تنظيم دروس للغة العربية بانتظام لأبناء المسلمين والمسلمين الجدد والمهتمين من غير المسلمين وتنظيم محاضرات حول القضايا الاسلامية التي تهم الجالية والرأي العام فضلا عن الاهتمام الدولي بالمسلمين الجدد من خلال دروس وملتقى سنوي يعني بإظهار الإسلام من خلال إنجازات الحضارة الإسلامية وعلمائها وتقديم المواد بأحدث التقنيات وأساليب العرض التي تبرز خصوصية كل موضوع.

يذكر ان المعهد يتواصل مع شبكة من المراكز الاسلامية في مدن (لوزان) و(جنيف) و(نوشاتيل) و(بيل) و(فريبور) وكلها واقعة غربي سويسرا فضلا عن التعاون مع المراكز الاسلامية في بعض المدن الفرنسية المتاخمة للحدود السويسرية.