مع دخول المعارك بين كتائب المعارضة وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) مرحلة كسر العظم، دعا زعيم جبهة النصرة الإسلامية أبومحمد الجولاني أمس إلى وقف الاقتتال الدائر منذ أيام بين معارضي نظام الرئيس بشار الأسد.

Ad

وقال الجولاني، في تسجيل صوتي بثته الجبهة على حسابها الرسمي على موقع «تويتر»: «إن هذا الحال المؤسف دفعنا لأن نقوم بمبادرة لإنقاذ الساحة من الضياع، وتتمثل بتشكيل لجنة شرعية من جميع الفصائل المعتبرة وبمرجح مستقل، ويوقف إطلاق النار ويجري تبادل المحتجزين من كل الأطراف وتحظى الخطوط الأمامية في قتال النظام بالأولوية الكبرى».

لا وقف للقتال

إلا أن ناطقاً باسم «جبهة النصرة» أكد في تصريح لموقع «ناو ليبانون» أمس أنّ «الجولاني لم يأمر بوقف المعارك ضد داعش، لكنه طرح مبادرة سياسية تتمثل بتشكيل هيئة شرعية تضم الجميع».

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أنه قتل 274 شخصاً على الأقل، بينهم مدنيون في المعارك الدائرة منذ يوم الجمعة الماضي بين تشكيلات من مقاتلي المعارضة السورية من جهة، وعناصر «داعش». وأوضح المرصد أن القتلى هم «129 مقاتلاً من الكتائب المقاتلة، و99 مقاتلاً من داعش، و46 مواطناً مدنياً».

حصار «داعش»

وفي محافظة الرقة، حيث تحاصر كتائب المعارضة ومعها جبهة النصرة، دارت اشتباكات عنيفة في بلدة معدان بين هذه الكتائب وعناصر «داعش»، الذي تكبد خسائر بشرية كبيرة ودبابة.

وبحسب المرصد، فإن مقاتلي الدولة الإسلامية قاموا بهجوم معاكس على مواقع للكتائب المقاتلة في مدينة تل أبيض، بينما استعرت الاشتباكات بين الطرفين في مدينة الرقة، مشيراً إلى استخدم السلاح الثقيل في محيط مبنى المحافظة ومناطق أخرى في المدينة.

وأكد المرصد أن مقاتلي لواء جبهة الأكراد دخلوا على خط المواجهة مع «داعش» في ريف مدينة تل أبيض، مؤكداً تمكن مقاتلي الكتائب المقاتلة من الإفراج عن نحو 12 مواطناً كردياً اختطفوا منذ أشهر.

وفي محافظة حلب، اشتبك مقاتلو المعارضة مع تنظيم الدولة الإسلامية في دوار بعيدين وعند مدرسة الحيدرية، في حين هاجم «داعش» مقر الشرطة العسكري للواء التوحيد في حي قاضي عسكر المجاور لمقره الرئيسي في مشفى العيون.

«الكيماوي»

على صعيد آخر، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أمس نقل الدفعة الأولى من الترسانة الكيماوية السورية إلى المياه الدولية. وقالت منسقة البعثة المشتركة للأمم المتحدة سيغريد كاغ، إنه «تم نقل مواد كيماوية أولية من موقعين إلى مرفأ اللاذقية للتحقق منها، ومن ثمّ تحميلها على متن سفينة دانماركية»، وأضافت: «رافقت السفينة قطع بحرية قدمتها كلّ من الدانمارك والنرويج، فضلاً عن سورية»، مشيرة إلى أن عملية النقل هذه «هي البداية لعملية نقل المواد الكيماوية إلى مواقع خارج أراضي سورية بهدف تدميرها».

ضياع الأطفال

وأعلنت منظمات دولية، في بيان أمس، إطلاق حملة «لا لضياع جيل» من أجل جمع مليار دولار لدعم أطفال سورية، أكبر ضحايا النزاع في هذا البلد، وإخراجهم من «حالة البؤس والعزلة والصدمة التي يعيشونها».

وقال البيان إن «صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين ومنظمة إنقاذ الطفولة ومنظمة الرؤية العالمية وشركاء آخرين قاموا بتوجيه دعوة إلى الحكومات والمنظمات الانسانية وشعوب العالم، لمناصرة أطفال سورية من خلال دعم استراتيجية «لا لضياع جيل» التي تهدف إلى منح المتضررين من النزاع الفرصة لبناء مستقبل أكثر استقراراً وأمناً». ويأتي إعلان هذه الاستراتيجية قبل أسبوع واحد من انعقاد مؤتمر المانحين الذي تستضيفه الكويت في 15 يناير الجاري بمشاركة نحو ستين دولة، ويهدف الى جمع 6.5 مليارات دولار لمصلحة المتضررين من النزاع السوري.

«جنيف 2»

وكانت الأمم المتحدة أعلنت أن لائحة الدعوات لمؤتمر «جنيف2»، التي أرسلت أمس الأول، تتضمن 26 بلداً بينها القوى الدولية والإقليمية الكبرى، بما فيها السعودية التي تدعم المعارضة السورية، ولكنها استثنت إيران من المدعوين في المرحلة الأولى، مشيرة الى أن موضوع مشاركتها سيحسم في 13 يناير الجاري في اجتماع بين وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف. ومن المقرر أن ينطلق مؤتمر «جنيف 2» في مدينة مونترو السويسرية في 22 يناير برئاسة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، على أن يتواصل اعتباراً من الرابع والعشرين من الشهر نفسه بين الوفود السورية حصراً برعاية الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي.

فتح معابر

من جهة ثانية، أعادت السلطات التركية أمس فتح معبر جيلفا جوزو المحاذي لمعبر باب الهوى الحدودي السوري، بعد إغلاق دام 4 أيام. وذكرت وكالة «جيهان» التركية أن السلطات فتحت المعبر بعد أن كانت قد أغلقته في 4 يناير الحالي، بسبب الاشتباكات التي وقعت بين عدد من الفصائل المقاتلة في سورية بالقرب من معبر باب الهوى السوري المحاذي للمعبر التركي. كما أشارت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة أمس إلى إعادة فتح معبر بين سورية والعراق في إقليم كردستان للسماح بمغادرة نحو 2500 لاجئ سوري الأحد.

وأوضحت المتحدثة باسم المفوضية مليسا فليمينغ، في مؤتمر صحافي، أن معبر بيشكابور الواقع على نهر دجلة مازال نقطة العبور الوحيدة المفتوحة بين سورية والعراق في الوقت الحاضر.

خلافات داخل «الائتلاف» وانسحاب 40 عضواً

شهد اجتماع الهيئة العامة للائتلاف الوطني السوري المعارض خلافات حادة أمس الأول، بسبب المشاركة في مؤتمر «جنيف 2».  

وانسحب ليل الاثنين- الثلاثاء 40 عضواً في الهيئة العامة من الائتلاف دون التقدم باستقالاتهم رسمياً، متهمين الائتلاف

بـ»الخروج عن ثوابت الثورة السورية، وفشل كل المحاولات لإصلاح الجسم السياسي، وانفصاله عن الواقع، وعجزه عن تحمل مسؤولياته، وبُعده عن تمثيل القوى الثورية والمدنية داخل سورية»، وأيضا بسبب معارضتهم للمشاركة في مؤتمر «جنيف 2».

أما عضو الهيئة السياسية لـ»الائتلاف» أنس العبدة فقد اعتبر أن انسحاب هؤلاء له علاقة مباشرة بنتائج انتخابات رئاسة «الاتئلاف»، التي أعيد فيها انتخاب أحمد الجربا رئيساً له للمرة الثانية على التوالي.

وقال العبدة من إسطنبول إن «المنسحبين لم يستطيعوا تحمل نتائج الانتخابات التي جرت وسط منافسة بين الجربا ورياض حجاب».

ويشكل أعضاء الكتل المنسحبة 40 عضواً من أصل 121 تتكون منه الهيئة الإدارية للائتلاف، إلا أنهم لم يبلغوا اللجنة القانوينة في الائتلاف رسمياً بالانسحاب أو الاستقالة منه. والكتل المنسحبة هي كتلة مجالس محلية، والمجلس الأعلى لقيادة الثورة، والحركة التركمانية، وهيئة الأركان، والحراك الثوري، والمنتدى السوري للأعمال، بالإضافة إلى بعض الشخصيات المستقلة.