فشل مجلس النواب اللبناني أمس للمرة الثانية في انتخاب رئيس جديد. وعلى عكس الجلسة الأولى، لم تنعقد الجلسة الثانية بعد أن تغيب عنها نواب كتلة "الوفاء للمقاومة" (حزب الله) وكتلة "التغيير والإصلاح" (التيار الوطني الحر)، في حين شارك نواب "14 آذار" ونواب كتلة "التحرير والتنمية" (حركة أمل) ونواب "اللقاء الديمقراطي" الذي يرأسه النائب وليد جنبلاط.  

Ad

ووصل عدد النواب الحاضرين الى 76 نائبا عند قرع الجرس إيذانا ببدء الجلسة، علماً أن النصاب القانوني لهذه الجلسة يتطلب حضور 86 نائباً (ثلثا مجلس النواب).

ولم يدخل رئيس مجلس النواب نبيه بري القاعة، وبقي في مكتبه منتظراً اكتمال النصاب. وعمد بري الى تمديد موعد الجلسة نصف ساعة إلا أن النصاب لم يكتمل، علماً أن نواب "تكتل التغيير والاصلاح" وكتلة "الوفاء للمقاومة" حضروا الى المجلس للتضامن مع الصحافيين ابراهيم الأمين وكرمى خياط ولم يدخلوا القاعة.

وأرجأ بري الدورة الثانية لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية الى الاربعاء المقبل في السابع من مايو. ويصادف هذا الموعد ذكرى "أحداث 7 أيار" التي سيطر خلالها مقاتلو "حزب الله" وأحزاب أخرى موالية له على أجزاء كبيرة من بيروت.

وبدا أمس أن الأمور دخلت في نفق، خصوصا بعد فشل اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري زعيم تيار "المستقبل"، الناخب الأكبر داخل "قوى 14 آذار"، وبين وزير الخارجية جبران باسيل (التيار الوطني الحر).

«حزب الله»

ورأى نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم أمس أن "التئام الجلسة الأولى للمجلس النيابي كان كافيًا لإعطاء صورة واضحة بعدم توفر المقومات الكافية لانتخاب رئيس للجمهورية، فقد كان واضحا أن الجلسة الأولى مسرحية، بيَّنت أن الظروف ليست ظروف انتخاب رئيس، وهذا يعني أن لا فائدة من الجلسة الثانية أو الثالثة أو الرابعة إذا بقيت المعطيات على ما هي عليه، وسواء انعقدت الجلسة أو لم تنعقد فالنتيجة واضحة هي عدم انتخاب رئيس للجمهورية، لذا نحن فضلنا ألا تنعقد الجلسة بعدم إكمال النصاب كي لا يُدبر أمرٌ معين في الخفاء، ونُفاجأ بأمور لا تنسجم مع كيفية العمل لإنتاج رئيس جمهورية للبلد".

وشدد على أن "مقومات البلد وتشكيل القوى السياسية فيه، وطبيعة الوضع الطائفي لا تسمح بانفراد جماعة لاختيار رئيس منها، خاصة أن التوازن السياسي كبير وحاد في آنٍ معا، ولذا الأفضل لكي يتم انتخاب رئيس هو الوصول إلى اتفاق".

جعجع

في المقابل، رأى المرشح الرئاسي رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع خلال مؤتمر صحافي عقده في معراب، بعد إرجاء الجلسة الثانية أن "هناك فريقا لا يمتلك الأكثرية في المجلس النيابي ويضع النواب أمام احتمالين: إما مرشحي وإما الفراغ".

وأكد أنه "للخروج من المأزق على الفريق الآخر أن يختار مرشحا له".

ولفت جعجع إلى أن "الفريق المسيحي داخل 8 آذار هو المسؤول الأكبر عن تعطيل الجلسة النيابية، وأتمنى على البطريرك بشارة الراعي أن يكون أمينا لما سمعه ورآه في بكركي"، في إشارة الى تعهد النائب ميشال عون خلال لقاء الأقطاب الموارنة في بكركي بالمشاركة في الجلسات وانتخاب الرئيس في المواعيد الدستورية.

عرسال

أُصيب 5 من عناصر الجيش اللبناني بجروح من جراء كمين نصبته عناصر مسلّحة في منطقة الرهوة في جرود عرسال، وتمّ نقل بعض العسكريين المصابين الى مستشفى "يونيفرسال" في رأس بعلبك والبعض الآخر الى مستشفيات في بعلبك.

وأعلنت قيادة الجيش في بيان أمس أنّ "دورية عسكرية تعرّضت لإطلاق نار في منطقة الرهوة - عرسال من قبل مجموعة مسلحة كمنت لها في جرود المنطقة" ، مشيرةً إلى إصابة 5 عسكريين بجروح مختلفة.

وأضاف البيان: "رد عناصر الدورية على مصادر النيران بالأسلحة المناسبة، واشتبكوا مع المسلحين ولاحقوهم في الجرود المذكورة".