لفت د. صلاح المليجي إلى أهمية هذا الملتقى، وتواصله مع منجز الفنان المصري القديم، والرسومات الكاريكاتورية على جدران المعابد وقطع الفخار، الدالة على رسوخ هذا الإبداع في الوجدان عبر العصور، وتداعياته من نقد اجتماعي، ومواكبته لمعطيات لحظات تاريخية متجددة.  

Ad

أضاف أن الساحة التشكيلية المصرية والعربية، حققت حضورها العالمي في فن الكاريكاتور، وبرز الإبداع المتفرد لفنانين كثر، من بينهم: مصطفى حسين وجورج البهجوري من مصر، ناجي العلي من فلسطين، حمد العجيل من الكويت، علي فرزات من سورية وغيرهم.

تدفق المشاركات

 

أشار خالد جلال، المشرف على صندوق التنمية الثقافية المصرية إلى تدفق المشاركات من أرجاء العالم، وبلوغها قبل الفرز 1600 عمل كاريكاتوري لقرابة 270 فناناً، ويعبر هذا الزخم عن احتفاء بموطن هذا الفن قبل آلاف السنين.

 من جهته أكد القوميسير الفنان فوزي مرسي أهمية هذا الحدث الثقافي، كونه يشكل مساحة تواصل بين رسامي الكاريكاتور العرب وزملائهم من دول مختلفة، ويقام للمرة الأولى في مصر، ويسجل حضور كمّ من فناني العالم الذين ثمنوا دور الحضارة الفرعونية، وروح التآخي بين الفنانين الأشقاء في مصر وأرجاء العالم العربي.

تنوعت الأعمال المشاركة، وعبرت عن أفكار في شتى مناحي الحياة، ورسوم {البورتريه} لكبار الشخصيات المصرية والعربية البارزة في مجالات السياسة والأدب والفن والسينما.

نظمت الجمعية المصرية للكاريكاتور الملتقى، بالتعاون مع اتحاد منظمات رسامي الكاريكاتور {فيكو}، مؤسسة {دوم} للثقافة، متحف الكاريكاتور، قطاعي العلاقات الثقافية الخارجية والفنون التشكيلية، صندوق التنمية الثقافية المصرية.

ترأس لجنة فرز أعمال الملتقى الفنان أحمد طوغان، وضمت في عضويتها  الفنانين: جمعة فرحات، محمد حاكم، محمد عفت ومحمد عبلة، وأسفرت عن مشاركة أكثر من 500 لوحة لرسامي الكاريكاتور من:  الأرجنتين، البرازيل، إسبانيا، المغرب، الكويت، السعودية، البحرين وغيرها.

رؤى «كاريكاتورية»

أشاد الحضور بفكرة ملتقى

{مصر في عيون رسامي الكاريكاتور}، المتمحورة حول ملامح الحضارة المصرية وتناغمها مع معطيات الزمن الراهن، فضلا عن اتساع فضاء الإبداع في {القسم الحر} وجسّد الفنانون من خلاله  أفكاراً ورؤى {كاريكاتورية} متفردة.  

ضم الملتقى لوحة للرسام الصيني شن صن، جسدت صورة الفنان الشخصية، ورؤيته للعالم من خلال عدسات {هرمية}، وتناغمها مع رمزية الأهرامات الثلاثة، والمنجز التاريخي للحضارة الفرعونية، وحضوره التراكمي عبر الماضي إلى الحاضر.   

وفي لوحة الفنان البرازيلي ريموندو ولدز، إطلالة على ملامح الوجه الفرعوني، ورمزية التلاقي بين مظاهر الحياة الحديثة، ورسوخ عناصر الحضارة القديمة، ودلالة الزمن بين حاضر يغمره اللون الأبيض، وماض ينطلق إلى قادم مشرق بلون الشمس.

ويجسد الفنان البحريني علي خليل فكرة {الهرم حامل الشعلة}، وتتسع لوحته لفضاء سماوي، وتجاور للأهرامات الثلاثة، وتجاوز الرمزية الكلاسيكية إلى التأثير الوجداني لدى الرائي، واكتشاف دلالة اللوحة من منظور جمالي مغاير.

أما الفنان الأوكراني كازانفسكي فلاديمير، فشارك بلوحتين تجسدان فكرة التمازج بين الحضارات الإنسانية، ويستحضر في إحداهما هذا التقابل {المتخيل} في صورة المصري القديم جالساً أمام شاشة كمبيوتر، واعتبار أن الثورة التكنولوجية الهائلة وثيقة الصلة بما أنجزه الأسلاف.

تنطلق اللوحة الأخرى لفلاديمير من الحاضر، وترصد ملامح منطقة الأهرامات كمزار سياحي، ويستحضر {الماضي} من خلال جولة السياح في سيارة يقودها {المصري القديم}، ودلالة استخدام اللون الأصفر والموحية بالإشراق، وحضور دائم لمنجز الزمن الفائت.     

وفي هذا السياق تندرج  لوحة الفنان الأوكراني  سيرغي فيدكو، وتجسيدها للتفاعل بين معطيات {الحاضر} و {الماضي}، واليقين بأن التاريخ الإنساني تراكم متصل، حيث يتحول الحجر الأثري إلى جهاز كمبيوتر وأمامه أحد علماء الآثار يحاول فك رموز اللغة الهيروغليفية.  

كذلك حفل الملتقى بالتجريب، وتعدد التيارات التشكيلية، وتداعيات الإبداع في مسارات {كاريكاتورية} مغايرة، واستلهام الرموز وتداخل الأزمنة، والتناغم اللوني، وابتكار الأفكار المتجاوزة للخطوط والأنساق الكلاسيكية.

يذكر أن الكاريكاتور أحد أقرب الفنون التشكيلية إلى الوجدان العربي، تعددت مدارسه وأساليبه التعبيرية، وارتبط، في السنوات الأخيرة بمواكبة الأحداث الاجتماعية والسياسية، وهو فن انتقادي ساخر، ويرتكز على موهبة الفنان ووعيه، وقدرته على التخيل عبر رؤى وأفكار متجددة.