قال محمد العمر إن «بيتك» يعد هارفارد البنوك الإسلامية، حيث تخرج في مدرسته قيادات تولت مواقع مسؤولية في العديد من المؤسسات المالية الإسلامية، وهو يفسح مجالاً واسعاً للشباب والقدرات والطاقات الوطنية، مضيفاً أن المبدأ الذي يسير عليه «بيتك» يحث على التعلم والإنتاج والابتكار.

Ad

أكد رئيس مجلس إدارة مجموعة طيران الجزيرة مروان بودي ان 54 مليون راكب خلال العام الماضي سافروا إلى دبي، لكن 11 مليونا منهم تكون محطتهم الرئيسية هي دبي، في المقابل فان هناك 9 ملايين مسافر كانت وجهتهم الكويت، لافتا إلى ان أنه لا يوجد شيء مستحيل بالكويت، واصفا اياها بانها بلد الفرص، وأعطى مثلا على ذلك طيران الجزيرة التي كسرت في 2005 حاجز احتكار الطيران الذي استمر 50 عاماً، لتصبح واحدة من أربح شركات الطيران فى المنطقة والعالم.

جاء حديث بودي خلال كلمته في مؤتمر "تمكين الشباب" الثاني الذي بدأ أنشطته مساء الأحد، والذي يعتبر أول مؤتمر من نوعه في الكويت ويقام للعام الثاني على التوالي ممثلاً مبادرة أكاديمية ووطنية من الشباب ويعد من المبادرات الوطنية الرائدة في الكويت التي تهدف إلى تشجيع الطاقات الشبابية الكويتية نحو بناء مستقبل اقتصادي قيادي مشرق للكويت.

واستعرض بودي أهم المحطات التي مرت بها الشركة منذ إنشائها عام ٢٠٠٤ وما واجهوه من عقبات ومراحل ازدهار الشركة ودور سمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في إنشاء شركة الجزيرة للطيران لتصبح واحدة من أفضل الشركات في الكويت والبورصة، لافتا إلى انه يجب على الشاب أن يضع هدفه أمامه وأن تكون لديه استراتيجية واضحة وخطة محددة، وفريق يساعد في الوصول إلى الهدف.

الإصرار

وذكر بودي أنه "في عام 2003 تقدمنا للحكومة بطلب لتأسيس شركة طيران، ومن الطبيعي أن نجد معارضة من قبل نواب أو وزراء في الحكومة لمثل هذا المشروع، فالجميع يرى أن شركات الطيران من الطبيعي أن تديرها الحكومات فقط، وبالطبع واجهتنا تحديات ولكن الحل يكمن فى الإصرار، دائما، ويجب ألا نتوقف عند حد معين".

وزاد: "في 26 مايو 2004 بدأنا أول اكتتاب، وفي 10 يونيو سددنا أكبر اكتتاب في الكويت، والتحدي الثاني كان كيف سيصبح لدينا حقوق نقل ودولتنا صغيرة، لكن هذا لم يوقفنا، مرة ثانية عن الإصرار، واستطعنا أن نأخذ حقوقنا كاملة بمساندة الحكومة، نفسها التي كانت مترددة في السابق وهي نفسها كانت أكبر سند في الوصول إلى النجاح الذي نحن فيه".

أول تمويل

وذكر بودي أن "أول تمويل للشركة كان من 3 بنوك، بنك الماني متخصص في الطيران وبنك الكويت الوطني وبيت التمويل الكويتي، والحكومة كانت الداعم الأول لنا، وبالفعل تم استلام أول طائرة وأقلعت أولى رحلاتنا وكان سمو الأمير في افتتاح الشركة رسميا، وفي 2005 تحركنا بـ5 طائرات، وزدنا عدد الرحلات إلى دبي، الكويت، فالفرص كثيرة ولكن تحتاج إلى من يستغلها دائما".

واختتم بودي حديثه بعرض فيلم قصير عن دورة مبيعات الشركة عندما يقوم أحد الأشخاص بحجز تذكرة على متن خطوط الشركة بقيمة 100 دينار، وكيف أن 95 ديناراً من قيمه التذكرة تدخل إلى دورة النقد المحلية، موضحاً أن الشركة نقلت أكثر من 8.4 ملايين مسافر منذ نشأتها وهي تفخر الآن بأنها قامت بإدخال هذه الأموال إلى عجلة الاقتصاد المحلي.

دور محوري

وبدوره أكد الرئيس التنفيذى في بيت التمويل الكويتي "بيتك" محمد العمر ان القطاع الخاص يستطيع ان يقوم بدور محوري في التخفيف من حدة القضايا المتعلقة بشريحة الشباب وأهمها التوظيف والإسكان إذا ما أتيحت له الفرصة برؤية متكاملة تقدم المزايا والتحفيزات اللازمة، مشيرا إلى ان نصف سكان الكويت تقريبا من الشباب، وهو ما يفرض أعباء على الحكومة تتمثل في التدريب والتوظيف والارتقاء بمستوى التعليم، ويمكن من خلال طرح مشاريع وزيادة حجم الإنفاق الحكومي، دعم قدرات القطاع الخاص ودفعه للمساهمة في تقديم الحلول مثل المزيد من الوظائف وتمويل المشروعات الكبرى خاصة في مجال الإسكان والبني التحتية.

وبين العمر ان تحريك عجلة السوق وزيادة الإنفاق والقضاء على الروتين والبيروقراطية وسن تشريعات تعزز القطاع الخاص من شأنه المساهمة في توسيع دوره في استقطاب كفاءات جديدة من الشباب وتوظيفها، كما ان إنشاء مدن جديدة ينشط السوق العقاري المرتبط به أكثر من 50 سلعة وحرفة يحدث رواجا في السوق وفى نفس الوقت ذاته يتم توفير الرعاية السكنية والحد من تكدس الطلبات، وإذا توفر للشاب فرصة العمل والسكن، فإننا نضمن مواطنا صالحا يساهم في رفعة وطنه وتقدمه ويكون عنصرا مهما في تحقيق التنمية والنهوض بالمجتمع.

هارفارد البنوك الإسلامية

وقال العمر ان "بيتك" يعد هارفارد البنوك الإسلامية، حيث تخرج في مدرسته قيادات تولت مواقع مسؤولية في العديد من المؤسسات المالية الإسلامية ويفسح مجالا واسعا للشباب وللقدرات والطاقات المبدعة في العنصر الوطني، فالمبدأ الذي يسير عليه "بيتك" يحث على التعلم والإنتاج والابتكار، فالبرامج التدريبية التي تصقل مهارات بناء الشخصية وآلية اتخاذ القرار تحظى بأولوية في خطط وبرامج تدريب الموظفين في "بيتك".

وأضاف ان "بيتك" أن يساهم في خلق فرص عمل واستثمار حقيقية، وتنمية الاقتصاد محليا وإقليميا وعالميا، انطلاقا من مبدأ "إعمار الأرض" الذي يعمل البنك وفقه، علاوة على ان المؤسسات الناجحة هي التي تعمل لتوفير خطوط متتالية من الخبرات للمحافظة على مستوى العمل وعدم الاعتماد على أشخاص بعينهم، مشيرا الى ان "بيتك" بادر بإعادة النظر في نموذج أعماله وإعادة الهيكلة، بما يحسن من ربحيته ويعزز استدامتها.

التفاؤل بالمستقبل

ودعا العمر الشباب إلى دراسة التغيرات التي طرأت على سوق العمل جيدا ومعرفة التخصصات والوظائف التي زاد الطلب عليها، ثم معرفة المتطلبات والمهارات التي تحتاجها هذه الوظائف والعمل على تنميتها وصقلها، فالاقتصاد العالمي يمر بمرحلة مهمة من التحول وإعادة الهيكلة انعكست على استراتيجيات وخطط الشركات في ما يتعلق بالأنشطة والأعمال والتوظيف، مشددا على أهمية التفاؤل بالمستقبل، فالنجاح لا يتحقق مع الشعور بالإحباط أو اليأس.

وقال ان قرار التخصص والعمل في مهنة معينة ليس سهلا أو عملا يترك للصدفة، لذا يجب اتخاذه بعناية وبعد دراسة متأنية، والشاب المقبل على سوق العمل الآن أمامه القطاع الحكومي والخاص، وعليه ان يقارن ويتخذ القرار ويتحمل المسؤولية، لكن من المفروض ألا تكون رؤيته مقتصرة على عنصر او عنصرين مثل، المزايا المالية والاستقرار الوظيفي فقط، فالاعتبارات المادية رغم أهميتها قد لا تكون وحدها ايجابية لشخصية الفرد على المدى المتوسط والبعيد، إذا كان لديه الطموح ويتمتع بشخصية ديناميكية وطاقة إبداع خلاقة.

تحديات «بيتك»

واستعرض العمر بعض التحديات التي واجهها "بيتك" وخاض غمارها محققا فيها نجاحات مهمة واستراتيجية ساهمت في أحداث نقلة نوعية في عمل البنوك الإسلامية ومنها المشاركة في مشروع ايكويت الذي وضع أسس مشاركة المؤسسات المالية الإسلامية مع التقليدية في مشروع واحد مع محافظة كل جانب على خصوصية عمله، وفي "بيتك تركيا" انتقلنا به من بنك محلي محدود إلى بنك إقليمي وعالمي، استطاع ان يواجه مشكلات اقتصادية ويخرج قويا أكثر انتشارا وتوسعا بحيث أصبح ألان لديه نحو 270 فرعا في تركيا وبنوك في دبي والبحرين وجار إنشاء بنوك في قطر وألمانيا.

وأوضح ان جهود تنويع استثمارات "بيتك" ومنتجاته حيث لم يكن هناك فرص استثمارية متنوعة لدى عملائه سواء من حيث مجالات الاستثمار او فترات العائد فمعظم الاستثمارات كانت محلية محدودة في مجال او مجالين وتعطى عوائد سنوية فقط، وبجهود متواصلة تم التوسع في مجالات الاستثمار والدخول إلى مجال العقار الدولى وطرح صندوق اعمار ذي عوائد قصيرة الأمد، ومنتج الودائع الأجنبية ربع السنوية والوديعة ذات العوائد الشهرية "الكوثر" بالإضافة إلى الصكوك وحسابات الذهب والبطاقات المصرفية المتنوعة.

إهمال المهن

ومن جانبه، أكد رئيس مجلس إدارة شركة وربة للتأمين أنور جواد بوخمسين ان الشركة تدعم المبادرين الشباب وتدريبهم في الخارج للاطلاع على أفضل النظم التدريبية، لافتا إلى نمو أنماط المهن المعرفية لتؤكد على وظائف ومهن أهملت سابقاً أو سوقت بشكل سيئ يمنع تبني البعد المعرفي والبعد العلمي لهذه المهن ومدى أهميتها كمهن قاعدية تتطلب خبرات وإتقان.

وتابع بوخمسين بقوله ان من المهن التي تم إهمالها مهنة التأمين "مقيم المخاطر" و"المحاسبين الإكتواريين" وهي مهن بدأ أخيراً عدد محدود من الشباب الكويتي التخصص بها هذا بالرغم من تجاهل جامعة الكويت لتخصص التأمين برمته في كلية العلوم الإدارية دون سبب مقنع، مع أن الحكومة وجدت أن التوجه لتحرير سوق التأمين بالسماح لترخيص ما يزيد عن 30 شركة تأمين ما بين التقليدي والتكافلي هو التوجه الذي سوف ينمي هذا القطاع.

وفي رده على سؤال متعلق بأسباب اختلاف المرافق السياحية بالكويت عن مثيلاتها بمنطقة الخليج – وذلك نظراً لخبرته في المجال خلال العشر السنوات السابقة - أشار بوخمسين إلى أن التوجه السامي من حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، هو أن تنمو الكويت كعاصمة للمال والأعمال وأن يهيأ لهذا الغرض كل الإمكانات العامة و الخاصة، وهذا يشمل بالطبع المؤسسات الفندقية والتي تصمم مبانيها ومرافقها لتوفير أكبر قدر ممكن من المساحة لاستضافة المؤتمرات والاجتماعات والمعارض.

ورأى بوخمسين أن الكويت مقبلة على سوق عمل محدود في وقت يحاول القطاع الخاص أن يلبي حاجات السوق الا ان القطاع العام لايزال مهيمنا على القطاع الخدماتي معتبرا ان الفتاة الكويتية تسهم نسبيا أكثر من الشاب في مجال المشروعات الصغيرة "ويتمثل دورنا في أن نقدم للشباب التسهيلات كافة لدعم إبداعاتهم خصوصا أن بعضهم يثبت يوما بعد يوم كفاءته في مجال الشركات في بعض البلدان الأوروبية".