«داعش» يباغت دير الزور... و«الجبهة» تتوعد عناصره «الفاشيين»

نشر في 28-03-2014 | 00:01
آخر تحديث 28-03-2014 | 00:01
No Image Caption
مقتل رئيس المجلس العسكري في القلمون... والكرد يعلنون النفير العام تحسباً لهجوم وشيك من «الدولة»
استغل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) اشتعال المواجهة بين قوات النظام السوري وكتائب المعارضة في محافظة اللاذقية مركز ثقل الرئيس بشار الأسد، ونفذ عملية واسعة في محافظة دير الزور تمكن خلالها من استعادة عدة بلدات استراتيجية، في حين حملت الجبهة الإسلامية بقوة على هذا التنظيم، متهمة عناصره «الفاشيين» بعرقلة الجهاد في سورية.

مع احتدام المعارك الدائرة في محافظة اللاذقية مركز ثقل النظام السوري حيث احتفظ مقاتلو المعارضة بمواقعهم النافذة على البحر، سيطر مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام على ثلاث بلدات استراتيجية في محافظة دير الزور، في حين اتهمت الجبهة الإسلامية هذا التنظيم المعروف باسم «داعش» بعرقلة الجهاد ضد الرئيس بشار الأسد.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، في بيان أمس، «سيطر مقاتلو الدولة الاسلامية في العراق والشام ليل أمس الأربعاء على بلدة البصيرة الاستراتيجية التي يوجد فيها جبل يطل على عدة مناطق والبلدة القريبة من حقول النفط ومدينة الميادين وبلدة الشحيل أحد أهم معاقل جبهة النصرة وذلك بعد 45 يوماً من انسحابها من البلدة».

وأكد المرصد سيطرة «داعش» ليل أمس الأول على بلدتي عكيدات وأبريهة في دير الزور، موضحاً أن هذا التحرك جاء بعدما شهدت بلدة البصيرة، «اشتباكات عنيفة بين مسلحين من عشيرة عربية ومقاتلي جبهة النصرة إثر محاولة لاعتقال مقاتل سابق في داعش رفض تسليم نفسه للنصرة. وتبع ذلك إطلاق نار متبادل بين الطرفين وتوسعت الاشتباكات لتشمل مسلحين من العشيرة». وتسببت المعارك في مقتل سبعة مقاتلين من «النصرة»، «بينهم أمير في الجبهة».

القلمون

إلى ذلك، قتل رئيس المجلس العسكري للجيش الحر في منطقة القلمون بريف دمشق أحمد نواف درة ومساعده المنشق بلال خريوش القائد العسكري للواء سيف الحق، مع 4 مقاتلين آخرين في قصف جوي بالبراميل المتفجرة على قرية فليطة ترافق مع اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية وحزب الله اللبناني في محيط البلدة.

ونشرت صفحة «لواء سيف الحق» الذي يرأسه درة على موقع «فيسبوك» مساء أمس الأول صوراً لدرة وهو رائد منشق عن الجيش السوري مع الخبر التالي «يزف لكم لواء سيف الحق قائده الرائد أحمد نواف درة شهيداً للوطن والحرية مقبلاً غير مدبر على جبهات العزة والكبرياء في القلمون في قرية فليطة بعد ساعات من إصابة بليغة».

ووصفت الصفحة درة بأنه «من أيقونات الثورة الرائعة في القلمون»، وقد «بقي غائباً عن الاعلام بكل أعماله طوال مسيرته الثورية ومتشبثاً بأرض القلمون حتى آخر لحظة من حياته».

وانشق درة وخريوش عن الجيش السوري في 28 فبراير 2012. وشكلا معا «لواء سيف الحق» الذي يعتبر من الالوية الاولى التي تشكلت ضمن الجيش الحر، وهو موجود خصوصاً في القلمون.

وأشار المرصد كذلك الى مقتل عدد من عناصر القوات النظامية والمسلحين الموالين لها في الاشتباكات. وقال إن القصف الجوي استهدف مستوصف فليطة.

نفير الكرد

وفي محافظة حلب، دارت اشتباكات عنيفة بين عناصر «داعش» ومقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي في محيط قرية أشمة بمحيط مدينة عين العرب (كوباني)، ترافق مع قصف عناصر «داعش» قرية زور مغار غربي مدينة عين العرب بالأسلحة الثقيلة.

وتشهد مدينة عين العرب (كوباني) حالة نفير عام، وحمل السلاح فيها كل قادر على حمله، تحسباً لهجوم وشيك من قبل الدولة الإسلامية على المدينة التي تقطنها غالبية كردية. وكان «داعش» قد أعدم في الـ11 من شهر مارس الجاري 25 مواطناً بينهم طفلان و14 مقاتلا من الكتائب المقاتلة في منطقة الشيوخ بريف جرابلس بمحافظة حلب.

مواجهة «الجبهة»

 واتهم «المجلس الشرعي» لكتائب الجبهة الإسلامية «داعش»، بـ»إعاقة» الجهاد ضد نظام بشار الأسد، ووصفهم بـ»الخوارج والفاشيون».

وقال هذا المجلس، في بيان نشر في منتديات جهادية ليل الأربعاء - الخميس «نحن نرى ان المصلحة الشرعية تعين علينا قتال من يقاتل المجاهدين من هؤلاء الخوارج (في إشارة لداعش)، الذين يعيثون في الأراضي المحررة فساداً وإفساداً، ويعوقون الجهاد ضد بشار ويضيعون ثمار الجهاد المبارك في الشام»، مشيراً إلى ان «المظالم التي ارتكبها التنظيم طالت عموم المجموعات الجهادية، بدءاً بجبهة النصرة فأحرار الشام، فلواء التوحيد، فجيش المجاهدين.. إلخ، في مظالم عديدة تتعلق بالدماء والأموال والسلاح والمقرات».

واضاف البيان أن «هذه المظالم ظلت فاشية، لا تزداد مع مرور الأيام إلا اتساعاً، فلا انقشع قديم الظلم ولا توقف جديده، بل بقي الظلم وتمدد، وقد تجاهل إخواننا في جماعة الدولة أن اتخاذ الوسائل الشرعية التي تعين على إقامة شرع الله جل وعلا أمر واجب، لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب».

الخلافة

في المقابل، دعا القيادي البارز في تنظيم «قاعدة الجهاد في خراسان» أبو الهدى السوداني، زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي، إلى «إعادة الخلافة»، وهاجم جبهة النصرة دون أن يسميها، واصفاً عناصرها بـ«المرتدين».

وقال السوداني، في تسجيل صوتي نشر على موقع يوتيوب مساء أمس الأول، «نحن نطالب أمير المؤمنين (زعيم داعش أبو بكر البغدادي) أن يعلن الآن الخلافة كي تأخذ له البيعة من كل الدنيا»، مضيفاً: «أقول لشيخي وحبيبي وقرة عيني وأملي بعد الله سبحانه (البغدادي) في إقامة شرع الله وإعادة الخلافة على هدي النبوة».

وتابع السوداني: «نريد دولة تحكم بكتاب الله تعيد مجد الأوائل وترص الصفوف لتطهير المسجد الأقصى الشريف وأرض الجزيرة (العربية) والحرمين الشريفين». وأردف: «نريد دولة تزلزل الأرض تحت الطواغيت أينما كانوا وكيفما كانوا، ابتدأ بطواغيت اللحى فهم أحط من مشى على وجه الأرض».

وقال موجهاً كلامه للبغدادي، «عليكم بهؤلاء المرتدين، عليكم بهم وعليكم بهم، طهروا الأرض منهم لأنهم عقبة في طريق الجهاد»، مبيناً «إنهم (جبهة النصرة) العدو فاحذرهم، قاتلهم الله، هم العدو، هم العدو، هم جمعوا من كل السيئات بين الردة وبين النفاق وبين العمالة».

(دمشق - أ ف ب، رويترز،

يو بي آي، د ب أ)

back to top