اعتبرت صاحبة غاليري تلال سلوى القاضي أنها لم توصد باب التشكيل عقب قرار إغلاق قاعة تلال، مؤكدة أنها ستعود يوماً إلى ممارسة هذا العمل الفني بشكل أعمق.

Ad

جاء ذلك خلال افتتاح المعرض الأخير لغاليري تلال في منطقة الشويخ الصناعية، وحضره عدد كبير من الفنانين الذين استضافت الغاليري أنشطتهم الفنية خلال الفترة السابقة.

ضمن هذا الإطار، قالت القاضي إن «قرار إغلاق غاليري تلال ليس لأسباب مالية، فالمسألة لم تكن عجزاً مادياً على الإطلاق، إذ إن هذه الأمور لا تشغل تفكيري، لاسيما أن الهدف من افتتاح الغاليري ليس ربحياً، بل لأني متذوقة جيدة للفنون البصرية، كما أود التأكيد أن ما أنفقه على الغاليري كان من إيراداته خلال الفترة السابقة».

 وأوضحت أن «القرار اتخذته لأسباب تتعلق بعدم اقبال الجمهور على الثقافة البصرية، فعلى مدى الأعوام الماضية لم أشعر بتنامي عدد مرتادي القاعة من غير الفنانين، رغم الموقع الذي يتوسط محلات التسوق المزدحمة»، مضيفة «كنت أشعر بأن الألم يعتصرني حينما أشاهد الأعمال الفنية والمنحوتات مستقرة أو متكئة على الجدران بينما لا أحد يأتي لمشاهدتها».

وتابعت: «ربما هذا المنظر لم يكن وليد المصادفة، فمسألة تثقيف الذائقة البصرية لاسيما أن المهمة توكل إلى مؤسسات كبرى وحكومية ضخمة وتعمل على رفع سوية الذائقة وتأصيل القيم الجمالية في المجتمع، ليكون الرسم ليس مجرد عمل للتسلية، بل هو تأصيل لهذا الفن العريق المتداخل في تفاصيل حياتنا اليومية، لأن الفنون البصرية تنمو مع نمو الإنسان وثقافة وحضارة وتاريخ للأوطان والأفراد».

وأشارت إلى أنها لن تترك هذا المجال بشكل نهائي، بل ستعود يوماً إلى ممارسة الفن من خلال شكل جديد وبطريقة أخرى، وأردفت «ربما ليس في هذا المكان، لكن لدي اليقين أني عائدة بفكرة أشمل وأعمق، إذ لن تقتصر على العرض، بل على تأسيس الناشئة، وإن شاء الله سيتحقق هذا الحلم».

وذكرت «حينما ولجت هذا المجال التشكيلي واستقطبت الفنانين اكتسبت خبرة كبيرة، رغم أنني مجرد هاوية، ولن تكون مجرد خبرات ومخزون معرفي فحسب، بل سأحاول الاستفادة منه في الفترة المقبلة».

واختتمت القاضي بقولها «فضّلت تنظيم هذه الفعالية الاحتفالية بمناسبة ختام أنشطة غاليري تلال وإغلاق أبوابه، لنحتفل بمسيرة قصيرة طولها 50 معرضا فنيا وعشرات الأمسيات الموسيقية والثقافية»، معربة عن أملها أن «نكون قد تركنا بصمة إيجابية وذكرى طيبة في راسخة الأذهان، وبهذه المناسبة يتقدم غاليري تلال بالشكر والامتنان لكل من ساهم في وجود هذا الصرح».