المدفع العربي... للإفطار فقط!
الحالة العربية الراهنة وخاصة موقفها من أحداث غزة لا تعبّر عن الخزي والعار فقط، فهذه مرحلة انتهت منذ فترة طويلة، بل تؤكد الشراكة المباشرة لبعض الأنظمة العربية وبعض التيارات الدينية في استمرار هذه الجريمة المنظمة، ولا نحتاج إلى تسريبات سنودن لنؤكد أن "داعش" من بين أكبر القوى التي ابتدعتها أميركا وبريطانيا وإسرائيل بالاتفاق مع مجموعة من الحكومات العربية.
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
فتاوى المشايخ التقليديين والجدد استباح الكثير منها كل الدماء البشرية، وفي مقدمتها دم المسلم من المحيط إلى الخليج، واستباح دماء المسيحيين العرب فقط، لكنها لا ترى أي نوع من أنواع الجهاد في فلسطين، ليس فقط في البعد الديني أو الشرعي إنما حتى من المنظور السياسي والأخلاقي، فسلاح "داعش" وفتاوى "القاعدة" وجهاد "النصرة" احتوتها الشريعة الدينية في الدول الإسلامية لا غير، والأحاديث والروايات كأنها خصصت للدول العربية وإعلان الخلافة الإسلامية في الشام والعراق دون أن يكون هناك أي حديث عن نصرة الملهوف والمظلوم الفلسطيني، ومن ثم تشريده في أرضه على يد بني إسرائيل وجرائمهم التي سطرها القرآن الكريم في مئات الآيات المباركة، ومع مليارات الدولارات وأطنان الأسلحة وعشرات الآلاف من "المجاهدين" يكون الانتصار للشعب الفلسطيني بأطفاله وشيوخه ونسائه بركعتي صلاة!الحالة العربية الراهنة وخاصة موقفها من أحداث غزة لا تدعو للأسف ولا تعبّر عن الخزي والعار فقط، فهذه مرحلة انتهت منذ فترة طويلة، بل تؤكد الشراكة المباشرة لبعض الأنظمة العربية وبعض التيارات الدينية في استمرار هذه الجريمة المنظمة، ولا نحتاج إلى تسريبات إدوارد سنودن من وكالة الأمن القومي الأميركي لنؤكد أن "داعش" من بين أكبر وأهم القوى التي ابتدعتها الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل بالاتفاق مع مجموعة من الحكومات العربية للانحراف بالمشهد السياسي في العالم العربي، والانحراف بالفكر الإسلامي والعقائدي برمته!التداعيات على أرض الواقع والممارسات الفعلية لهذه الجماعات المبتدعة الجديدة نجحت إلى حد كبير في تحويل الأنظار حتى اللقاءات والمؤتمرات السياسية عن القضية الفلسطينية لتنفرد إسرائيل بأهل غزة، وحتى تبارك إسرائيل فتاوى حلفائها الجدد من الناحية الشرعية نجدها تباشر إطلاق صواريخها على بيوت غزة مباشرة بعد أن تطلق المدافع العربية إيذاناً بوقت الإفطار في شهر رمضان!