الفلبين تدفن قتلى الإعصار والناجون يستغيثون
الأسطول الأميركي يبدأ بإنقاذ العالقين... وانتقادات لبطء المساعدات
بينما يأمل الناجون من إعصار «هايان» الحصول على مساعدة بعد وصول الأسطول الأميركي، دفنت الفلبين أمس جثث عدد كبير من الضحايا في حفر جماعية، في عملية أثارت الحزن، لكنها أساسية لمعالجة مدينة دمرت بشكل شبه كامل. ودفنت جثث عشرات من ضحايا الاعصار في مقبرتين جماعيتين خارج تاكلوبان، إحداهما للجثث التي تم التعرف إليها والأخرى لتلك التي لم يتم التعرف الى أصحابها، والتي تم رفع البصمات عنها في محاولة للاستفادة منها في وقت لاحق.
وتم أمس الأول إرجاء محاولة لإجراء دفن جماعي، بعد أن اضطر موكب الى ان يعود أدراجه بسبب اطلاق نار في المنطقة التي شهدت ازديادا في عمليات النهب وأعمال عنف أخرى. وتقدر البلدية عدد الجثث التي سحبتها بنحو 2000 في حين لا يزال تحديد الحصيلة النهائية لضحايا الاعصار عملية صعبة، مع حديث الامم المتحدة عن مقتل 10 آلاف في مدينة تاكلوبان، وتأكيد الرئيس الفلبيني بينينيو أكينو سقوط «2000 إلى 2500 قتيل». ورست حاملة الطائرات جورج واشنطن ببحارتها البالغ عددهم حوالي سبعة آلاف، وسبع سفن أخرى قبالة الجزر الأكثر تضرراً حاملة معها معدات طبية ومواد تموينية ينتظرها الناجون الجائعون من الاعصار بفارغ الصبر. وتمكن الأسطول، الذي يضم 12 مروحية، من تسليم مياه ومواد غذائية الى مطار تاكلوبان إحدى المدن الأكثر تضرراً بالإعصار، بعد أسبوع على مروره. وتصل المساعدات الى المدينة ببطء شديد. ووصفت منسقة شؤون الإغاثة في الأمم المتحدة فاليري آموس الوضع بأنه «مفجع»، وذلك غداة عودتها من تاكلوبان، مبينة أن «الناس بحاجة ماسة إلى المساعدة، وباتوا يقولون إنها تأخذ وقتاً طويلا للوصول». وبعد ستة ايام من مرور احد اكبر الأعاصير في تاريخ الأرض مصحوبا برياح بلغت سرعتها اكثر من 300 كلم في الساعة وأمواج بارتفاع 5 أمتار تتزايد الانتقادات بشأن البطء في ايصال المساعدات الى المناطق المنكوبة التي يتخبط الناجون فيها بين الغضب واليأس. ويتهافت الآلاف من سكان تاكلوبان المحرومين من المياه والمواد الغذائية يومياً الى مطار تاكلوبان المدمر، آملين الحصول على مقاعد في الرحلات الجوية النادرة المغادرة منه. (مانيلا، تاكلوبان- أ ف ب، رويترز، د ب أ)