سينما 2013 هزيلة و{أمل» بالأفلام المستقلة

نشر في 20-12-2013 | 00:01
آخر تحديث 20-12-2013 | 00:01
سجلت سنة 2013 سابقة في تاريخ السينما المصرية، ذلك أنها كانت أقل السنوات إنتاجاً للأفلام من ناحية المستوى شكلاً ومضموناً، وكان آخرها «بعد الطوفان»، ما رجح كفة السينما المستقلة التي يعتبرها النقاد «الأمل» لنهوض السينما من كبوتها.
ترى الناقدة خيرية البشلاوي أن السينما المصرية تراجعت بشدة، مع الاستمرار بتقديم «سينما الحواشي»، كما سمتها، المليئة «بالتوابل والبهارات»، كونها لا تحتوي على قيمة فكرية أو فنية، بل تعتمد على الرقص والإثارة والأغاني المبتذلة والبلطجة لجذب المشاهدين، مثل أفلام السبكي وغيرها.

تعزو السبب إلى تراجع الدولة عن دعم السينما، موضحة أن جهاز السينما عندما فكر في الإنتاج شارك في فيلم «%8» بطولة أوكا وأورتيغا مسايرة للموجة السائدة.

حصاد هزيل

يرى الناقد السينمائي وليد سيف أن الحصاد السينمائي لهذه السنة كان هزيلا، وهو أمر متوقع نتيجة الظروف الاقتصادية السيئة التي تمر بها مصر، وتراجع المنتجين عن الإنتاج خوفاً من الخسارة، في ظل عدم الاستقرار السياسي وفرض حظر التجوال والتظاهرات والاعتصامات، وغيرها من أمور غير مؤاتية لتقديم أفلام سينمائية.

يضيف أن السينما المستقلة أكدت في 2013 أنها الأمل لخروج السينما المصرية من أزمتها، ذلك أن الأعمال الجيدة التي ظهرت تنتمي إلى السينما المستقلة أو صنعها مخرجون جدد، في حين سجلت السينما التقليدية ضعفاً وغاب عنها نجوم الصف الأول على غرار: عادل إمام ونور الشريف ومحمود عبد العزيز ويسرا، والنجوم الشباب أمثال أحمد حلمي وأحمد السقا وكريم عبد العزيز، بسبب اتجاه هؤلاء إلى التلفزيون، وكذلك مخرجي السينما، وهي ظاهرة خطيرة، برأي سيف، باعتبار أن صناعة السينما هي الأساس في حضارة أي بلد.

وحول ظاهرة أفلام السبكي التي هاجمها البعض بشدة، يؤكد سيف أن هذه النوعية من الأفلام التجارية موجودة في العالم، إنما تكمن الأزمة في مصر في عدم وجود أنواع أخرى، «يقدم السبكي النوع الذي يحبه، وعلينا مطالبة الدولة بدعم السينما لتقديم أنواع أخرى، ذلك أن الإنتاج الفردي لن يحل مشاكل السينما في مصر، بوجود دولة تقف عائقاً ضد صناعة السينما من خلال الضرائب والجمارك التي تفرضها، من بينها ضريبة الملاهي على الإنتاج، أي أنها تتعامل معه مثلما تتعامل مع كازينوهات الرقص.

يؤكد أن السينما في مصر لن تنهض إلا بتدخل الدولة لدعم هذه الصناعة من خلال سن قوانين تصب في خدمتها، مثل رفع الضرائب والجمارك عن الآلات السينمائية، تسهيل التصوير في الأماكن التابعة للدولة، الأخذ برأي اللجان التي تتشكل منذ سنوات طويلة، لكنها لا تؤدي إلى نتيجة، ذلك أنها تقدم حلولاً وتوصيات توضع في الأدراج، ولا يؤخذ بها، مشيراً إلى أنه قدم إلى المجلس الأعلى منذ فترة توصيات تتضمن حلولا جذرية لمشاكل السينما إلا أنه لم يعمل بها.

رغم ضعف مستوى السينما، فإن وليد سيف يلاحظ بروز وجوه مبشرة خلال 2013، سواء على مستوى الإخراج مثل ماغي مرجان مخرجة فيلم «عشم» الذي يعتبره أفضل أفلام 2013، أو التمثيل مثل نجلاء يونس التي أدت دور عاملة مصنع ببراعة في فيلم «عشم».

 كذلك يلاحظ أن» 2013 شهدت عودة المهرجان القومي ومهرجان الإسماعيلية للسينما التسجيلة، وأقيم مهرجانا الإسكندرية والأقصر للسينما الإفريقية، ما يبشر بعودة الفعاليات السينمائية، في حين كان قرار إلغاء مهرجان القاهرة غير موفق، لأنه أهم مهرجان سينمائي في مصر وكان لا بد من إقامته تحدياً للظروف».

السبكي البطل

يؤكد المنتج محمد العدل، أن السبكي كان بطل 2013 سينمائياً من دون منازع، فرغم رأيه السلبي بنوعية الأفلام التي يقدمها السبكي، فإنه يرى أن لولا وجوده لتوقفت هذه الصناعة تماماً، وغزت الأفلام الأميركية دور العرض السينمائية وسيطرت عليها، ما يهدد صناعة السينما بالتوقف سنوات طويلة.

  يضيف أن السينما المستقلة قادرة على إخراج السينما المصرية من أزمتها، من بينها: «هرج ومرج» للمخرجة نادين خان، و{عشم» للمخرجة ماغي مرجان.

بدوره يعتبر الناقد فوزي سليمان، أن 2013 كانت خالية تقريباً من السينما، لافتاً إلى أن «هذا الأمر عادي في ظل المرحلة غير المستقرة التي تعيشها مصر بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو، إذ تعقب الثورات مرحلة من الضعف السينمائي والفني عموماً»، إلا أنه يثق بأن السينما المصرية ستتجاوز هذه الأزمة بسرعة.

أما معالي زايد فتشير إلى أن الانحدار الأخلاقي والانفلات الاجتماعي والبطلجة المنتشرة بين الناس، كلها أمور انعكست على السينما التي تعبر عن المجتمع، وعندما تتغير الأوضاع سيرفض المجتمع السينما الحالية، مؤكدة أن عودة السينما الجميلة مرتبطة برجوع المجتمع إلى قيمه وأخلاقه، وأن إقبال الجمهور على هذه الأفلام لا يعني أنه يحبها أو مبهور بها أو أنها جيدة، ولكن السينما بمثابة «متنزه» للمصريين في ظل غياب المسرح.

back to top