شارات مسلسلات رمضان... بين الصوفية والتشويق والتقليدية

إذا كانت إليسا تغني شارة «لو» (بطولة عابد فهد، ونادين نجيم)، وأحمد جمال شارة «أمراض نسا» لمصطفى شعبان، فإن القيمين على مسلسل «السبع وصايا» استعانوا بالغناء الصوفي والموشحات للمرة الأولى في شارات المسلسلات.

رغم أن متابعين كثراً لم يفهموا معنى الكلمات، فإن الشارة حققت نسبة مشاهدة مرتفعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبحت محور حديث النشطاء عليها. حتى إن بعض الأبطال نشر تفسيراً لكلماته المختارة من مجموعة قصائد للإمام محيي الدين بن عربي، أحد أشهر المتصوفين، والألحان للموسيقار هشام نزيه، فخرجت الشارة مزيجاً بين موسيقى الروك والصوفية.

تستعرض الشارة القصة بطريقة مختلفة؛ إذ يظهر الأب وهو ينظر إلى أبنائه، ومن ثم يتفرق كل واحد منهم بعيداً عن الآخر، ثم يستعرض وضع هؤلاء الأشقاء بمفردهم، والأشخاص الذين هم على علاقة بهم.

ليست الشارة بعيدةً عن القصة، إنما هي ملائمة لها؛ إذ تدور الأحداث حول سبعة أشقاء يتفقون على قتل والدهم المريض للفوز بثروته التي تقدر بـ28 مليون جنيه،  لكن تختفي جثته، وتُتّهم الابنة الكبرى بقتل والدها، بينما يفرّ بقية الأشقاء في المحافظات، ويكون عليهم تنفيذ السبع وصايا للحصول على إرثهم. ويتخلل هذه الأحداث بعض الأشعار الصوفية.

المسلسل من تأليف محمد أمين راضي، إخراج خالد مرعي، بطولة: رانيا يوسف، هنا شيحة، هيثم أحمد زكي، محمد شاهين، صبري فواز، ناهد السباعي، وآيتن عامر...

أفكار خاصة

صممت شارة {كلام على ورق} (بصوت لؤي) بطريقة مميزة، من خلال رقصة فتاة من خلف ستار، لا تظهر ملامحها للمشاهد، لكن يتبين له صراع أشخاص كثر عليها، وهي نفسها فكرة المسلسل الذي يدور حول صراع رجال للفوز بقلب فتاة (هيفاء وهبي)، يقتل خلاله أحدهم، فتحوم الشبهات حول باقي الأفراد.

المسلسل من تأليف ورشة عمل أشرف عليها المؤلف أحمد شوقي، إخراج محمد سامي، بطولة: ماجد المصري، أحمد زاهر، روجينا، أحمد السعدني، حسين الإمام.

أما في شارة {السيدة الأولى} (بصوت أصالة نصري)، فاستعان فريق العمل بالمخرج هادي الباجوري لتنفيذه، وصوّره داخل أحد القصور، تتجول خلاله غادة عبد الرازق، بطلة العمل، وتتوزع نظراتها بين القوة واستشراف المستقبل الذي ينتظرها عندما تصبح رئيسة للجمهورية، وبين الضعف حينما تتابع ماضيها من خلال مجموعة من الصور الفوتوغرافية، وسيرها على الزجاج المحطم باعتباره ماضيها أيضاً، ما يعكس فكرة العمل الذي تدور أحداثه في فترة زمنية غير محددة من تاريخ مصر، وتتولى فيها البطلة (غادة عبدالرازق) الرئاسة بعد مرض زوجها.

{السيدة الأولى} من تأليف ياسر عبد المجيد وعمرو الشامي، إخراج محمد بكير، بطولة: ممدوح عبد العليم، باسل خياط، أنوشكا، وعبير صبري.

على أصوات غناء النساء في الشوارع جاءت مقدمة شارة {سجن النسا} المصحوبة بموسيقى تامر كروان، صممت الصورة بالغرافيك على هيئة حائط، تكسرت جدرانه، لتظهر كل شخصية، ويتضمن مشاهد للسجينات لإبراز ما يحدث داخل السجن.

المسلسل مأخوذ عن قصة فتحية العسال، سيناريو وحوار مريم نعوم، إخراج كاملة أبو ذكري، بطولة: نيللي كريم، درة التونسية، وروبي.

أجواء تشويقية

تباينت شارات المسلسلات التشويقية بين تقديم مشاهد ضمنها، وبين الاكتفاء بصور الأبطال، لتستمر الأجواء التشويقية لدى المتفرج.

تنتمي شارة {المرافعة} إلى هذه النوعية؛ إذ تظهر مشاهده ضمن شريط فيلم، وهو من بطولة: باسم ياخور، ودوللي شاهين، كذلك شارة {عد تنازلي} إذ تقدم فيه مشاهد يظهر فيها عمرو يوسف بعدما أصبح إرهابياً مدرباً على استخدام السلاح، ومحاولات طارق لطفي القبض عليه، ودموع كنده علوش وصراعها بينهما، وأيضاً بعض مشاهد لتفجيرات يقوم بها عمرو يوسف، وهي أحداث العمل نفسه الذي يدور حول زوجين يعيشان حياة هادئة، لكن تقع حادثة معينة تحوّل يوسف إلى إرهابي، وتسعى الجهات الأمنية إلى القبض عليه. المسلسل من تأليف تامر إبراهيم، وإخراج حسين المنباوي.

أما شارة {الصياد} فتكتفي بصور الأبطال المشاركين في المسلسل، ومشاهد قليلة لدماء وضرب وفقاً للعنصر التشويقي، تقدّم بطريقة لا تفسر قصته، التي تدور حول قاتل محترف يذبح ضباط الشرطة بطريقة خاصة به، ويضع على جسمهم بصمة تحمل اسم hunter أو الصياد، وخلال بحث أحد الضباط عن هذا القاتل، يفقد بصره، وزوجته وابنته بعدما يقتلهم {الصياد}.

المسلسل من تأليف عمرو سمير عاطف، إخراج أحمد مدحت، بطولة: يوسف الشريف، أحمد صفوت، دينا فؤاد، ومي سليم.

في المقابل، ثمة شارات تقليدية لا تحمل أي جديد في فكرتها، على غرار {دلع بنات} بطولة مي عز الدين، وكندة علوش، ودكتور {أمراض نسا} بطولة: مصطفى شعبان، صابرين، حورية فرغلي، صفاء سلطان، إيمان العاصي.

إيقاع مختلف

يقول الناقد محمود قاسم إنه يتم الاستعانة بمخرج خاص، في أغلب الأحيان، لتصميم  هذه الشارات، فيقدم فيها إيقاعاً خاصاً مختلفاً عن إيقاع المسلسل، ويزداد فيه عنصر التشويق، مع الابتكار، واستخدام أفكار جديدة، والاستعانة بأبطال الأعمال الدرامية لتنفيذها، مثلما حدث في {السيدة الأولى}، و{السبع وصايا}، بأسلوب يجذب انتباه المشاهد للعمل مهما كان مستواه الفني.

يضيف: {منذ {رأفت الهجان}، و{ليالي الحلمية}، و{الشهد والدموع} اعتدنا أن تكون أغاني المسلسلات أجمل من المسلسلات نفسها، ونظل نسمعها مهما مرت السنوات، من بينها أغاني محمد الحلو، وموسيقى الراحل عمار الشريعي}.

يتابع: {إن لم يتبع صناع مسلسلات رمضان هذا العام هذه الأساليب الجديدة والمبتكرة لأعمالهم، فلن تعلق في الأذهان، وسيفقدها المشاهد وسط الزخم الدرامي، أو سيملّ مع اعتياد متابعته لها يومياً طيلة الشهر الكريم، خصوصاً أن الشارات المختلفة التي استخدمت في أغلب الأعمال جاءت معبرة عن أفكارها}.