كثف الجيش العراقي قصفه لمدينة الفلوجة أمس، استعداداً لهجوم بري لاستعادة السيطرة على المدينة التي يسيطر عليها مسلحون من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) منذ شهر.

Ad

وقال مسؤول أمني كبير: إنه "صدرت الأوامر ببدء قصف المدينة بالمدفعية والطائرات لاكتشاف القدرات المحتملة للمسلحين داخل الفلوجة ومحاولة العثور على فجوة للنفاذ الى المدينة"، مضيفا: "تتمركز قوات ومقاتلون عشائريون في مواقعهم على مسافة 15 دقيقة فقط خارج الفلوجة".

وأكد المسؤول طالبا عدم ذكر اسمه أن "المسلحين زرعوا قنابل في الطرق الرئيسة المؤدية للمدينة، وأن الجيش سيستخدم طرقا بديلة للدخول"، قائلاً "أنهينا كل استعداداتنا وننتظر الكلمة النهائية التي يجب أن تأتي من رئيس الحكومة نوري المالكي نفسه".

إلى ذلك، قتل 16 شخصا وأصيب أكثر من 40 بجروح أمس، في خمس هجمات متفرقة في بغداد بينها تفجير انتحاري بسيارة مفخخة.

سياسياً، دعا ائتلاف "متحدون" الذي يرأسه رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي، القادة السياسين في البلاد الى معالجة أزمة الأنبار "المتفجرة" على وجه السرعة، معلناً عدم العودة إلى اجتماعات البرلمان قبل تحقيق ذلك.

وقال المتحدث باسم الائتلاف النائب ظافر العاني، "نحمِّل كل القيادات السياسية الوطنية مسؤولية ما يتعرض له وطننا وشعبنا من أذى مباشر، وهم يرون كل هذا التعنت ولا يتحركون على نحو يتناسب وحجم الفاجعة الحالية أو المتوقعة، فإننا ندعوهم لتفادي مخاطر كارثية محتملة من خلال تحرك جماعي مسؤول وعقد اجتماع عاجل لمختلف قيادات البلد لمعالجة الوضع الأمني المتدهور في الأنبار".

ورأى العاني أن "الحل العسكري لم ينتج عنه إلا نزيف مستمر من دماء العراقيين سواء من أبناء الجيش العراقي وقواه الأمنية أو من المواطنين الأبرياء، وهي كلها دماء عزيزة علينا، فضلاً عن نزوح إجباري لأكثر من ربع مليون مواطن وسط ظروف إنسانية قاهرة وبالغة السوء من دون إغاثة حكومية تتناسب وحجم معاناتهم الإنسانية"، معتبرا أن "الحملة العسكرية على الإرهاب غطاء عريض لاستمرار القمع والظلم واستلاب الحقوق"، وحذر من مغبة التصعيد العسكري وافتعال المواجهة وخيار اقتحام المدن من دون بذل جهود واضحة على صعيد الحل السياسي.

وأكدت وزارة الدفاع في بيان لها أن "القوات العراقية بالتعاون مع الشرطة وأبناء العشائر استطاعت قتل 57 مسلحا من عناصر (داعش)، بينهم عدد من القناصين"، مضيفة أن القوات دمرت كذلك عجلتين محملتين برشاشات أحادية ومفرزة هاون وقتلت أفرادها.

وأشارت إلى "تواصل قواتنا إزالة العبوات الناسفة التي زرعها الإرهابيون في المدينة"، لافتة إلى أنه تم قتل أربعة قناصين من "داعش"، وإصابة سبعة جنود بجروح خلال الاشتباكات التي وقعت مساء أمس الأول، وصباح أمس.

(بغداد ـ يو بي أي، رويترز)