من يشتري الأشعار في هذا الزمان؟ ليس سؤالاً ساخراً بل سؤال ينم عن ندرة مبجلة وعظمة وسمو لا تجعل من الشعر مشرداً فقيراً أو كماً مهملاً مكدساً في الطرقات لا قيمة له... هذا جوهر ما يشغل أبطال رواية «دكان الأشعار»، باكورة إنتاج مشترك للشاعر عمرو عفيفي والأديبة أمل الأصيل الصادرة أخيراً عن دار الأصيل للنشر.

Ad

يحمل الكتاب تجربة موحية ومغرية، فهو ثمرة تفاعل وجداني في الفضاء الافتراضي بين الشعر والسرد النثري. التقى الشاعر والكاتبة على موقع الـ{فيسبوك» وامتزجت فكرة الكتاب في ذهنيهما، فكتبت هي جزءاً نثرياً تارة وشعرياً طوراً، وتبادل معها الشاعر الأساليب الأدبية  حتى أتما الكتاب.

يدور «دكان الأشعار» حول فكرة افتراضية أيضاً هي أن بائعاً ينشغل بهموم الناس والوطن ويفتتح دكاناً يبيع فيه الأشعار، ويرصد الكتاب من خلال مؤلفيه التغيرات والهموم التي طرأت على المجتمع وجعلته في فترة مقبلاً ومحباً ومتذوقاً للشعر والأدب، وفي فترة أخرى ينصرف عنه ويجافيه، ما جعل صاحب الدكان يهجر الأشعار ويكاد يغلق دكانه يأساً وإحباطاً. إلا أن الانتصار في النهاية يكون لافتتاح دكان الأشعار وهي الفكرة التي أعجبت بطلا الرواية عمر وحرف فقررا افتتاح فروع أخرى للدكان في أنحاء عدة من العالم.

يحتوى الدكان، على نماذج شعرية تصف أحوال المجتمع وطبقاته الاجتماعية وشخصياته المختلفة، كذلك أحداثه المتشابهة. يوجد في الدكان كتاب آخر اسمه «كتاب النور» يجمع أجمل القصص التي مرت بالدكان وأكثرها قيمة وتأثيراً مثل قصة «مفتاح الحرامي».

يحمل الكتاب أسلوبين متمايزين لا يدور سجال بينهما ولكنهما متداخلان على طريقة المونتاج السينمائي، ويكرس دكان الأشعار لما يسمى بثقافة الفضاء الافتراضي ويوجه الانتباه إلى ضرورة دراسة تأثير مواقع التواصل الاجتماعي،  خصوصاً الـ{فيسبوك} على الإبداع والإنتاج الثقافي والإعلام التقليدي، وتشكيل الوعي والقيم والمعايير التي تحكم السلوكيات في المجتمع.