حمص: خروج دفعة من المدنيين... والمساعدات تدخل اليوم

«داعش» ينتزع الشدادي من كتائب المعارضة... وانتحاري بريطاني نفذ «هجوم سجن حلب»

نشر في 08-02-2014
آخر تحديث 08-02-2014 | 00:01
No Image Caption
بعد أكثر من 600 يوم من الحصار الخانق، بدأ أمس خروج دفعة من المدنيين من أحياء حمص القديمة، في حين سيتلقى المدنيون الراغبون في البقاء مساعدة من الأمم المتحدة، وبالتزامن مع هذه الهدنة الإنسانية، أعلن النظام السوري أنه سيشارك في الجولة الثانية من «جنيف 2».
خرجت أمس دفعة أولى من المدنيين من الأحياء القديمة في مدينة حمص السورية المحاصرة منذ أكثر من عام ونصف العام، على أن تدخل المساعدات إلى هذه الأحياء اليوم، بموجب اتفاق بين نظام الرئيس السوري بشار الأسد والأمم المتحدة يتضمن وقفاً لإطلاق النار مدة ثلاثة أيام تنتهي الأحد.

وأفاد التلفزيون الرسمي السوري عن «إخراج 35 مدنياً من حمص القديمة أغلبهم أطفال ونساء وكبار السن» على متن حافلتين، مشيراً الى أن «هؤلاء كان يستخدمهم الإرهابيون (في إشارة الى مقاتلي المعارضة) دروعا بشرية».

وعرضت قنوات تلفزيونية موالية للنظام لقطات لخروج المدنيين على متن الحافلتين، وسط وجود أمني كبير لجنود سوريين وعناصر من «الهلال الأحمر» وأفراد من الأمم المتحدة.

وتأتي هذه العملية في إطار اتفاق أعلن عنه أمس الأول باشراف الامم المتحدة، لإخراج المدنيين الراغبين في ذلك وإدخال مساعدات إنسانية الى من يبقون في الداخل.

وأعلن محافظ حمص طلال البرازي صباح أمس أن «المدنيين بدأوا بالخروج على أن يتم إدخال المساعدات بدءاً من غد (اليوم)»، وأشار الى أنه «بحسب ما نقل الينا من الأمم المتحدة، فإن العدد المتوقع للذين سيخرجون هو 200 شخص أو أكثر بقليل».

وأوضح أن الأشخاص الذين سيسمح لهم بالخروج هم الأطفال دون الخامسة عشرة من العمر، والرجال الذين تجاوزوا الخامسة والخمسين، إضافة الى النساء. وتعد حمص، وهي ثالث كبرى المدن السورية، «عاصمة الثورة» ضد نظام الرئيس بشار الأسد. ويقول ناشطون إن قرابة ثلاثة آلاف شخص ما زالوا موجودين في أحيائها المحاصرة منذ يونيو 2012.

موسكو

وفي موسكو، أوضحت وزارة الخارجية الروسية أنه تم الاتفاق على وقف إطلاق النار مدة ثلاثة ايام حتى يتسنى إجلاء المدنيين من حمص وإدخال المساعدات الانسانية لمن يختارون البقاء بالمدينة، وأشارت الوزارة الى إن سفارة روسيا في دمشق «لعبت دورا حيويا» في التوصل الى هذا الاتفاق.

وقالت الوزارة إن الاتفاق سيحسن أجواء محادثات مؤتمر «جنيف 2» التي تبدأ يوم الاثنين ويضرب «مثلاً جيداً لحل المشاكل الانسانية الملحة الأخرى».

واعتبر نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أمس أن الاتفاق يلقي الضوء على سبب معارضة روسيا لأي محاولة غربية أو عربية لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بشأن المساعدات الانسانية في سورية، وأضاف: «يؤكد هذا أن المشاكل الانسانية التي يعانيها سكان سورية يمكن حلها من خلال خطوات ملموسة وليس عبر اعتماد مجلس الأمن الدولي لقرارات مسيسة».

المقداد والزعبي

سياسياً، أكد النظام السوري أمس أنه سيشارك في الجولة الثانية من «مؤتمر جنيف 2»، بعد أن ترك وزير الخارجية السوري وليد المعلم هذا الأمر معلقا لدى انتهاء الجولة الأولى قبل أيام، وأعلن نائب وزير الخارجية فيصل المقداد أنه «تقرر مشاركة وفد الجمهورية العربية السورية الى مؤتمر جنيف في الجولة الثانية من المباحثات الاثنين القادم»، وأضاف أن «الوفد الرسمي يؤكد على متابعة الجهود التي بذلها في الجولة الاولى من اعمال المؤتمر، بالتشديد على مناقشة بيان جنيف 1 بندا بندا وبالتسلسل الذي ورد في هذا البيان».

واعتبر المقداد أن «اعادة الامن والاستقرار الى ربوع سورية تحتم مناقشة وضع حد للارهاب والعنف كما ورد في بيان جنيف، وضرورة اتفاق الجانبين السوريين على ذلك صيانة لأرواح المواطنين السوريين ووقف سفك دمائهم من قبل المجموعات الارهابية المسلحة ومن يدعمها اقليميا ودوليا».

وينص هذا الاتفاق الذي تم التوصل اليه في يونيو 2012، على تشكيل حكومة من ممثلين عن النظام والمعارضة بصلاحيات كاملة تتولى المرحلة الانتقالية. كما ينص على «وقف فوري للعنف بكل اشكاله» وادخال المساعدات الانسانية واطلاق المعتقلين والحفاظ على مؤسسات الدولة.

وشكل البيان نقطة الخلاف الاساسية في المفاوضات بين وفد النظام ووفد الائتلاف باشراف الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي، حيث شدد الأول على أولوية «مكافحة الإرهاب»، في حين طالب الوفد المعارض بالبحث في «هيئة الحكم الانتقالية».

أما وزير الإعلام السوري عمران الزعبي فقد بدا أنه مشغول جدا بموضوع توسيع وفد الائتلاف المعارض، حيث اعتبر أمس أن توسيع وفد المعارضة الى «جنيف 2» «يساهم بالخروج بنتائج صحيحة».

«داعش» وسجن حلب  

ميدانياً، أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان أمس سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) على مدينة الشدادي جنوب الحسكة شمال شرقي سورية بعد اشتباكات عنيفة مع الكتائب المعارضة المناوئة للتنظيم في المنطقة.

وفي حين أشار المرصد الى أن الاشتباكات لا تزال مستمرة بين «جبهة النصرة» وحركة «أحرار الشام» الإسلامية من جهة والقوات النظامية من جهة أخرى في سجن حلب المركزي ومحيطه، ذكرت شبكة «سكاي نيوز» أمس أن وحدة أبحاث رائدة في المملكة المتحدة تعتقد أن مواطناً بريطانياً نفّذ الهجوم الانتحاري على سجن حلب المركزي.

وقالت «سكاي» إن «جهادياً بريطانياً يُقاتل في سورية أكد أن رجلاً يُدعى أبو سليمان البريطاني فجّر سيارة محملة بالمتفجرات في السجن المركزي بمدينة حلب» أمس الأول، وأعقب ذلك اشتباك مسلح، ساهم في تحرير ما يصل إلى 300 سجين.

(دمشق، موسكو - أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

back to top