عشية انتهاء الحملة الرسمية لإقناع 23 مليون ناخب بالمرشحين لأرفع منصب، أطلق الجزائريون المقيمون في الخارج أمس ماراثون الانتخابات الرئاسية في عملية تصويت تستمر خمسة أيام يعقبها تسلم المسجلين على اللوائح الداخلية الراية يوم الخميس لحسم أهم استحقاق لا يتوقع أن يسفر عن مفاجأة، إذ إن الرئيس المنتهية ولايته عبدالعزيز بوتفليقة يبدو الأوفر حظاً رغم متاعبه الصحية.

Ad

شرع الجزائريون في الخارج أمس في الإدلاء بأصواتهم في انتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها يوم الخميس المقبل، في عملية تستمر خمسة أيام وخصصت لها الجهات المسؤولة 398 مكتباً لاستقبال مليون وتسعة آلاف ناخب، منهم 815702 بفرنسا وحدها و11884 بالمغرب و2700 بمصر وغزة ورفح و666 بالأردن.

وفي الداخل، دعي 23 مليون ناخب الى الاختيار بين ستة مرشحين هم الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة المنتهية ولايته، وعلي بن فليس رئيس الوزراء الأسبق، وعبدالعزيز بلعيد رئيس حزب جبهة المستقبل، ولويزة حنون الأمينة العامة لحزب العمال اليساري، وموسى تواتي رئيس حزب الجبهة الوطنية الجزائرية، وفوزي رباعين رئيس حزب عهد 54.

ورغم مشكلات صحية منعته من الظهور طوال الحملة الانتخابية المقرر انتهاؤها اليوم، يبدو بوتفليقة البالغ من العمر 77 عاماً بينها 15 على رأس السلطة، المرشح الأوفر حظاً.

تشكيك في القيادة

وعلى الرغم من التصريحات المطمئنة لمدير حملته عبدالمالك سلال الذي أكد الخميس أن صحته "تتحسن يوما بعد يوم"، يشكك الكثيرون في قدرة بوتفليقة على قيادة البلاد خمس سنوات أخرى، حيث انه يخضع منذ إصابته بجلطة دماغية أدت الى نقله الى مستشفى في باريس قبل سنة، لعلاج من أجل استعادة كل قدراته على الخطابة والحركة.

وقال سلال إن "صحة رئيس الجمهورية تتحسن يوما بعد يوم"، مؤكداً أنه اذا فاز في الانتخابات المقررة في 17 ابريل الجاري فسوف "يؤدي القسم" بحسب الإجراءات المنصوص عليها في الدستور.

ولاية رابعة

وبمعزل عن وضعه الصحي، يرفض معارضوه فكرة ولاية رئاسية رابعة له، مثل حركة المجتمع المدني "بركات" (كفى). وهذه الحركة وهي تحالف من خمسة أحزاب معارضة بينها حركة مجتمع السلم الإسلامية، تخوض بنفسها حملة المقاطعة.

وفي بلد لعب فيه الجيش باستمرار منذ الاستقلال في 1962 دوراً كبيراً في اختيار رئيس الدولة، تحدثت الصحف في الاسابيع الاخيرة عن خلافات عميقة داخل هذه المؤسسة حول دعم بوتفليقة او عدم دعمه.

وقالت الصحف ان رئيس المخابرات العسكرية الجنرال محمد مدين المعروف باسم توفيق، عبر عن تحفظات على هذه الولاية الرئاسية الرابعة.

وكتبت صحيفة الوطن الجمعة إنه في الجانب الآخر، يقف رئيس الاركان الجنرال احمد قائد صلاح الذي يعد "الداعم الاكبر لاعادة انتخاب الرئيس". لكن رئيس الوزراء الجزائري الاسبق سيد أحمد غزالي (1991-1992) قال في مقابلة مع الموقع الالكتروني "تو سور لالجيري" انه "لا يهم معرفة من هو الرئيس طالما انه ليس هو من يقرر". واضاف ان "الذين يقررون يبقون في الظل".

ثأر بعد هزيمة

وفي غياب استطلاعات الرأي يبدو بوتفليقة الاوفر حظا للفوز في الاقتراع لكن بن فليس يأمل في الثأر بعد هزيمته في الانتخابات الرئاسية في 2004. وقد توقع في بجاية (شرق) الخميس بان "زلزالا عنيفا سيهدد القواعد الحزبية لرئاسة مدى الحياة"، مشيراً إلى أن "اكبر خصومه" هو التزوير الذي دانه في 2004.

ومنذ بداية الحملة، لم ير الجزائريون بوتفليقة سوى مرة واحدة على التلفزيون خلال استقباله وزير الخارجية الاميركي جون كيري في الرابع من أبريل.

وهذا الوضع يتناقض مع حملاته السابقة التي كان نشيطا جدا خلالها.

وتنتهي الحملة الرسمية لإقناع 23 مليون ناخب مسجلين على اللوائح في 13 أبريل بتجمع كبير يعقده معسكر بوتفليقة في العاصمة الجزائرية.

وكلف بوتفليقة سبعة من مساعديه القيام بجولات في البلاد. ويؤكد هؤلاء الذي يشيرون الى ادائه في الولايات الرئاسية الثلاث الاولى، على انه ضمانة للاستقرار.

مخاطر قائمة

وفي الواقع اتبع بوتفليقة سياسة مصالحة وطنية بعد اعمال عنف استمرت عقدا واسفرت عن سقوط 200 الف قتيل حسب الارقام الرسمية.

لكن الجروح ما زالت حية والمخاطر قائمة كما اثبتت عملية احتجاز رهائن في يناير 2013 في موقع ان اميناس للغاز (1300 كلم جنوب شرق العاصمة) التي قامت بها مجموعة اسلامية واودت بحياة عشرات الاشخاص.

(الجزائر- أ ف ب، رويترز، د ب أ)