الهضيبي وعاكف وبديع... 3 مرشدين تحت «المقصلة»
الصدام مع السلطة أبرز الأسباب وتخفيف العقوبة أنقذ اثنين
انضم مرشد "الإخوان" الحالي محمد بديع إلى قائمة مُرشدي الجماعة، الذين واجهوا أحكاماً بالإعدام، بعدما قررت محكمة جنايات المنيا، أمس الأول إحالة أوراقه و682 إلى مفتي الديار المصرية لأخذ الرأي الشرعي تمهيداً لإعدامهم، بعد تورطه في أعمال عنف أعقبت فض اعتصامي ميداني "رابعة العدوية" و"النهضة" منتصف أغسطس العام الماضي.وتعتبر إحالة أوراق مرشد الجماعة الحالي إلى المفتي، هي العقوبة الأشد، التي حصل عليها قيادي في الجماعة، منذ بدء محاكمات قادتها في قضايا العنف التي أعقبت عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي 3 يوليو الماضي حتى الآن، لينضم بديع إلى سابقيه المرشد الثاني للجماعة حسن الهضيبي، والسابع مهدي عاكف، اللذين واجها أحكاماً بالإعدام في خمسينيات القرن الماضي.
ولم يكن بديع يعلم، وهو يتلقى البيعة من أعضاء مكتب الإرشاد، مرشداً عاماً، في يناير 2010، أنه سيواجه أحكاماً بالإعدام عام 2014، حيث تشابهت كواليس ولايته للجماعة حالياً، بالظروف التي مر بها حسن الهضيبي، الذي تولى موقعه، هو الآخر في فترة شهدت صداماً بين الجماعة وقيادات ثورة 1952، على رأسهم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، الذي انتهى بالقبض على الهضيبي والحكم عليه بالإعدام في 1954، قبل أن يخفف الحكم ليصل إلى المؤبد، ثم الإقامة الجبرية عام 1961.مرشد الجماعة السابع مهدي عاكف، واجه أيضاً حكماً بالإعدام في أغسطس 1954، بعد اتهامه بتهريب أحد قيادات الجيش المنتمين للجماعة اللواء عبدالمنعم عبدالرؤوف، إلا أنه تم تخفيف الحكم عليه إلى الأشغال الشاقة المؤبدة، ليصبح بعد ذلك مرشداً عاماً للجماعة في يناير 2004.والملاحظ أن نظامي الرئيسين الأسبقين أنور السادات وحسني مبارك، كانا يتجنبان القبض على مرشدي الجماعة، في حين يكتفيان بالقبض على قياداتها وأعضاء مكتب إرشادها، الأمر الذي برره مراقبون بحرص الرئيسين على الإبقاء على الباب "موارباً" مع التنظيم، حيث لم يحدث أن تم اعتقال أيٍّ من مرشدي الإخوان في عهد مبارك، والذي شهد حكمه خمسة مرشدين هم: عمر التلمساني وحامد أبوالنصر ومأمون الهضيبي ومهدي عاكف ومحمد بديع.