«داعش» يتقهقر في حلب... و«النصرة» تحاصره في الرقة

نشر في 07-01-2014 | 00:01
آخر تحديث 07-01-2014 | 00:01
No Image Caption
• وقف لإطلاق النار في حي برزة شمال دمشق • إعادة انتخاب الجربا رئيساً لائتلاف المعارضة

وسط تزايد تعقيد الصراع في سورية، خسر تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) مواقع جديدة في حلب لمصلحة قوى المعارضة السورية وخصوصاً الإسلامية، وبات مقر التنظيم الرئيسي في الرقة قاب قوسين أو أدنى من السقوط في يد حلفائه السابقين بقيادة جبهة النصرة، الذين اتفقوا مع القوات النظامية على هدنة شمال دمشق.
مع دخول الاشتباكات العنيفة بين كتائب المعارضة السورية يومها الرابع أمس، ضيّقت قوات "الجبهة الاسلامية" و"جيش المجاهدين" و"جبهة ثوار سورية" الخناق على عناصر الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) في حلب، في حين أحكمت "جبهة النصرة" حصارها على آخر مقرات التنظيم في الرقة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس إن "كتائب إسلامية وكتائب مقاتلة تحاصر منذ يوم أمس الأحد المقر الرئيسي للدولة الاسلامية في العراق والشام في مبنى المحافظة في مدينة الرقة"، مشيراً إلى أن هذه الكتائب تمكنت من "تحرير 50 معتقلاً في سجن الدولة الإسلامية في مبنى إدارة المركبات في المدينة بعد السيطرة عليه".

وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس، أن "السجناء هم مقاتلون معارضون وناشطون احتجزتهم الدولة الإسلامية"، موضحاً أن المحررين لا يشملون الأب اليسوعي باولو دالوليو أو صحافيين أجانب يقول المرصد إنهم احتجزوا على يد "داعش".

وتخوض المواجهات، التي بدأت يوم الجمعة الماضي ضد "داعش"، ثلاث تشكيلات كبيرة هي "الجبهة الإسلامية" التي تعد من الأقوى في الميدان السوري و"جيش المجاهدين" الذي تشكل حديثاً و"جبهة ثوار سورية" ذات التوجه غير الإسلامي.

أما جبهة النصرة الإسلامية المتطرفة، التي تعد ذراع تنظيم القاعدة في سورية، فانضمت كذلك الى المعركة ضد الدولة الاسلامية لاسيما في مدينة الرقة، حيث كان الطرفان على خصومة. وأكد المرصد أن "جبهة النصرة هي المكون الأساسي الذي يحاصر مقر الدولة الاسلامية في الرقة".

معارك ليلية

وبعد اشتباكات عنيفة دارت طوال ليل الأحد- الاثنين مع عناصر "داعش"، تمكنت كتائب المعارضة من السيطرة على دوار قاضي عسكر ودوار الشعار ومشفى دار الشفاء وعبارة صيدلية الجزيرة في حلب شمال سورية.

وفي ريف حلب، أكد المرصد في بيان استعادة مقاتلي كتائب مختلفة السيطرة على مناطق عدة في ريف حلب الغربي إثر اشتباكات عنيفة مع مقاتلي داعش. كما دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في منطقة السبع بحرات وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف القوات النظامية، في حين قتل مقاتل من الكتائب في اشتباكات مع القوات النظامية في محيط اللواء 80.

وأصدرت جبهة ثوار سورية بياناً أمس دعت فيه المقاتلين غير السوريين الذين يقاتلون مع "داعش" الى الانسحاب من هذا التنظيم والانضمام الى جبهة الثوار لإسقاط نظام الأسد، متهمة في بيان وزعه المرصد، التنظيم بـ"قتل وسلب وترويع الآمنين وسرقة أسلحة افراد الجيش الحر واعتقالهم".

وفي محافظة حمص، تعرضت مناطق في المزارع الشرقية لقرية الزعفرانة لقصف القوات النظامية مما أدى إلى سقوط جرحى، في حين تعرضت منطقة الحولة وبلدتا كيسين والسمعليل لقصف من القوات النظامية.

وفي محافظة درعا جنوبي البلاد قصفت القوات النظامية مناطق في بلدة النعيمة دون أنباء عن اصابات.

هدنة

وفي دمشق، وبينما دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في حي القابون وسط قصف القوات النظامية مناطق في الحي، اتفق النظام والمعارضة على إجراء هدنة في حي برزة الواقع في شمال العاصمة السورية بعد نحو عام من الاشتباكات والعمليات العسكرية.

ويأتي هذا الاتفاق بعد أقل من أسبوعين على خطوة مماثلة بين نظام الأسد ومقاتلي المعارضة في معضمية الشام جنوب غرب العاصمة، التي بقيت محاصرة نحو عام.

وذكرت تنسيقية حي برزة، في بيان على صفحتها على موقع فيسبوك، أنه "بعد محاولات الوساطة الكثيرة في الأيام الماضية والمفاوضات بين قوات النظام والجيش الحر عن طريق لجنة من أهالي الحي تم الاتفاق على وقف اطلاق النار بين الطرفين". كما اتفق الطرفان على "انسحاب الجيش الأسدي من كل أراضي برزة وتنظيف الطرقات تمهيدا لفتحها للمدنيين، وإطلاق سراح المعتقلين من سجون النظام".

في المقابل، قالت الهيئة العامة للثورة السورية، أمس، "بعد وعود من لجنة المصالحة بالسماح للسكان المدنيين بالخروج من مناطق جنوب العاصمة السورية خرجت أعداد كبيرة من النساء والشيوخ والأطفال والشباب الى حاجز بلدة يلدا (حاجز علي الوحش)". وأوضحت "الهيئة" أنه بعد وصول الأهالي الى المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام والشبيحة ضُرب الرجال وأهينوا وصودرت جميع البطاقات الشخصية والأوراق الثبوتية، واعتقل جميع الرجال فوق سن 18، وأُجبر النساء والأطفال والشيوخ على الرجوع الى داخل الحصار بعد أن تم التنكيل ببعضهم وضرب بعض النساء.

رئاسة الائتلاف

سياسياً، أعاد الائتلاف الوطني لقوى المعارضة أمس الأول انتخاب أحمد الجربا رئيساً له، وذلك خلال اجتماع في اسطنبول. وفاز الجربا بـ65 صوتاً من أصل 120، متقدماً بفارق 13 صوتاً على منافسه رئيس الحكومة السورية السابق رياض حجاب، أرفع المسؤولين المنشقين عن نظام الأسد والذي حاز 52 صوتاً.

وبعد إعلانه في بادئ الامر انتخاب ثلاثة أعضاء نواباً للرئيس، أقام الائتلاف جولة انتخاب جديدة أمس بسبب النتيجة المتقاربة التي أعلنت فوز عبدالحكيم بشار وفاروق طيفور ونورا الأمير بمنصب نائب للرئيس.

كذلك قرر الائتلاف أيضاً إعادة التصويت على منصب الامين العام للائتلاف، بعد النتيجة المتقاربة التي حققها المرشحان المتنافسان وهما رجل الأعمال النافذ مصطفى الصباغ (59 صوتاً) و بدر جاموس (57 صوتاً) الذي يشغل المنصب حالياً.

من جهة أخرى، ردت طهران على اقتراح وزير الخارجية الأميركي جون كيري بشأن مشارکة إيران، غير الرسمية، في اجتماع "جنيف 2" الذي يعقد بسويسرا 22 الشهر الجاري. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الايرانية مرضية أفخم إن بلادها "توافق على المقترحات التي تنطبق مع عزة إيران فقط".

(دمشق، إسطنبول، الجزائر-

أ ف ب، رويترز، يو بي آي)

back to top