حذّر ولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، من فقدان نفوذها في منطقة الشرق الأوسط بسبب موقفها حيال إيران وسورية. وقال الشيخ سلمان (44 عاماً) في مقابلة مع صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية نشرت أمس إن "نهج الولايات المتحدة القائم على انفصام الشخصية حيال الشرق الأوسط، قد يدفع بالكثير من الدول العربية الكبرى إلى التقرّب بصورة أكبر من روسيا، ويؤدي إلى خسارة إدارة أوباما التأثير في المنطقة إذا استمرت في انتهاج سياسة خارجية وقتية وارتكاسية".

Ad

وأشار الى أن "تعامل الرئيس أوباما مع مسألة استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية وبشكل سمح لنظيره الروسي فلاديمير بوتين بالتقدّم بمبادرة لاحتواء الأزمة، جعل بعض الدول العربية تقيّم بصورة جدية علاقاتها مع الولايات المتحدة"، مضيفاً أن "الروس أثبتوا أنهم أصدقاء جديرون بالثقة"، في إشارة إلى دعم بوتين المتواصل لنظام الرئيس بشار الأسد ونجاحه في منع الغرب من توجيه ضربة عسكرية ضده.

وقال ولي العهد البحريني، الذي يشغل منصب النائب الأول لرئيس الوزراء، إن "بعض دول المنطقة بدأت بالفعل النظر في تطوير علاقات متعددة الأطراف بدلاً من الاعتماد على الولايات المتحدة فقط، والتي تبدو وكأنها تعاني انفصاما بالشخصية حين تتعامل مع العالم العربي".

ورأى أن "موقف الولايات المتحدة الأخير من الصراعات الدائرة في المنطقة جعل العديد من الدول العربية تشكك الآن في إمكانية الاعتماد على الغرب لحماية مصالحها، لأنها لا تستطيع أن تصنع أحكام التنازل من بعيد وتحتاج إلى أصدقاء وشركاء لتحقيق أهدافها".

وقال إن البحرين هي "واحدة من العديد من الدول الخليجية التي أغضبتها قرارات إدارة أوباما بالدعوة إلى تنحية الرئيس المصري حسني مبارك قبل ثلاث سنوات في أعقاب الاحتجاجات الواسعة النطاق، على الرغم من أنه كان حليفاً قوياً موالياً للغرب على مدى 30 عاماً". واعتبر أن موقف الولايات المتحدة من مبارك "مثالاً على الطبيعة الوقتية والارتكاسية لعملية صنع السياسة الخارجية الأميركية".

ورأى أن المشكلة "تكمن في أن السياسة في الولايات المتحدة تعمل في إطار دورات انتخابية لمدة عامين وغياب أي خطط على المدى الطويل". 

ونقلت "ديلي تلغراف" عن وزير خارجية البحرين، الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، قوله إن "دول الخليج العربية حريصة على أن أي اتفاق بين الغرب وإيران يجب ألا يقتصر على مسألة الأسلحة النووية وحدها، ويجب أن يعالج أيضاً قضايا أخرى مثل استمرار تورّط طهران في الإرهاب الذي ترعاه الدولة، بما في ذلك دعمها لحزب الله اللبناني".

(لندن ـــــ يو بي آي)