حنان مطاوع: تأجيل عرض «بعد الطوفان» أصابني بالإحباط

نشر في 10-01-2014 | 00:02
آخر تحديث 10-01-2014 | 00:02
طرح فيلم «بعد الطوفان» لحنان مطاوع في دور العرض حديثاً، وكان شارك في الدورة الـ 18 من «مهرجان الرباط السينمائي الدولي لسينما المؤلف» (2012)، ونال جائزة {يوسف شاهين} التي تمنح لأفضل فيلم عربي. يذكر أن التصوير انتهى منذ ثلاث سنوات وتأجل طرح الفيلم أكثر من مرة.
عن دورها فيه، وتقييمها للتجربة التي تدخل ضمن نشاطها السينمائي الملحوظ في الفترة الأخيرة وأمور أخرى كان اللقاء التالي معها.
من رشحك لفيلم {بعد الطوفان}؟

مؤلف الفيلم حازم متولي، إذ جمعتني به علاقة صداقة خلال الـ 18 يوماً التي قامت فيها ثورة 25 يناير وحتى تنحي مبارك عن الحكم. بعد هذه الفترة اتصل بي ليخبرني أنه انتهى من كتابة حوالى 40 مشهداً من الفيلم، وأنه يريدني أن أؤدي أحد الأدوار الرئيسة فيه.

أخبرينا عن دورك؟

أجسد شخصية {ياسمين}، طبيبة نفسية مصرية عاشت أغلب سنين عمرها في لندن، وعادت إلى مصر بعد قيام الثورة لإجراء دراسة على رموز الفساد واختارت من بينهم وزيراً يدعى {رفيق الطيب}.

يستعرض الفيلم مغامرتها في البحث عن أصل هذا الشخص المريض، وكشف المؤثرات التي جعلت الفساد والجريمة طبعين عاديين في داخله، وخلال هذه الرحلة تتعرف إلى مجموعة من الشباب الثوريين (أحمد عزمي، وريهام حجاج، وهبة مجدي) الذين يساعدونها في بحثها.

وما الذي شجعك على قبوله؟

استوحى متولي دوري في الفيلم من شخصيتي الحقيقية وروحي التي تعايش معها فترة في الميدان، حتى إن المتابع يكتشف أن شخصية {ياسمين} شديدة التقارب مني في نقاط كثيرة.

ماذا عن بقية الأدوار؟

ساعده تعامله مع شباب كثيرين في الميدان في تحديد بقية الأدوار، فحالتنا النفسية كانت تتغير كل ساعة نظراً إلى الإحباطات المتوالية لعدم استجابة السلطات لمطالبنا، في لحظة نكون سعداء بما تم تنفيذه، وفي أخرى نثور.

حقق مشهد النهاية الذي أصبتِ فيه بالانهيار بعد إبلاغك خبر انتحار {رفيق الطيب} إعجاب الجمهور... كيف تحضرت له؟

كانت {ياسمين} في هذا المشهد في حالة من الهذيان والصدمة من خبر انتحار {الطيب} الذي تبلغته من المأمور ولم تصدقه، ويفترض أن آخر جملة حوارية لها هي: {كدب كل الأبحاث العلمية تقول إنو مستحيل شخصية بالسمات دي تنتحر}، ولكن مع انفعالي واندماجي في الأداء خرجت مني جمل أخرى في السياق نفسه بشكل ارتجالي، فظلت الكاميرا تصور واستمرت هذه الكلمات حتى النهاية وظهور الشارة.

هل واجهت صعوبات أثناء التصوير؟

بالطبع، فقد بدأنا التصوير بعد أسابيع من تنحي مبارك واختفاء الأمن من الشارع المصري وسيادة حظر التجول، وكان تأمين الشارع مهمة المواطنين. حتى إن أهالي محافظة الإسكندرية أخذوا على عاتقهم حمايتنا خلال فترة وجودنا فيها، لا سيما في منطقة {الماكس} الخطرة.

يندرج الفيلم ضمن البطولات الجماعية التي شاركت فيها، فهل تفضلينها على المطلقة؟

تُضفي البطولات المطلقة دفئاً على موقع التصوير، وتحدث منافسة شريفة بين الفنانين المشاركين في الفيلم، ما يدفعهم إلى تقديم أحسن أداء. لكن في النهاية يتوقف الأمر على طبيعة العمل نفسه؛ فمثلا إذا أردنا تقديم فيلم سينمائي عن أم كلثوم، سيكون بطولة منفردة، شئنا أم أبينا، تتصدرها نجمة لأن الشخصية المحورية فيه واحدة. في المقابل، ثمة أعمال تستوعب أو تفرض بطولة جماعية وفقاً للقصة، وأحياناً تكون الفكرة هي البطلة.

هل أغضبك تأجيل عرض الفيلم طوال ثلاث سنوات؟

بالتأكيد، وأصبت بالإحباط لعدم تحديد موعد لعرضه، لكن على قدر إيماني بالاجتهاد والعمل، كانت لدي قناعة بأن النتيجة في يد الله، فأنا أؤمن بمقولة {علينا السعي وليس علينا إدراك النجاح}.

ماذا يمثل لك {بعد الطوفان}؟

أعتبره ابني لأنني تولّيت رعايته منذ كان مجرد فكرة حتى عرضه؛ كتبه المؤلف بعدما نشأت بيننا صداقة في الميدان، وعرضه عليّ وهو ما زال في طور الكتابة، فأخذت قصته وبحثت عن جهة إنتاج تنفذها، وبالطبع أشكر المنتجين الذين اتسموا بالجرأة وغامروا بأموالهم في توقيت صعب.

برأيك ما أبرز عوامل نجاحه؟

صنع توليفة بين السياسة والكوميديا والرومنسية والحركة؛ قد يختلف المشاهد أو يتفق مع مضمونه، لكنه يعتبره فيلما تجارياً منوعاً، ويحمل رسالة اجتماعية وسياسية في إطار فني متميز.

لماذا تقلّ هذه النوعية من الأعمال؟

بسبب سيطرة اعتقاد خاطئ عن أن الأفلام التجارية بلا مضمون وجاذبة، وتلك التي تحتوي على مضمون تفتقر إلى عناصر جذب الجمهور، مع أن السينما هي لغة متعة من الدرجة الأولى، وتحمل في داخلها إما رسالة أو نقداً أو كشفاً أو تحذيرا للمجتمع، في إطار شديد الإمتاع.

أتمنى أن يشجع {بعد الطوفان} المشاهدين ليقصدوا دور العرض، فيحقق المنتجون إيرادات تدفعهم إلى الاستمرار في تقديم هذه النوعية من الأفلام، وعدم الاتجاه إلى أعمال أقل فناً إنما تحقق مكاسب. في النهاية يريد المنتج تحقيق مكسب من عمله.

 

هل يعني ذلك رفضك لتقديم أفلام تجارية؟

على العكس، أوافق عليها شرط أن تكون بعيدة عن الإسفاف والابتذال. ثمة أعمال قديمة خفيفة ما زلنا نشاهدها لأنها ممتعة للغاية، ونُفذت بشكل جيد، وترسم ابتسامة على وجه المتفرج أثناء مشاهدته لها.

وما سبب نشاطك السينمائي الملحوظ مقارنة بالتلفزيون؟

خلال السنتين الماضيتين لم تعرض عليّ أدوار تلفزيونية جيدة، في المقابل عرضت عليّ أعمال سينمائية شجعتني على هذا التركيز هي: {بعد الطوفان}، {القشاش}، و}قبل الربيع}.

ولماذا توصف خطواتك الفنية بالبطيئة؟

مشكلة الممثل أنه يختار الأدوار التي يقدمها بين تلك المعروضة عليه، بالتالي إذا عُرضت عليّ أعمال غير جيدة سأرفضها، لا سيما إذا كانت لا تنتمي، في حدّ أدنى، إلى سمات الأدوار التي اعتدت قبولها، لذا أختفي فترات حتى أعود.

كيف تختارين أدوارك؟

أحرص على أن تكون مختلفة، تثير خيالي، وتحمسني للعمل ومذاكرتها، ويتسق مضمونها مع ما اقتنع به من دون تضارب أقدمه. أوافق على هذه الأدوار من دون تردد، سواء في السينما أو التلفزيون أو المسرح أو حتى الإذاعة؛ تستهويني لعبة الممثل، وكلما كان الدور المطلوب مختلفاً عن شخصيتي جذبني لتقديمه.

وما جديدك؟

انتهيت من تصوير فيلم {قبل الربيع}، وسيتم طرحه قريباً، وفي الأيام المقبلة سأبدأ تصوير دوري في مسلسل {دهشة} مع المخرج شادي الفخراني، والنجم د. يحيى الفخراني، أجسّد فيه شخصية ابنته {رابحة}، أتمنى تقديمه بشكل جيد ينال إعجاب الجمهور.

back to top