من {كوكب الشرق} إلى {نجم الجيل} ألقاب النجوم... إحساس بالذات أم محاولة للترويج؟

نشر في 17-04-2014 | 00:01
آخر تحديث 17-04-2014 | 00:01
{الملك، القيصر، الهضبة، نجم الجيل، كريستالة الشاشة}، وغيرها من الألقاب، لازمت نجوماً خلال مشوارهم الفني، بعضها كان منحة من الجمهور والمعجبين، والبعض الآخر أغدقه الفنان على نفسه في محاولة لصنع تاريخ زائف.
إلى أي مدى تفيد هذه الألقاب الفنان في عمله وتزيد من جماهيريته، أم هي وجاهة وبرستيج يبحث عنهما الفنان ليتميز عن أبناء جيله؟
ترى نهال عنبر أن الإعلام المرئي والمقروء له الأثر في انتشار هذه الظاهرة التي كانت مقننة في زمن الفن الجميل، ولا تطلق سوى على من يستحقها، حتى انتشرت وباتت تطلق بطريقة عشوائية وأصبحت بلا معنى. تضيف: {الفنان الحقيقي هو الذي يصنع نجوميته ويفرض نفسه على الساحة بأعماله المميزة، للأسف  لا تنطبق الألقاب اليوم على أصحابها، وفي كثير من الأحيان يختار الفنان اللقب لنفسه}، مؤكدة أن المشوار الفني كان، في الماضي، يسبق اللقب، أما الآن فيأتي اللقب أولا، ثم العطاء بعد ذلك وقد لا يأتي.

رفع الأجر

يرى إيمان البحر درويش أن الجمهور يمنح اللقب للفنان، بعد مشوار طويل من العطاء والإبداع، أما من يمنح نفسه اللقب فهو بلا موهبة أو تاريخ فني، ويبحث عن مكانة وتاريخ لم يستطع الوصول إليهما بموهبته، كذلك يساهم هذا اللقب في رفع أجره وزيادة الطلب عليه، بالتالي لا علاقة للقب بالإبداع بل أمر تجاري بحت.

يضيف: {دفعت المنافسة بين تامر حسني وعمرو دياب الأول إلى منح نفسه لقب نجم الجيل، بعدما لقّب عمرو بـ {الهضبة}،مع أن  ثمة من ظهروا بعد تامر وتفوقوا عليه، ولكن  لا يمنع ذلك من أن الجماهير تمنح نجمها لقباً، حباً  به وبكل ما قدمه، مثل منير الذي أصبح الملك، وهو بالطبع لم يمنح نفسه هذا اللقب ولم يطلبه. لا شك في أن هذه الألقاب ستزول سريعا لأن الجمهور أكثر وعياً مما نتصور، ويعرف إذا كان الفنان يستحق أم لا}.

 

منحة من الجمهور

تؤكد الناقدة ماجدة خير الله أن نجوماً كثراً وفنانين يطلقون على أنفسهم هذه الألقاب، على غرار {نجمة الجماهير} الذي منحته نادية الجندي لنفسها، ‘’نجمة مصر الأولى’’ الذي اتخذته نبيلة عبيد  لنفسها.

تعزو السبب الذي يدفع الفنانين إلى إطلاق الألقاب على أنفسهم، إلى رغبة هؤلاء في إرضاء الذات وصنع مجد وتاريخ وهميين، بعدما فشلوا في صناعته بأعمالهم وموهبتهم، {لذا لن تجد فناناًً مميزاً وله تاريخ، يمنح نفسه لقباً، لأن هذا اللقب يكون منحة من الجمهور بعد مشوار طويل من العطاء والإبداع، على غرار ما حدث مع {سيدة الشاشة العربية} فاتن حمامة، فهي لم تمنح نفسها اللقب بل منحها إياه الجمهور والنقاد، بعد مشوار طويل وليس في بداياتها، كذلك موسيقار الأجيال والعندليب الأسمر وغيرهم من العمالقة الكبار}.

 تلاحظ أن اللقب استمر مع النجوم الكبار طوال حياتهم ويقترن بهم حتى بعد الرحيل، {أما أنصاف النجوم وفاقدو التاريخ فيمنحون أنفسهم ألقاباً لا يعترف بها الجمهور بل يسخر منها، مثل نجم الجيل، كريستالة الشاشة رزان مغربي التي لم تترك أي بصمة في التمثيل أو الغناء أو تقديم البرامج، مع ذلك منحت نفسها لقباً.

تتابع: {أيضاً، لدينا فارس السينما أحمد السقا ومع ذلك عندما تسمع اللقب تتذكر فوراً أحمد مظهر لأنه الأجدر وصاحب تاريخ}.

 تشير إلى أن اللقب أحد أنواع الترويج للأعمال الفنية، موضحة أن شركات الإنتاج ساهمت في اختيار الألقاب لعدد من الفنانين، بشكل يساهم في الدعاية للمصنف الفني، {لكن الجمهور أذكى منهم ويعرف جيدا من يستحق اللقب ومن لا يستحقه}.

ظاهرة مستمرة

توضح الناقدة ماجدة موريس أنه في عهود السينما المصرية السابقة حتى وقتنا هذا، ظلت الألقاب إحدى السمات التي تميز الساحة الفنية ومرادفة للنجم أو الفنان الذي يفضل أن يطلق عليه اللقب كنوع من الـ {برستيج} أو الـ {شو{ الإعلامي.

مع أنهم يعلنون باستمرار أنهم لم يطلقوا تلك الألقاب على أنفسهم بل جاءت نتيجة تأييد شعبي واستفتاء جماهيري، لكن من يتابع الوسط الفني يكتشف أن اللقب هو صنيعة الفنان نفسه وبمباركة منه، ثم يُعلن في وسائل الإعلام عبر فريقه الإعلامي، ليصبح اللقب أحد الركائز الأساسية التي تعتمد عليها شخصية الفنان، وتضيف: {لم يعد ثمة نجوم حتى يمنحهم الجمهور والنقاد ألقابا، فمعظم من نراهم الآن أشباه نجوم ومجرّد ألقاب واهية لا يعترف بها أحد}.

بدوره يؤكد الملحن حلمي بكر أن كل فنان يبحث عن التميز من خلال إلصاق اسمه بلقب فني، واصفاً ذلك بالأمر الجيد لو كان تعبيراً عن محبة الجماهير، مشيراً إلى أن الجمهور، قديماً، كان يُقدر الفنان بإطلاق الألقاب عليه، فمثلا شكوكو أحبه الجمهور وصنع له تمثالا وهو تكريم من الشعب لم يحصل عليه أي فنان آخر، تقديرا لأعماله الفنية.

 يضيف: {رغم هذا النجاح الذي حققه لم يطلق شكوكو على نفسه ملك المونولوج، بل الجمهور هو من نصبه ملكا للمونولوج}. يرى بكر أن في الموسيقى ثمة أشخاصاً ما أنزل الله بهم من سلطان، يطلقون على أنفسهم لقب ‘’موسيقار’’ وهم لا يستحقون ذلك، {هؤلاء يتمتعون بنقص في شخصيتهم ما يدفعهم إلى تعويض هذا النقص عبر الألقاب التي يلصقونها بأنفسهم وهم لا يستحقونها}.

 يلفت  إلى أن الجمهور أصبح واعياً مع أن البعض ينخدع بهذه الألقاب، مؤكدا أن لقب ‘’موسيقار الأجيال’’ الذي منحه الجمهور لمحمد عبد الوهاب، ‘’فنان الشعب’’ لسيد درويش، ‘’ملك الموسيقى’’ لبليغ حمدي... كلها ألقاب استحقها أصحابها.

back to top