العنزي: تطبيق البنيوية عربياً يخضع للأهواء

نشر في 07-11-2013 | 00:01
آخر تحديث 07-11-2013 | 00:01
No Image Caption
«الثقافة الكويتية تتقاطع مع المركزية الأوروبية»

استضاف ملتقى الثلاثاء الثقافي، ضمن نشاطه الأسبوعي، أمسية أدبية تمحورت حول مفهوم البنيوية.
شدد د. أحمد العنزي على أن الثقافة المحلية تتقاطع مع المركزية الأوروبية القديمة، مبينا ان تطبيق البنيوية لدى العرب يخضع للأهواء.

جاء ذلك ضمن ندوة أدبية نظمها ملتقى الثلاثاء الثقافي، بعنوان «البنيوية في الفكر المعاصر»، في جمعية الخريجين، تحدث فيها د. أحمد العنزي وأدار الجلسة محمد سالم.

وتتبع د. العنزي بداية ظهور منهج البنيوية الفكري، مستعرضا تطورها عبر مراحل مختلفة لاسيما أثناء حقبة السبعينيات من القرن الماضي التي شهدت انتشارا كبيرا في فرنسا، وكذلك تطبيقها ضمن مجالات أخرى بفضل مجموعة من البنيويين المنتمين إلى المنهج والمحدثين لأفكاره.

واستهل حديثه عن مفهوم البنيوية لدى السويسري دي سوسير، الذي لم يدر بخلده أن يحدث منهجه كل هذا الاختلاف في المدارس النقدية، معتمدا على الفصل بين اللسانيات والتاريخ، معتبرا ان اللغة منتج اجتماعي، متجاوزا ما كان سائدا في تسلسل اللغة ونموها التاريخي.

وأضاف: «عرّف دي سوسير اللغة بأنها نظام دلالي قائم متضمن لأنظمة تواصلية أخرى، منها الكتابة والإشارات والإيماءات والطقوس الرمزية وغيرها من أشكال التعبير عن الفكر».

هذيان الأحاديث

وعن اتجاه نيتشه الفكري، اعتبر العنزي أنه الأب الروحي للمدارس الفكرية والأدبية، إذ إنه أول من انتقد المركزية الأوروبية التي وصفها بالنخبوية أو «هذيان الأحاديث»، مشددا على أن هذا الفيلسوف انتفض على الأفكار السائدة آنذاك وفتح المجال لمن جاءوا من بعده بالتحليل التدقيقي ضمن جزئيات كثيرة.

نواة أساسية

وفي حديث عن رولان بارت مدشن البنيوية الجديدة، بين العنزي انه تجاوز ما طرحه دي سوسير مشكلا مرحلة مهمة ضمن اتجاه البنيوية في النقد الأدبي، مضيفا ان الفيلسوف ليفي ستراوس لاحظ أثناء دراسته للأساطير والقواعد الاجتماعية لمختلف الثقافات وجود نواة أساسية تمثل لا متغيرات بنيوية تسمح بالتحول من الإنسان البيولوجي إلى الإنسان الاجتماعي، مستندا إلى أن المرأة هي العنصر الثابت في المجتمعات البدائية.

وبشأن المشهد المحلي، ذكر أن «ثقافتنا الكويتية تتقاطع كثيرا مع المركزية الأوروبية»، موضحا أنه لم يجد قراءات فكرية عميقة تعنى بمكونات الثقافة الكويتية باستثناء دراسة د. خليفة الوقيان، معتبرا ان الطبخ شكل من أشكال صراع الهوية لأنه يمثل سلوكيات وثقافة وعادات.

إكراهات اللغة

وعن علاقة البنيوية بالسرد، شدد العنزي على أن السرد مخزون رمزي لا زمني في كل العصور، ولا يمثل حقبة زمنية بعينها، مشيرا إلى ما قاله المفكر جاك لاكان بأن الحلم يخضع لإكراهات اللغة.

وتابع: «البنيوية ليست مدرسة لغوية واحدة، بل مجموعة مدارس فكرية ونقدية، كما ان كل اتجاه يستخدم المنهج ضمن حقله العلمي، وأن البنيوية ظهرت مع اتباع دي سوسير، إذ اهتموا باللسانيات والعلاقة بين الدال والمدلول، وعقب ذلك شهد هذا الفكر تطورا كبيرا واختلافا متنوعا ساهم في إثراء المنهج ذاته، وهذه الفرضية الصورية انتجت مجموعة مؤلفات أفرزت في نشوء ما بعد الحداثة والعنصرية والآخر والتسامح وغيرها من المفاهيم».

أما عن علاقة العرب بالبنيوية فقال: «إننا تلقينا هذا المنهج وفقا للأهواء، وانتشرت البنيوية في الدراسات العربية، ومن الذين قدموا دراسات قيمة المفكر محمد الجابري».

نقاش

ثم فتح باب النقاش، وقد أثار محتوى الندوة الحضور وطرحوا مجموعة استفسارات منوعة حول مفهوم البنيوية وعلاقتها بالنقد الأدبي وتأثيرها على الجوانب الإبداعية.

بدوره، لفت د. فارس الوقيان إلى أن الكويت تفتقر إلى الذوات المفكرة التي ترتقي بالفكر، وتساهم في تقديم دراسات يستفيد منها المجتمع، أما د. العنزي فتطرق إلى العلاقة بين البنيوية والنقد الأدبي، بينما تساءلت الكاتبة أفراح الهندال عن تأثير البنيوية على الجانب الإبداعي.

back to top