«لا صرت مرتاح ومصلي»

نشر في 11-01-2014
آخر تحديث 11-01-2014 | 00:01
 يوسف عوض العازمي استيقظت على أذان الفجر بصوت "أبو مشعل" أحد جماعتنا في المخيم، الذي كان رغم كبر سنه أنشطنا- ما شاء الله- فكان صوته وهو يؤذن للصلاة أشبه بسيمفونية روحانية تريح الأعصاب والجوارح.

وبعد الأذان توجهت إلى "شبوب النار" حيث القهوة وقدوع التمر و"الجرثي" و"طاسه" من حليب الخلفات، وبعد فنجال قهوة أقمنا الصلاة في الهواء الطلق على وقع رذاذ خفيف كأنه يضع عنواناً لجو خيالي يمتزج فيه وقار الإيمان بلذة العبادة في أجواء الشتاء الخيالية.

وبعدها دارت الأحاديث حول عدد من المواضيع كعادة هذه الجلسات، وكان أبرزها عن الأسعار الهائلة للعقار السكني، حتى أصبح سعر البيت العادي في أرخص منطقة في الكويت يتجاوز مئتي ألف دينار!

وكان الاستغراب هو عدم استطاعة الحكومة حل هذه المشكلة، إذ إن كل المعطيات متوافرة من مثل الأراضي الكبيرة والتمويل المالي، وطرحت أمثلة لوفرة الأراضي كطريق السالمي تقريباً مئة كيلومتر، وطريق العبدلي بتسعين كيلومتراً، وكذلك طريق الصبية بثمانين كيلومتراً، وإذا ذهبنا جنوباً إلى طريق الوفرة وطريق النويصيب، ولا ننسى طريق كبد.

 كل هذه الطرق السريعة بالإمكان إنشاء مجتمعات عمرانية كبيرة وهائلة من حولها وفي محيطها، إنما يتضح لنا أن المشكلة في القلب الذي إن اشتهى فستسير الأرجل ولا شك، وقد قالها أحد الجالسين: "إننا لا نملك إلا الكلام وحكومتنا ليست عنّا ببعيد"!

أعود إلى الأجواء الشتوية والرذاذ الخفيف والنسيم الرائع وتذكرنا الشعر والقصيد وحضرت أبيات سالم بن تويم الدواي، رحمه الله:

بالصبح محلا شبوب النار

لا صرت مرتاح ومصلي  

إلى أن يصل إلى آخر القصيدة الرائعة وكأنه يصرخ بالناس:

فقير وإلا من التجار

العمر ملحوق ومولي

back to top