مع تصاعد الصراع بين الأجنحة السياسية المتصارعة في إيران، وبعد أيام من التصريحات النارية والاتهامات والانتقادات المتبادلة بين التيار المتشدد وحكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني، يبدو أن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي قرر التدخل للحفاظ على التوازن الدقيق الذي أرساه منذ وصول روحاني، الذي يوصف بالاعتدال، إلى سدة الرئاسة.

Ad

وجدد خامنئي أمس ثقته بروحاني داعياً منتقديه إلى التساهل في انتقاداتهم، كما حذَّر في المقابل الحكومة الحالية من أن واشنطن لا تزال تسعى إلى إسقاط النظام الإيراني، وبالتالي فإن المساومة معها غير مجدية.

وقال خامنئي أمس في كلمة ألقاها أمام قيادات عسكرية وضباط في إطار الاحتفالات بالذكرى الخامسة والثلاثين للثورة الإيرانية، إن "الانتقادات ينبغي أن تكون متساهلة حيال الحكومة"، مضيفاً أن "الحكومة لم تتولَّ السلطة إلا قبل بضعة أشهر، ويجب إعطاؤها مزيداً من الوقت لتتقدم بقوة في خططها".

في المقابل، أشار المرشد الإيراني الأعلى إلى أن "الأميركيين يكذبون عندما يقولون إنهم لا يسعون إلى تغيير النظام في إيران، وهم لن يترددوا لحظة في الإقدام على ذلك إذا كان باستطاعتهم"، مشدداً على أن "المساومة مع المستكبرين غير مجدية".  

وعن السياسات الاقتصادية لروحاني، اكتفى خامنئي بالقول: "الحل لمشكلاتنا الاقتصادية ليس رفع العقوبات، نصيحتي لمسؤولينا دائماً هي أن نعتمد على إمكاناتنا الأصلية غير المحدودة".

ووسط جدل بشأن شعار "الموت لأميركا" الذي يُردَّد بكثافة خلال إحياء ذكرى الثورة، أكد خامنئي أن العداء مع واشنطن لا يزال موجوداً، مشيراً إلى أن "موقفنا العدائي تجاه الولايات المتحدة يرجع إلى اتجاهها المهيمن والفضول"، لكنه أضاف أنه يتعين على إيران عند التعامل مع "الأعداء" الاستعداد لتغيير الأساليب دون أن تتنازل عن مبادئها الأساسية.

وكانت تقارير إعلامية تحدثت عن التوصل إلى هدنة بين روحاني والجناح المتشدد، تقضي بوقف الحملات والهجمات المتبادلة بين الطرفين، على أن يتولى روحاني إدارة السياسة الداخلية للبلاد، خصوصاً الجانب الاقتصادي، وفي المقابل، يبقى "الحرس الثوري" متحكماً في ملفات الأمن الداخلي والخارجي كلها، لاسيما ملفات سورية والعراق ولبنان.

 وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأسبوع الماضي قال إن نظيره الإيراني محمد جواد ظريف أبلغه خلال لقائهما في ميونيخ أنه لا يملك أي سلطة لـ"التحدث أو التفاوض" في الملف السوري، ولم يصدر أي نفي من قبل وزارة الخارجية الإيرانية لهذا الأمر.

(طهران - أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي، إرنا)